لاشك أن الزنباع مادة متواجدة خارج بلادنا العربية قد تكون في الصين أو في الهند أو في قارة أخرى وهي ليست موضوعنا وإنما هذا المثل الشائع الذي عرفناه منذ نعومة أضافرنا أصبح مضرب الأمثال لدقته فكلما أراد أحد أن يُلقن الآخر درساً قال له اليوم أريك أين يُباع الزنباع . هذه الحكمة تذكرتها وأنا أسير تحت أنفاق المترو فتسليت بها مع ابنتي قبل أن تسافر وضحكت كثيرا ،ذكرتني بالأيام الخالية . أحببت أن أحول هذا الحكمة الشعبية اليوم إلى موضوع سياسي ،خاصة بعد هذا الفتح الإعلامي الذي جعل الآية سنستدرجهم من حيث لايعلمون تُجسد على أرض الواقع بحذافرها ،وأريد من خلالها توجيه رسالة إلى شياتي السلطة أو بني ويوي الذين يتلونون كالحرباء، مهما كانت مواقعهم سواء من الذين يأكلون ويشربون في موائد النظام ،يبيتون ليلا في صالوناته ويفطرون صباحاً مع الشعب أو من الذين ينتظرون الكفة أن تميل ومتى ما مالت مالوا معها. إن الأنترنت فتحت الباب لكل من أراد أن يصنع الحدث وبإمكان أي شخص أن يصبح مديرا إلاّ من أبى، وهاأنذا العبد الضعيف أكتب وأقول للمدّاحين، جاء يومكم وطلعت شمسكم لقد تحررنا من آلة القصّ وتحررنا من الإحتكار الذي مارستموه على شعب كامل طيلة عقود من الزمن وهانحن اليوم بفضل هذا الدك الإعلامي نهين أصنامكم التي صنعتموها في قبة الإعلام المضلل ودكاترة الدّجل والكذب ،الذين وصلوا إلى سرقة الأفكار ،وها نحن اليوم نسقط آلهتكم التي أصبحت تُعبد مناة بعد عزى ، وهانحن اليوم نرسم طريقا لمن أراد أن يعمل فماذا أعددتتم؟؟؟ هل باستطاعة رافعي الأيدي أن يحركوا ساكنا؟؟؟ هل باستطاعة المخنثين فكريا أن يدافعوا عنكم وينشوا الذباب؟؟؟ هل باستطاعة الحشرات والميكروبات أن تواجه بحارا من الموبيدات؟؟؟ هل باستطاعة العسس الخالي من السلاح أن يواجهوا جيشا جرارا؟؟؟