اتخذ سائق سابق لزعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن موقف الشاهد الثلاثاء فى محكمة الحرب العسكرية الامريكية التى يواجه فيها المحاكمة الاسبوع المقبل ووصف عمليات العزل والحرمان من النوم والاساءة الجنسية خلال نحو سبع سنوات فى الأسر. وكانت هذه هى المرة الاولى التى يشهد فيها سالم حمدان الذى تحدى الرئيس الامريكى جورج بوش وكسب التحدى أمام المحكمة العسكرية فى القاعدة البحرية الامريكية فى خليج جوانتانامو فى كوبا. وادت الدعوى التى رفعها حمدان الى ان تبطل المحكمة الامريكية العليا فى عام 2006 نظام المحاكم العسكرية الأصلى الذى وضعه بوش.
وفى واشنطن الثلاثاء حثت وزارة العدل الامريكية قاضيا اتحاديا على السماح بأن تمضى قدما محاكمة حمدان -وهو يمنى فى نهاية العقد الرابع من عمره.
وفى وثائق قضائية رفضت الوزراة طلب المحامين الموكلين عن حمدان بإيقاف المحاكمة استنادا الى الحكم البارز الصادر الشهر الماضى عن المحكمة العليا الذى يوسع بعض الحقوق الدستورية لتشمل المحتجزين.
واذا مضت المحاكمة فى سبيلها فستكون الاولى امام المحكمة العسكرية الامريكية التى اقامتها حكومة بوش فى قاعدة جوانتانامو البحرية حيث اقيمت معسكرات السجن لتستوعب المشتبه فى ارتكابهم اعمالا ارهابية والذين اعتقلوا بعد هجمات الحادى عشر من سبتمبر ايلول.
وفى جلسات قبل المحاكمة هذا الاسبوع طلب محامو حمدان من قاضى المحكمة العسكرية كيث اولرد وهو كابتن بحرى استبعاد تصريحات المحاكمة التى ادلى بها موكلهم الى المحققين بسبب ما قالوا انه تكتيكات “قسرية“.
ووقف حمدان فى مكان الشاهد وهو يرتدى غطاء رأس ابيض تقليديا وجلبابا أبيض تحت سترة غربية الطراز.
ولازم تشارلز سويفت محامى حمدان -وهو استاذ فى كلية الحقوق فى جامعة امورى الامريكية- موكله خلال ما يقرب من سبع سنوات من الاسر بدءا من اعتقاله فى افغانستان فى نوفمبر تشرين الثانى عام 2001 التى قالت انه تعرض فيها للضرب وشاهد اسيرا اخر وهو يقتل الى السنوات التى قضاها فى جوانتانامو وتعرض فيها لتحرش جنسى وصفه على مضض من محققة بينما كان هناك جنود واقفون قريبا.
وقال حمدان من خلال مترجم “انها اقتربت كثيرا بكل جسمها نحوي.” وتحت إلحاح سويفت ان يذكر التفاصيل قال حمدان “إنها لمستنى فوق الركبة.” وسأل سويفت “أين لمستك؟ هل لمست فخذك.” فأجاب “نعم.” واضاف انه بدأ يجيب على اسئلتها بعد أن لمحت الى انها ستلمس باطن فخذه.
واتهم عدد من المحتجزين المحققات فى جوانتانامو بانتهاك المحرمات الجنسية الاسلامية من خلال لمس المحتجزين بطريقة مهيجة.
ويوجد حاليا نحو 265 معتقلا فى جوانتانامو وانتقدت جماعات قانونية ومدافعة عن حقوق الانسان المحكمة العسكرية بشدة.
وفى كندا كشف محامون عن السجين الغربى الوحيد الباقى فى جوانتانامو وهو الكندى عمر خضر النقاب يوم الثلاثاء عن شريط فيديو سرى يصور استجواب خضر. ويبين الشريط الذى التقط فى فبراير شباط عام 2003 خضر الذى كان عمره أنذاك 16 عاما وهو يبكى وينوح. وقال محاموه انه عانى “التعذيب واساءة المعاملة” اثناء وجوده فى جوانتانامو بما فى ذلك الحرمان من النوم والتهديد بالاغتصاب.
ووجه الاتهام لحمدان الذى اعترف انه كان سائق زعيم القاعدة بالتآمر وتقديم دعم مادى للارهابيين. وقال الادعاء انه مشارك بإرادته فى القاعدة بينما يدفع محاموه بانه كان مجرد سائق يحتاج لراتبه الشهرى البالغ 200 دولار.
وردا على سؤال ممثل الادعاء نفى حمدان انه كان على صلة وثيقة بابن لادن او كان عضوا فى القاعدة. وسئل لماذا وجد اسمه فى قائمة لاعضاء مزعومين للقاعدة فرد بقوله “اى شخص يمكنه ان يكتب ما يشاء … وأنت تستطيع ان تكتب اسم الرئيس الأمريكى جورج بوش.”
وقال محامو حمدان يوم الاثنين انهم عثروا على وثيقة وسط سجلات “الحبس” فى جوانتانامو أصبحت دليلا يشير الى ان حمدان خضع لعملية وصفتها تقارير صحفية بانها برنامج منظم للحرمان من النوم خلال فترة 50 يوما فى صيف عام 2003.
وتحدث حمدان فى المحكمة عن ان الحراس كانوا يطرقون على باب زنزانته ليوقظوه فى الليل قبل اجراء التحقيقات معه.
وقال “عندما يرجع المرء الى النوم مرة اخرى يأتى الجندى مرة اخرى خلال فترة تتراوح بين خمس الى عشر دقائق…. وكل ما يريده هو ايقاظ المرء. ويطرق على الباب او يحدث بعض الجلبة والضجيج.”
وقال حمدان انه كان يغفو اثناء النهار لفترات قد تصل الى ثلاث ساعات. وقال الادعاء فى وثائق قضائية “ان مزاعم حمدان بسوء المعاملة غير صحيحة.”
وقالت خبيرة نفسانية هى الدكتورة اميلى كرام فيما بعد فى شهادتها ان حمدان ظهرت عليه أعراض اضطرابات اجهاد ما بعد الصدمة والاكتئاب الشديد. وقالت ان اساليب الاستجواب التى استخدمت معه جعلتها تتذكر الأساليب التى استخدمت فى “هانوى هيلتون” حينما كان أسرى حرب امريكيون محتجزين خلال حرب فيتنام.