تشهد هذه الفترة مفاوضات غير مباشرة بين الجانبين السوري والإسرائيلي عبر الوسيط التركي فهيا بنا عزيزي القاري لنساءل مجموعة من التساؤلات التحليلية :
أولا: لماذا إسرائيل تريد سلام مع سوريا ؟
ثانيا: لماذا الآن ؟
ثالثا: لماذا الوساطة التركية ولم يكن الوسيط مصر ؟
رابعا: ما مستقبل هذه المفاوضات ؟
أولا: استأنفت سوريا وإسرائيل مفاوضتهما غير المباشرة في جولة ثالثة في تركيا غداة تصويت في الكنيست الإسرائيلي ولكن لماذا تريد إسرائيل سلام مع سوريا ؟ إسرائيل ترغب في السلام السوري حتى تحقق أمنها لاسيما وان السلام السوري الإسرائيلي سيكون من أهم تداعياته هو خروج سوريا من دائرة الهلال الشيعي والتحالف الاستراتيجي الإيراني السوري وحزب الله ذلك التحالف الذي يهدد أمن إسرائيل ومصالحها الإستراتيجية في المنطقة تلك الدولة الوظيفية التي تسعي لخدمة مصالح غربية لاسيما المصالح الأمريكية في المنطقة الغنية بالموارد لاسيما النفط وما يبرهن علي ذلك تصريحات وزيرة الخارجية الإسرائيلية والتي صرحت علي شروط
السلام الإسرائيلي السوري إلا وهي أن تتخلي سوريا عن دعم حزب الله وحماس ، لاستئناف المفاوضات أو لبلوغها النتائج المتوقعة وبذلك تجدر سوريا بالحصول علي السلام الإسرائيلي الذي ضرورة لإسرائيل وهو ما تجد أيضا صداه في العديد من تصريحات المسئولين الإسرائيليين فلقد صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي يهود اولمرت أن المفاوضات غير المباشرة مع السوريين تتواصل لكي يصبح بالإمكان إجراء مفاوضات مباشرة بين إسرائيل وسوريا علي أمل أن نتمكن من التوصل إلي السلام مع سوريا وان نضمن في الوقت عينه امن دولة إسرائيل .
ولكن السوال الأهم لماذا الآن ؟ حتى تكون تلك المفاوضات ملهاة عن قضايا الفساد المتهم بها ومن المرجح أن تقضي علي بقاءه في السلطة. . فإسرائيل تعيش هذه الأيام أجواء غير مستقرة وقلقة خشية من ضربة لإيران قد تجبر سوريا للدخول في الحرب مما يهدد أمنها ولذا تسعي إسرائيل عبر رئيس وزراها لتقدم في المفاوضات السورية الإسرائيلية مما يبعد بل علي الأقل يحيد سوريا أذا وجهت ضربة لإيران.
أذا ولماذا الوساطة التركية ؟ وذلك لمنظومة المصالح الإستراتيجية التي تربط بين إسرائيل وتركيا، تلك العلاقات التي تأخذ أشكال عدة ومن أهمه العلاقات الاقتصادية لاسيما فيما يتعلق بقضية المياه.
وفيما يتعلق بمستقبل المفاوضات……… فلن تؤتي المفاوضات بثمار جديدة ، ذلك لان إسرائيل لن تتخلي ابدًا عن الجولان ،ذلك الموقع الاستراتيجي الذي من يملكه ملك القضاء علي إسرائيل فهل يعتقد احد أن إسرائيل بهذا الغباء حتى تتنازل مهما كانت الظروف ، ما يحدث هو مجرد مسرحية جديدة من المسرحيات الإسرائيلية التي اعتدنا علي مشاهدتها برعاية المخرج الأمريكي وتهدف مسرحية الموسم للتغطية علي قضايا الفساد بداخل إسرائيل و لفك المثلث الاستراتيجي السوري الإيراني والمقاومة حزب الله وحماس وأمل أن تكون سوريا واعية لذلك المخطط الصهيوني الجديد وان كانت سوريا أكدت في أكثر من تصريح علي لسان مسئوليها أن علاقتها بإيران علاقات إستراتيجية لن تسمح لأي ظرف ولأي طرف أن يؤثر عليها وما يجعلني أري بوضوح المصير الحتمي لهذه المفوضات إلا وهي الجمود .
باحثة سياسية متخصصة في الشئون الإسرائيلية