بيروت: شارل شمعون
لا نسيء الى الجمال ومبارياته اذا أشرنا الى أن المتداول به في اوساط الرأي العام اللبناني هو ان إقامة مهرجان لإنتخاب ملكة جمال في لبنان وبعض الدول العربية ليس فقط ما يشاهده الجمهور على “البوديوم” فتلك المظاهر ليست الا “واجهة” علنية للمسابقة الفعلية التي تكون دائرة وراء الكواليس والتي غالبا ما تحمل في طياتها العديد من الملابسات الى درجة.. الفضائح.
روت بعض الشخصيات التي شاركت في لجنة تحكيم مسابقة إختيار ملكة جمال لبنان 2008 والتي سبق لها ان شاركت في لجان تحكيمية لإختيار ملكات الجمال روت في لقاءات صحفية جرت معها على هامش المسابقة كواليس مباريات انتخاب ملكة جمال لبنان بكل تفاصيلها.
وذكر هؤلاء ان قصة انتخاب ملكة جمال في لبنان قصة ملفقة من أساسها ولكن بذكاء وحذر ويشرحوا القصة من أولها على الشكل التالي:
يبدأ رئيس لجنة الإختيار المعين من وزارة السياحة بالبحث عن مشاركات في المسابقة (وينشر لهذا الغرض اعلان على موقع قناة إل بي سي الإلكتروني يطلب فيه من الفتيات اللبنانيات التقدم للتباري على حمل لقب ملكة جمال لبنان) ثم ينتقل رئيس اللجنة الى التحري عن احوال كل فتاة واوضاعها المعيشية والعائلية لكي يعرف كل شيء عنها. وعادة يختار ثلاث فتيات او أربع ويلقي عليهن كل الأضواء لكنه يختار ايضا فتيات اخريات لا يعرفن انهن قد تم اختيارهن ليتحولن الى مجرد عدد ومجرد ديكور.
وعندما يختار مسؤول اللجنة فريق المتباريات المفضل يبدأ التركيز عليهن وكلما تقدم الوقت كلما أسقط رئيس اللجنة واحدة من اللائحة ليصل الى نهاية المطاف باسم واحد.
ويقول مصمم الأزياء اللبناني المعروف توفيق حطب الذي تولى تصميم أزياء مسابقة ملكتي جمال لبنان ومصر لسنوات عديدة في حديث لموقع ايلاف الالكتروني أن التجارب كانت قاسية إلى حد كبير وأنه فوجىء أثناء عمله مع المتسابقات بأن الفتيات كن بعيدات تماماً عن المباريات الجمالية، حتى أن الفساتين التي أعدها لهن لم تناسبهن بسبب قصر قامة معظم المشاركات واوزانهم الزائدة وأضاف أن مسابقات الجمال دخل فيها البيزنس فقط سواء في مصر، أو في لبنان حيث سيطر “تلفزيون الواقع” على كل شئ.
لكن الجديد هذا العام في حفل انتخاب ملكة جمال لبنان 2008 هو الحفل والمشتركات، فقد قلّ كثيرا عدد المتسابقات (12 فتاة مشاركة) هذا العام كما كثرت الأقاويل والشائعات حول تجارية الحفل.
عندما يتعلق الحديث بأداء المتباريات اللبنانيات وشخصياتهن وليس بشكلهن فإنه بالفعل لا يجوز لنا الحديث عنهن اطلاقا. فالملكة اللبنانية التي تسافر الى مهرجانات عالمية في الغرب والشرق تفتقر الى الحضور والتدريب والخُلق الحسن. فيما الغربية تتوافر لديها كل تلك المزايا منذ اللحظة التي تختمر في رأسها فكرة المشاركة في المسابقة.
الصبية روزاريتا طويل التي توجت ملكة جمال لبنان 2008 قالت للصحافيين اثناء التحضيرات التي تجري وراء الكواليس: سيان عندي أن يقولوا انني جميلة وأن يقول آخرون خلف ظهري ليس عندها الا هذا(…) يكفيني أن تكون صورتي سلعة شديدة الرواج ولا اريد اكثر من ذلك.
وكشفت روزاريتا من دون قصد في لقاء مع مراسلنا انها كانت تواعد احد افراد لجنة التحكيم في المسابقة رودي رحمة وهو رسام ونحّات لبناني شهير وذلك قبل موعد المسابقة بأشهر. وقال مصدر وثيق الصلة بلجنة التحكيم تعليقاً على ذلك بأنه يعتقد ان رحمة صار صديقا لملكة جمال لبنان بعد فوزها باللقب وليس قبل ذلك!.
ولم يشعر اي من افراد لجنة التحكيم بالغضب لدى علمهم ان الوصيفة الأولى الحسناء ستيفاني سالم تعمل كراقصة عري في احد مرابع مدينة جونية شمال شرق بيروت.
وقال قريب من لجنة اختيار ملكة الجمال هذا العام أن الملكة الفائزة هي أعظم انجازات الدكتور طوني نصار طبيب التجميل اللبناني العالمي والعضو المشارك بلجنة انتخاب الملكة، وأضاف المصدر أنها توجت بفضل العمليات التي أجراها لها ، مؤكدا أن الطبيب المعروف أجرى بالفعل للمتسابقات عمليات تجميل بالجملة لأنوفهن وعمليات تكبير لصدورهن وأذانهن وذقونهن وحواجبهن وشفاهن.
الرغبة في تجميع الثروة اصبحت تتملك الجميع في لبنان من مانحي الجوائز التقديرية الى لجان تحكيمية ومتسابقات على القاب جمالية الى عارضات ازياء الى فنانات الى رياضيين واصبح الشعار / المثال لدي الجميع ما أطلقه يوماً رجل مال أميركي هو إيفان بونسكي عندما قال: الطمع شيء جيدGreed is good .
في هذا الإطار تقول سمايا شدراوي ملكة جمال لبنان السابقة في كتابها قصتي مع الجمال:
– لقد تأكدت من أمر واحد وهو لا يهم الجمال ولا تهم الثقافة والأناقة بقدر ما يهم اللجنة المال، فبقدر ما تدفع المتسابقة لهم بقدر ما يكبر اهتمام اعضاء اللجنة بها، انه من المؤسف حقا اختفاء العدالة من هذا البلد.
ميريم كلينك قطعة جمال نادرة وعارضة ازياء شاركت في مسابقة ملكة جمال لبنان في الماضي، دفعت لها احدى المجلات اللبنانية مبلغاً محترما لتحصل على قصة حياتها المليئة بالفضائح، ورغم ذلك شاركت ميريم في المسابقة أنذاك وفازت بلقب وصيفة ومثلت لبنان في مهرجانات عالمية لكن بعد أن نفت كل ما قالته وتوعدت بملاحقة الصحفي في المحاكم لكنها لم تفعل.
لجنة ملكات الجمال ترفض الانتقاد الموجه إلى المسابقة اللبنانية وبأنها قد فقدت بريقها ويجب إلغاءها. وتقول “ان الفتيات يقضين وقتاً ممتعاً وجميعهن متعلمات ويأملن بجني بعض الأموال من ذلك.
يذكر انه قد تمّ تأجيل حفل انتخاب ملكة جمال لبنان 2008 من الشتاء الماضي الى تموز يوليو الجاري بسبب أعمال عنف اجتاحت بيروت إثر خلاف سياسي بين الموالاة والمعارضة الحكومية في لبنان.