أكدت دراسة أمريكية إفراط الجنود الأمريكيين العائدين من حربي العراق وأفغانستان في تناول الخمور والمخدرات وذلك محاولة منهم لنسيان جراح وآلام الحرب. وأظهرت الدراسة أن ربع أعداد الجنود الذين شملتهم الدراسة يعتبرون أنفسهم مفرطين في تناول المسكرات, ووصفت ارتفاع أعداد هؤلاء “بالمدعاة للقلق”.
وضربت صحيفة “نيويورك تايمز” مثالاً على هؤلاء الجنود بجندي البحرية طوني كليكر العائد من ساحات القتال في العراق والذي ما إن يخلد إلى النوم بمنزله حتى يجد نفسه قد استعاد مشاهد القتال في أرض المعركة، فيقفز من نومه مذعورًا مرتعدًا، ثم لا تفلح كل محاولاته في إعادته للنوم مرة أخرى.
وتقول الصحيفة إن حالة كليكر ما هي إلا جزء من شواهد عديدة بأن الإفراط في تناول الكحول بات ظاهرة متعاظمة وسط الجنود العائدين من أفغانستان والعراق, مشيرةً إلى أن ثمة دراسات تقول إن المشكلة تتفشى بصفة خاصة بين من يعانون من اضطرابات تعقب الإصابة كما كان الحال إبان حرب فيتنام.
كما تشير الدراسات إلى أن الإفراط في تعاطي المخدرات وسط العائدين زاد قليلا، لكنه يظل أقل كثيرا من حالات الإفراط في شرب المسكرات, مضيفةً:” في ظل هذه الأوضاع، فإن أعداد متزايدة من أولئك الجنود يجدون أنفسهم قد انزلقوا في متاهات الجريمة ليقفوا أمام القضاء الجنائي متهمين، وينتهي الأمر ببعضهم في السجن لارتكابهم جرائم قتل أو غيرها من الجرائم الكبيرة، أما الكثرة الغالبة منهم فيتورطون في قضايا عراك في الحانات أو قيادة السيارة بإهمال أو جرائم عنف منزلي بسبب السكر”.
ومن جهته، يقول “جورج رايت” المتحدث باسم الجيش الأمريكي:” إن القوات المسلحة تأخذ ظاهرة الإفراط في تعاطي المخدرات والمسكرات على محمل الجد”, بينما يقول الرقيب السابق بريان لين إن المشكلة في القوات المسلحة اليوم تكمن في أنه يتعين على الجنود أن يكونوا محاربين وقتلة وأن يخوضوا الحرب, لكننا لم نعد نسمح لهم بتفريغ شحنات الكبت القابعة في نفوسهم كما اعتدنا أن نفعل.
وتقول الصحيفة إن آلاف الجنود الأمريكيين الذين عادوا من العراق العام الماضي بعد 15 شهرا قضوها في العراق, سرعان ما اكتظت بهم عيادات الصحة العقلية في قواعدهم العسكرية, ووجدت دراسة أجرتها منظمة “محاربون قدامى من أجل أمريكا” أن حاجة الجنود إلى المساعدة النفسية قد تعاظمت, وأن العبء على العيادات أثقل كاهل نظام الصحة العقلية حتى طفق الجنود ينتظرون شهرا كي يحصلوا على مقابلة الطبيب.