البداية: سفينتان في عرض المحيط الهادىء, واحدة متجهة إلى الجنوب محمله بالاسلحه والبارود, والثانيه وجهتها الغرب محمله بالعبيد والمواد الخام وثروات البلاد المُحتله اللازمه لتشغيل مصانع العالم الغربي المتقدم, لوحه “سرياليه” قديمةٌ/جديده, متناقضه, رسمت بأصابع ظالمه, وريشةٌ حبرها دم, مصنوعةٌ من جلد آدمي خلق ليموت في سبيل آلة المصنع الغربي المُنتج والمتُقدم حضاريا وصناعياً علينا نحن أهل الشرق والجنوبيين, ألأقل تقدماً للأسف والأغنى بثروات الطبيعه لسوء الحظ. كانت تلك بداية التطور الاوروبي وبداية خروجه من عصر الظلمات منذ بداية القرن الثامن عشر, حين بدأت “ثورة” الغرب الصناعيه التي اُبتُلينا بسوءاتها المظلمه في عصر تنويرهم, فكل ثورة تكتمل بثروه, حينها تحول المشرق العربي والعالم الثالث الى “ثروة” آتت أُكلها لأمانة الرجل الابيض, فزعم أنه ألأمين على تطوير من هم دونه وتعليمهم وتحضرهم, فكان التعليم بمنطقه هو: تقاسم الرجال البيض ألأمناء تركة الرجل العثماني المريض, وبعث الينا بأمهر أستاذته من سايكس بيكو1915 الى بلفور1917, ليعطونا دروسا في التجزئه وسرقة الثروات وتمزيق الوطن الى أوطان, والسيطره المطلقة على مقدرات الشعوب ومستقبلها, ومن ثم التبعيه والتخلف كانتا اهم وسائل “المعلم” الغربي المتحضر لاستنهاض الشرق والجنوب وتقدمهما …الى أين؟ الى معدة آلة الصُنع هناك. الغرب يملك قلباً!! آرثر بلفور, تشرشل, ترومان, مهندسو سرقة فلسطين واحتلالها, ثلاثتهم أشخاص غربيون طيبو القلب, يملكون حساً انسانياً رحيماً, وضميرا صاحيا كعين الثعلب, لا يكاد ضميرهم يغفوا حتى يفيق, ليبصر النور, فاصطادوا ذلك النور, ولعلهم أطفؤوه منذ تسعين عاماً والى الآن, أرادوا أن يصونوا عالمهم الحُر من الإنحراف وسيطرت شرذمه من مرابي اليهود, تفادوا احتكارهم ورأسماليتهم وجشعهم, قلعوهم من غربهم الحر وألقوا بهم علينا, مكاننا, زَرَعوا ـ عنوة ـ شجرة (الغرقد) مكان الزيتون في الأرض الطيبه, راقب تسامح ثلاثتهم: (آرثر بلفور) وزير خارجية بريطانيا صاحب الوعد المشؤوم بإقامة وطن قومي لليهود على أرض فلسطين, قدم وعده للصهاينه قائلاً” تنظر حكومة جلالة الملك بعين العطف الى إنشاء وطن قومي لليهود على أرض فلسطين”, لاحظ (بعين العطف!!). هذا الانجليزي العطوف بل الكاذب المنافق يقول في مذكراته “أهمية الصهيونيه للعالم غير اليهودي تكمن في محاولتها التقليل من الويلات ألأبديه التي أصابت الحضاره الغربيه نتيجة جسم غريب بل معادٍ, هي غير قادره على إبعاده أو استيعابه”.. بلفور في سره يصف اليهود بأنهم لعنة أبدية اصابة الغرب ويجب التخلص منهم وفي العلن يقول انه (متعاطف مع اليهود). نفاق حضاري مستشري ومصلحه فرديه بارغماتيه معتمده على نظرية البقاء للأصلح والفناء للأدنى. (تشرشل) رئيس بريطانيا, كان هذا -المتسامح- يدير أكبر مستعمرات في العالم حين كانت بريطانيا العظمى لا تغيب عنها الشمس, بل كانت الشمس تغيب عن المستعمرات وعن السكان الاصليين, ليسروقها وينهبوهم في عتمة الاحتلال. هذا اللص تشرشل وامبروطوريته السارقه التي انتُدبت على فلسطين حين أوكلت اليها عصبة الامم (أمانة الحضاره المقدسه) لتأخذ بيد فلسطين وأهلها الى الاستقلال في بلادهم والحرية على أرضهم, والنتيجه انهم خانوا أمانة التاريخ وسلموها للعصابات الصهيونيه جهارا نهارا. (ترومان) بطل مجزرتي هيروشيما ونجازاكي, قتل من البشر أكثر مما رأى, سمي بالجزار النووي, كان هذا المجرم اول المعترفين بالكيان الصهيوني على أرض فلسطين, ولِمَ لا وصندوق الانتخابات الامريكي يعلوا كل الاوطان ولكنه لا يعلوا عن قدم اليهودي أو جيبه؟!. نصّب هؤلاء الغربيين( المنافق واللص والجزار) أنفسهم آلهه تختار الأصلح, وتبيد الأدنى, فأختاروا الصهاينه الذين كان اسمهم في الغرب (اللعنه), وتماشياً مع مصلحتهم الذاتيه حولوا اللعنه الى خير, تعاطفوا معها وأسموها (شعب الله المختار) وصنعوا لتلك اللعنه راسيات كأعلام الموت ترسوا على أرض (ألأغيار) فتفيض اللعنه على البر, ويظل البحر المحيط كعهده يتأمل غرق الساحل الطيب بوفاء. الغرب يـعـظ!! صدر بيان عن منظمة الاغذيه العالميه (الفاو) يقول: (إن 862 مليون انسان مهددون بخطر المجاعه, ويحتاجون الى 30 مليار دولار سنوياً). الغريب أن تحدث هذه المجاعات والاخطار الغذائيه في القرن الواحد والعشرين, وفي ظل سياسة العولمه وفي عصر النهوض بحقوق الانسان وتكافىء الفرص المزعومه, وفوق كل هذا عصر الحريات والديمقراطيه الغربيه التي توهب مجانا للشعوب, أو تفرض تلك الديمقراطيات فرضا وقصرا على من امتنع التعرض للنور القادم من الغرب, او الشمس التي باتت تشرق من الغرب, ربما لم يسمع الغرب الديمقراطي الحُر بتلك المجاعات ونقص سلة الغذاء للشعوب الجنوبيه والشرقيه الناميه, ربما لم تسمع امريكا التي أنفقت في عام 2006 ما قيمته 1200 مليار على التسلح, ولعل الخبر لم يصلها وإلا كانت أول المنقذين, فمنذ عام 2003 حمل الغرب وأمريكا على عاتقهما أمانة إنقاذ و رُقيّ العالم حين نصب بوش نفسه رسولاً (يُلهم من الرب) يجلب الحريه والديمقراطيه الى العالم غير المتحضر(نحن!!؟). فأمانة انقاذ العالم من أولويات هؤلاء الأُمناء الجدد أحفاد بلفور وسايكس وبيكو وترومان, صلحاء العالم الغربي الحر, مُنتخي الرحمه, باعثي الحرية والتنوير, سادة العالم الجديد (حفيد عالمهم الاستعماري القديم). أمانتهم ستحركهم حتماً كما حرضت اسلافهم, وكما انتخوا هم ذاتهم حين هبوا لإنقاذ مليون ونصف ال
مليون مواطن عراقي من هذه الحياه غير الديمقراطيه, فأفنوهم, أمانتهم الغربيه أتت بهم الى اقصى بقاع الارض ليلقوا على الشعب العراقي ملايين الأطنان من القنابل المُشعه بالديمقراطيه, والاف الصواريخ العابره للقارات محمله برسائل التنوير, كلفتهم ما يزيد عن 200 مليار دولار, ووفوا بوعدهم حين هجّروا خمسة ملايين عراقي من أرض الظلمات, وأيضاً قنابلهم المباركه باسم الرب أنقذت ثلاثة ملايين عراقي, منهم مليون طفل ورجل وامرأه وشيخ يحملون إعاقه دائمه في الجسد, هذه رسالة الرب الى بوش, ورسالة الغرب الينا,العراق عراق وأعراق, شقاق وفرقه وقتل وتقسيم ونهب الثروت,فساد, سايكوس- بيكو جديد, تقسيم عرقي, إثني, طائفي, تجهيل, ارهاب, وايضا الاجرام الغربي يعيد نفسه لتعود الصوره”السرياليه” التاريخيه, سفينتان في عرض الخليج العربي, واحده متجهه الى الشرق تحمل الجنود والبارود والعُملاء, والثانيه متجهه الى الغرب تحمل الذهب الاسود والناجين من العقول والعلماء. وبعد كل تلك الشوفونية التاريخيه المتوارثه هنالك من ينتظر العصابات الغربيه لتنقذ 862 مليون جائع؟ لن يأتي من الغرب ما يسر القلب, اسألوا العراقيين!.