على الرغم من الحملة الواسعة التي تتعرض لها دولة الإمارات العربية المتحدة في وسائل الإعلام البريطانية والعالمية، كشف النقاب أمس (الثلاثاء) عن أن عدد البريطانيين الذين ينتقلون إلى العمل والعيش في الإمارات، ناهيك عن السياحة والاستجمام، آخذ بالارتفاع بلا توقف. جاء ذلك في تحقيق أجرته صحيفة «الغارديان عن الرعايا البريطانيين في الإمارات، الذين تضاعف عددهم خلال العامين الأخيرين فقط ليصبح 100 ألف شخص، ألقت فيه الضوء على نمط حياتهم وتطلعاتهم ونظرتهم اللافتة للانتباه لكيفية العيش في بلد إسلامي مثل الإمارات».
وبيّنت «الغارديان» أن معظم البريطانيين الذين يعيشون في الإمارات يتصرفون بالطريقة نفسها التي يتصرف بها الشبان الذين ألقت الشرطة الإماراتية القبض عليهم أخيراً في تهم تتعلق بالإخلال بالآداب العامة وخرق القانون المحلي بأشكال مختلفة. وقالت ان الإماراتيين ينظرون إلى البريطانيين على أنه لا فرق بينهم، وأن الفارق الوحيد الذي يميزهم عن الشبان الذين تم اعتقالهم أنهم محظوظون أكثر ولم يقعوا بعد في قبضة الشرطة.
واعترفت الصحافية التي أعدت التحقيق أنها هي الأخرى خرقت قوانين الإمارات أكثر من مرة خلال فترة تزيد على ثلاث سنوات منذ وصولها للعيش والعمل في دبي. وقالت انه ينبغي بالناس في بريطانيا ألا يظنوا أن الشرطة الإماراتية تقل البريطانيين إلى السجن لمجرد أنهم تبادلوا القبلات فيما بينهم. وأكدت أن السلطات الإماراتية تغض الطرف إلى حد كبير عن تصرفات البريطانيين المخلة بالآداب والقانون. وقالت ان «الحياة الغربية في دبي تقوم على ازدواجية مخفية وهي: بإمكاننا أن نكسر قوانين البلد، طالما نفعل ذلك في شكل ذكي».
وذكر التحقيق وجود تقاليد جديدة في الإمارات من نوع ما سمّته تقليد «البرانش»، أي الوجبة التي تجمع بين الإفطار والغداء، والتي أصبحت تقليداً بين جميع المقيمين في الإمارات في أيام الجمعة، أي يوم العطلة الأسبوعية في الإمارات. ففي ايام الجمعة تقدم جميع فنادق الخمسة نجوم إغراءات للزبائن بعرض «بوفيهات» مفتوحة من الأطعمة طوال النهار مع كميات غير محدودة من المشروبات الكحولية مقابل عشرة جنيهات استرلينية للفرد، حيث يُقبل البريطانيون على هذه البوفيهات فيسرفون في الأكل ويشربون حتى الثمالة، تماماً مثلما حصل مع الشابة البريطانية ميشيل بالمار التي بعد مثل هذا «البرانش» ضبطت وهي تمارس المتعة الحرام في العراء مع شاب بريطاني، فألقي القبض عليها وتنتظر هي والشاب تقديمهما للمحاكمة.
وقالت مُعدة التحقيق انها زارت يوم الجمعة الماضي المطعم ذاته الذي تناولت فيه ميشيل والشاب الطعام والشراب قبل أسبوع فوجدته مليئاً بالبريطانيين، ومن ضمنهم صحافي من مانشستر يدعى كيلي فيلدز، قال انه بعد الضجة عن اعتقال ميشيل والشاب فكر بعدم الحضور إلى المطعم، لكن المغريات التي يوفرها هذا المطعم دفعته للمجيء.
وقالت الصحيفة ان «البرانش» ليس هو التقليد الوحيد المتبع في الإمارات، من جانب الرعايا الغربيين الذين يعيشون هناك والذين يقضون فيها عادة فترات تتراوح بين ثلاث وخمس سنوات. فجلسات المساء اليومية أصبحت تقليداً اجتماعياً عادياً وفيها يجري تناول المشروبات الكحولية بكميات كبيرة. وعزت هذه الظاهرة إلى الضغط الشديد الذي يقع على العاملين في الإمارات الذين يعملون لساعات طويلة، حيث يتوق الواحد منهم في نهاية يوم العمل الطويل لاحتساء ما تيسر من المشروبات.
وقالت الصحيفة ان البريطانيين يعملون في الإمارات أكثر من بريطانيا، لأنهم يخشون على فقدان وظائفهم وبالتالي فقدان حقهم في الإقامة هناك. وذكر مهندس بريطاني من هامبشاير للصحيفة انه يعمل في المعدل حوالي 70 ساعة أسبوعياً وقال «ما أن يأتي يوم الخميس حتى أكون قد اسْتُنفِدْت عقلياً وجسدياً. عندها تساعد بعض الأقداح على إزالة ما تجمع من البخار». وقالت ان الكثيرين ممن تغريهم فكرة العمل في الإمارات وبريق الوظائف المعروضة سرعان ما يكتشفون أن ما يحصلون عليه لا يكفي للعيش.
وقالت الصحيفة أن نمط الحياة الذي يجده البريطانيون في الإمارات يدفعهم إلى الاعتقاد ببساطة أنهم «فوق القانون»، مما يجعلهم معرضين بسهولة لارتكاب المخالفات القانونية، التي يعرفون جيداً أنهم سيكونون معرضين للمحاسبة لو أنهم ارتكبوها في بريطانيا أو أي بلد آخر في العالم. وقالت ان ما فعلته الفتاة ميشيل والشاب البريطاني هو تصرف عادي بالنسبة للبريطانيين في الإمارات، مشيرة إلى أن الحياة في الإمارات بالنسبة للغربيين «مقبرة للعلاقات الزوجية» السليمة. وروت محامية بريطانية تدعى لورين ويتاكر (29 عاماً) أنها جاءت مع خطيبها للعمل في دبي، فانفصلت عنه بعد سنة، «نظراً لأن وقع الحياة في الإمارات وضع علاقتنا تحت ضغوط ث
قيلة فانهارت. والشيء ذاته حصل لأزواج كثيرين أعرفهم». فدبي وفقاً للصحيفة أصبحت «مسرحاً للعشاق» حيث المقيمين هناك الذين تتراوح أعمارهم بين 30 و40 عاماً يشربون ويسهرون في النوادي الليلة، كما لو أن عمر الواحد منهم لم يتجاوز الـ 21 عاماً. وأشار التقرير إلى الطرق التي يتحايل بها البريطانيون وغيرهم من المقيمين في الإمارات على القانون لممارسة حياة العزوبية، حيث تنتشر بينهم ظاهرة تزوير شهادات الزواج وصور حفلات عقد القران للتحايل على القانون الإماراتي من أجل عيش العزاب من الشبان والشابات في الشقق نفسها. وقالت أن مالكي الأبنية يغضون الطرف عادة ويساعدهم في ذلك وكلاء تأجير العقارات. وأكدت أن السلطات الإماراتية تغض الطرف في شكل عام عن تصرفات المقيمين الأجانب لديها سوى في مسألة واحدة هي تعاطي المخدرات والمتاجرة بها.
قيلة فانهارت. والشيء ذاته حصل لأزواج كثيرين أعرفهم». فدبي وفقاً للصحيفة أصبحت «مسرحاً للعشاق» حيث المقيمين هناك الذين تتراوح أعمارهم بين 30 و40 عاماً يشربون ويسهرون في النوادي الليلة، كما لو أن عمر الواحد منهم لم يتجاوز الـ 21 عاماً. وأشار التقرير إلى الطرق التي يتحايل بها البريطانيون وغيرهم من المقيمين في الإمارات على القانون لممارسة حياة العزوبية، حيث تنتشر بينهم ظاهرة تزوير شهادات الزواج وصور حفلات عقد القران للتحايل على القانون الإماراتي من أجل عيش العزاب من الشبان والشابات في الشقق نفسها. وقالت أن مالكي الأبنية يغضون الطرف عادة ويساعدهم في ذلك وكلاء تأجير العقارات. وأكدت أن السلطات الإماراتية تغض الطرف في شكل عام عن تصرفات المقيمين الأجانب لديها سوى في مسألة واحدة هي تعاطي المخدرات والمتاجرة بها.
وخلصت الصحيفة إلى القول ان البريطانيين مع ذلك ما زالوا يتقاطرون على الإمارات، وبقاؤهم فيها دليل على أن الحياة فيها تعجبهم. وقالت ان دونالد ترامب، الثري الأميركي الكبير، أعلن أخيراً لدى افتتاح ناطحة السحاب التي يملكها في جميرة قائلاً «عيون العالم على دبي». وتساءلت الصحيفة «فهل تعرف ميشيل بالمار ذلك»