لأننا كعرب سريعوا النسيان فإننا نطفوا على شبر ماء . أسوق المثل الأخير وعيني على تلك المصدومة من سلسلة الأخبار والتعليقات والمقالات المتلاحقة عن واقعة (مناورات الطائرات الحربية الإسرائيلية في سماء العراق ) . في الواقع أنا من بين الذين صدمتهم هذه الواقعة لا لشيء سوى لأن الإعلان عنها جاء متأخراً جداً ، ولكن على ما يبدو ووفقاً للحسابات الصهيو ـ أمريكية (المتأخرة) فإنّ عصر (التمسحة) العربية قد بلغ أخيراً من حضيض الإنحطاط الشمولي إلى الحدود الكفيلة بتلبيسه كل شيء وأي شيء من قبيل الإهانة والإستهانة فجاء الإعلان (السياحي) عن جولات مجاميع الطائرات الحربية الإسرائيلية في المنتجعات العراقية في هذا الإطار الخلاب من الترويج الإستضراطي بالعقل العربي (لم أجد تعبيراً مناسباً أكثر تهذيباً). أزاء ما تقدم لا أرى من المفيد إلا في سياق تمسحة التمسحة أن أذكـِّر من لن تنفعه الذكرى بأنّ من المعروف والموثق والمؤرشف كوكبياً أنّ الطائرات الإسرائيلية (المدموغة بالراية الأمريكية) كانت قد شاركت بفروسية تاريخية مشهودة في الجهد الحربي الملحمي (لتحرير) العراق من (الإحتلال العربي) منذ الطلعات الأولى على هذا البلد ليلة التاسع عشر من ذلك الآذار المجيد (2003) . وعليه فلا أدري أين أضع كل هذا الركام المجازي من علامات التعجب والإستنكار والإستهجان والإدانة وسوى ذلك مما لا مكان له في عالم العقلانية والموضوعية قدر تعلق الأمر بالموقف (الحي) من هكذا معلومة إكسباير و(ميتة) ولن تزحزح بأي حال ذبابة واحدة من أكوام الذباب المتوطنة على جلد التمساح العربي . سيداتي الفاضلات ، سادتي الأفاضل : طائرات شلومو وجلعاد وإيهود وشطريط وهلمجرا من آل السفرديم وآل الأشكيناز موجودة في المضايف العربية الرسمية قبل أن تفرد لها مشايخ المنطقة الخضراء أجنحة الذل في قاعدتي (عين الأسد ) و (على بن أبي طالب) ، هذه أيضاً معلومات إكسباير ، ومثلها المعلومات التي تجزم بأنّ هذه الطائرات مثلما رضعت حليبها من ضروع حلالنا العربي قبل أن تقلع بهداياها إلى أطفال العراق في تلك الأيام الآذارية ـ النيسانية الربيعية اليعربية الخالدة فإنها ما تزال هناك ترفل بكرم الضيافة الحاتمية كما حضت عليها الأخلاق العدنانية ـ القحطانية. فماذا حدى مما بدى حتى يأتي الواحد منا بعصاه البلاغية ليكش أو يهش ما لا يُكش أو يُهش من ذباب الإستجمام الدائم على جلد التمساح النائم ؟!. قال مناورات حربية إسرائيلية في سماء العراق قال !. ذباب يطن وتمساح يسمع .[email protected]