العرف الجاري في عراق اليوم أن العراقي المسلوبة منه حقوقه وثرواته الطبيعية وكرامته أنه يتلقى الإحسان من الذين يسرقون ثرواته بالملايين الدولارات.
تصلني بين الحين والآخر أخبار عن حالة العراقي البسيط عندما تسلط عدسات القنوات الفضائية الأضواء بأن المكرمة من المسؤول الفلاني (بطانية) أو صندوق مواد غذائية قد يكون مرسلها منظمات إنسانية دولية…فتتخذ دعاية لشخصية معينة.
الذي أريد قوله أن العراقي ليس بحاجة لكي يكرم ببطانية لا قيمة لها، ولا بالصدقة وهو صاحب أكبر ثروة طبيعية…والذي يكرمه ويعطف عليه ذات الشخص الذي يسرق الملايين دون حساب أو كتاب. ولا أريد أن أدخل في موضوع الفساد الإداري والمالي الذي بات أمراً لا بد منه، وإلا الوضع السياسي والأمني لا يستقر كما هي المحاولات الكثيرة لإظهار بالثوب المزين.
لكنني أريد أن أطرح سؤالاً طرحه أحد الأساتذة مهتم بشأن العلم والمعرفة على مسؤولين كثيرين بمستوى وزراء وعلماء وأصحاب قرار ومال…(الفرهود).
السؤال: أليس أفضل من أن نوزع (بطانية) على العراقي ونهدر كرامته بأن نهيأ له الظروف المناسبة لكي يحصل على وظيفة ومسكن…ويسترد كرامته وإرادته التي سلبت في عهد النظام البائد ومازالت تسلب من قبل القادة الجدد.
البعض الكثير أجابوه بنعم…وهذا هو المطلوب، لكن عندما يصل الموضوع للجد والعمل الفعلي والذي يراد من أولئك المسؤولون أن يمد يد العون تراهم (يمت متون) ويجدون ألف وألف عذر ومبرر…هروباً من أن يدعموا من أموال الشعب.
لكي أوضح الأمر بصورة أدق…الموضوع والمشروع الذي ينقذ العراقيين من بؤسهم هو توظيف الأيادي العاطلة عن العمل…وليس التوظيف الاصطناعي والمؤقت…بل الحديث عن حلول جذرية ومشاريع استراتيجية علمية ترفع من مستوى الإنسان العراقي علماً ومعرفةً وتقنياً لكي يصبح مواطن منتج يساهم في عملية البناء والتطور.
المشروع بسيط وصعب في آن واحد…الأستاذ الدكتور الصديق والعزيز…قد عقد اتفاقيات ومعاهدات مع جامعات في دول عربية وعالمية كثيرة…بأن يجهزوا مشروعه ويدعموه بالمناهج للمدربين …وتأهيل 30000ألف طالب في زيادة معلوماتهم وتحصيلهم العلمي في العديد من العلوم التي تفتقر لها كافة المؤسسات الحكومية العراقية. ومن أهم تلك المواد تقنية المعلومات.
ما الذي ينقص المشروع لو أننا فرضنا بأن الأستاذ العزيز قد حصل على تعهدات بتخفيض نسبة تكاليف الطالب لحد الصفر…الذي يحتاجه هو المكان ومقدار من أموال الشعب لرواتب الأساتذة والمشرفين…والقرطاسية وأمور بسيطة جداً. أن تكلفة حصول الطالب على شهادة تؤهله لوظيفة محترمة ومعتبرة تنقذه من البؤس والحرمان…وفي ذات الوقت يكون كنزاً للبلاد والعباد…تتراوح بين 100000دولار في بعض الدول وأكثر…وفي هذا المشروع لا تكلفة تذكر مقارنة بما سمعت عن دورة تدريبية لكوادر وزارة النفط لمائة شخص أكثر من مليون دولار في جمهورية مصر العربية…ولا أعرف الفترة الزمنية. ولو أننا قارنا الرقم مع 30000طالب الذي وصل خصم لكل طالب بنحو 75%.
وأنا متأكد حسب المصدر الموثوق بأن المشروع وصل بيد السيد رئيس الوزراء، لكن قد يكون السبب الذي كان عائقاً لتحمل الحكومة مسؤولية دعم هكذا مشروع مهم هو الحاشية وبعض المستشارين…الذين لا يريدون الخير للمواطن البسيط ولا للسيد نوري المالكي.
لذلك أتوجه بنادي لكل عراقي وطني مخلص من أصحاب الأموال أو القادة الوطنيين المخلصين الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أن يساهموا في هذا المشروع الوطني الجاد في حراك القضاء على الجهل والبطالة. وكلي ثقة أن هناك المئات من القادة والتجار وأصحاب رؤوس الأموال الذين يبحثون عن أمل وطريقة لكي يساهموا في بناء العراق على أسس حضارية متطورة…وهل هناك أكثر تطوراً من تقنية المعلومات.
ألف تحية للعاملين في هذا المشروع الأكاديمي والوطني القيم، والذي يرد خير البلاد والعباد…ولا ينتظرون من ورائه مصلحة خاصة ولا جاه…وأقول للجهات السياسية التي حاولت استغلال هذا المشروع القيم لغاية انتخابية…كفى الاستحواذ على عواطف ومشاعر العراقيين….وكفى الاستحواذ على المرافق الثقافية والدينية والتاريخية من أجل الوصول لسدة الحكم ونهب الثروات…إن كنتم مخلصين حقاً…فقدموا العون دون شروط…وليكن صدقاتكم سراً…لكن جميع الصدقات التي نراها من خلال شاشات القنوات العراقية صدقات تتبعها منه.
ملاحظة: من يود معلومات…يمكنه الاتصال عبر عنوان الأيميل أدناه:
المخلص
عباس النوري
[email protected]
15/07/08