محمد الوليدي
لا تتركوا هؤلاء يمشون في جنازة دلال المغربي .. ولا تسلموا رفاتها الطاهر لهم
محمد الوليدي
لا تتركوا هؤلاء يمشون في جنازة دلال المغربي .. ولا تسلموا رفاتها الطاهر لهم ، فهم المتاجرون بدمها وهم الذين باعوا وصيتها ، فما الفرق بين من سفك دمها وبين من تاجر فيه.
لا رابط بينها وبينهم ، ولا هناك ثمة علاقة.. ما أكبرها وما أصغرهم.
هي كانت تقاتل من أجل وطن ، وهم يقاتلون من أجل حفنة دولارات أو صفقة ترفع ارصدتهم قليلا ام كثيرا.
هي دخلت الوطن رغما عن الغاصب ؛ عبر بره وبحره ، وظلت تقاتل حتى أشتشهدت ، وهم دخلوا عبر مداولات الذل والخيانة والتسليم السرية في أوسلو ؛ ليشبعوا، وما تخموا بعد.
دخلت الوطن تحمل سلاحها وهي مرفوعة الرأس ، ودخلوا وهم مطأطي الرؤوس ، ودفاتر الشيكات في جيوبهم .
كانت عيونها على القدس وعيونهم على البورصة.
وجهت رصاصها نحو الغاصب ، وهم يوجهون رصاصهم نحو من يعتدي على راحة الغاصب .
كانت تريدها ثورة حتى النصر ، وهم يريدوها ثورة حتى آخر قطرة من دم أخوتهم .
دخلت التاريخ من أوسع أبوابه ؛ ببطولتها وشجاعتها وتضحيتها وصدق ما عاهدت عليه ، وهم دخلوا السجلات السوداء وملفات الخونة والعملاء ، ولن يذكرهم التاريخ إلا في صفحات الخزي والعار .
هي دلال المغربي وهم الخونة والعملاء والجواسيس والمرتشون والمبتزون والمهربون.
لا تسلموا رفاتها الطاهر لمن سيتقهقر بجنازتها.. لمن سيتركها بلا دفن عند صيحة من الغاصب ، لا تسلموها لمن قد يعيدها مرة أخرى ؛ إذا أقتضى ذلك ميزان الربح والخسارة .
لا تسلموها لهم ، فقد سلموا الأحياء - ممن ساروا على دربها - للغاصبين .. وعانقوا قاتلها ومن مثل بجثمانها الطاهر؛ فكيف تسلموها لرموز الخسة والنجاسة.
يتنازعون شرفا الآن كي يمشوا في جنازتها ، وكم تجالسوا وتسامروا مع الغاصبين ، ولم يذكروا حتى إسمها أمامهم ، آه ما أرخصكم .. ما أرخصكم .
كتب القدر ان تكون في عصر غير عصرهم، فلو كانت في زمنهم ؛ لنزعوا عنها سلاحها ، ورموها بكل موبقات الدنيا .. لقتلوها قبل أن تمس صهيونيا واحدا..
لا تسلموها لهم.. سلموها لمن لا زال يسير على خطاها ، لمن يستطيع ان يقرأ على روحها الفاتحة بلا أخطاء ، ويصلي عليها طاهرا ، ويدعو لها صادقا ، لا مأكله حرام ومشربه حرام وملبسه حرام..