في لبنان، يحتفل حزب الله الشيعي بعودة اسراه. وفي الجانب الاخر من الحدود، يحاول الاسرائيليون اخفاء اشمئزازهم حيال الاحتفالات التي يقيمها “القتلة“. وبثت قناة المنار التلفزيونية التابعة لحزب الله مشاهد لنعشين سوداوين ذكرت انهما يحويان رفات الجنديين الاسرائيليين الداد ريغيف وايهود غولدفاسر اللذين اسرهما التنظيم الشيعي عند الحدود الاسرائيلية اللبنانية في 12 تموز/يوليو 2006.
وعند بث تلك المشاهد عبر قنوات التلفزة، علا الصراخ والنحيب في منزل عائلة غولدفاسر في نهاريا، على بعد بضعة كيلومترات من رأس الناقورة عند الحدود الاسرائيلية اللبنانية. والواقع ان حزب الله تكتم حتى اللحظة الاخيرة حول مصير الجنديين.
وقال دافيد دروكمان حاخام مدينة كريات موتسكين (شمال) بعدما التقى افراد اسرة ريغيف في منزلهم “انه اليوم الاكثر سوادا. لا اتمنى ذلك لالد اعدائي. انها نهاية مأسوية“.
وروى ان العائلة تابعت مشاهد النعشين “وسط صمت مطبق”، مضيفا “اخيرا، سيتمكنون من الصلاة لراحة نفسي” الجنديين.
حول منزلي الاسرتين، اضاء اقرباء وجيران واخرون مئات الشموع وتجمعوا بصمت.
بالنسبة الى عائلتي الجنديين، اختلطت مشاعر الحداد باستياء كبير للافراج عن الاسير اللبناني سمير القنطار بعد اعتقاله ثلاثين عاما تقريبا في السجون الاسرائيلية لقتله مدنيا اسرائيليا وطفلته البالغة نحو اربعة اعوام العام 1979.
وقال القضاء الاسرائيلي انه بعد قتله شرطيا، اطلق القنطار رصاصات عدة على ظهر والد الطفلة ثم حطم رأسه.
وعلق شلومو غولدفاسر والد احد الجنديين “لقد ضحى الشعب اللبناني بنحو 800 مقاتل. من اجل ماذا؟ من اجل شخص قتل طفلة عمرها ثلاثة اعوام ونصف العام. هل هذا بطل؟ في رأيي انه ليس سوى قذارة“.
وتسببت عملية اسر الجنديين بنزاع عسكري مدمر بين حزب الله والدولة العبرية استمر اكثر من شهر.
ووصف المتحدث باسم الحكومة الاسرائيلية مارك ريغيف القنطار بانه “قاتل اطفال وحشي”. واضاف “كل من يعتبره بطلا يسحق المبادىء الاساسية للكرامة الانسانية“.
وسيقيم حزب الله احتفالات كبيرة على شرف اسراه المفرج عنهم على ان يلقي امينه العام حسن نصرالله خطابا في المناسبة. ونصبت على طول الطريق من بلدة الناقورة اللبنانية الحدودية حتى مدينة صيدا الجنوبية اعلام ولافتات احتفاء بهذا “النصر“.
من جهتها، قالت المتحدثة باسم الجيش الاسرائيلي افيتال ليبوفيتز “بالنسبة الى اسرائيل والجيش انه يوم مؤثر جدا. انه يوم بالغ الصعوبة بالنسبة الى العائلات“.
غير ان اسرائيليين كثرا يرون ان عملية التبادل هذه كانت ضرورية، حتى داخل الحكومة.
وفي هذا الاطار، صرح وزير البيئة جدعون عزرا للقناة الاسرائيلية العاشرة “آمل ان يدرك العالم طبيعة العدو الذي نتعامل معه، انه عدو وحشي يعذب عائلات جنودنا. ولكن علينا اعادتهم الى الوطن مهما كان الثمن، وهذا ما فعلناه“.
وعلقت روز ليبكي (59 عاما) التي تقيم في القدس “لم يكن لدينا خيار، كان ينبغي اعادة ابنائنا“.
وقال بيني ليفي (43 عاما) “كان يجب القيام بذلك، ينبغي ان يعود جنودنا حتى لو كانوا امواتا ومهما كان الثمن“.
في المقابل، اعتبر ران غولدن
(38 عاما) احد سكان القدس ان “الامر لا يستحق هذه التضحية، انهم ارهابيون وقتلة“.
(38 عاما) احد سكان القدس ان “الامر لا يستحق هذه التضحية، انهم ارهابيون وقتلة“.
واكد ان “هذا التبادل سيؤدي الى مزيد من الهجمات الارهابية“.