قال حاخام إسرائيلي إنه تلقى دعوة من المملكة العربية السعودية للمشاركة في الحوار بين الأديان الذي يعقد في العاصمة الإسبانية، مدريد، في خطوة هي الأولى في الاتصالات الأوسع بين الرياض وتل أبيب .وأوضح الحاخام أنه تلقى الدعوة من رابطة العالم الإسلامي، ومقرها مدينة مكة بالسعودية.
وأضاف الحاخام ديفيد روزن أن السعودية دعت إلى عقد المؤتمر، الذي سينتظم في مدريد في الفترة 16-18 يوليو/تموز الحالي، بهدف التقريب بين الأديان العالمية لمواجهة التحديات المشتركة، معتبراً أن دعوته تشكل “خطوة تاريخية من جانبها (السعودية).”
غير أن روزن حذر من أن ذلك قد لا يكون أكثر من محاولة سعودية لتجميل صورتها وصورة الإسلام في وجه الانتقادات المتعلقة بهجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001 في الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها من الأمثلة على التطرف الإسلامي. هذا ولم تتمكن الأسوشيتد برس، التي أوردت النبأ، من الحصول على تعليق من السفارة السعودية في مدريد للتعليق على هذا التصريح.
يذكر أنه لا توجد أي علاقات دبلوماسية بين الرياض وتل أبيب، كما أن السعودية التي تحتضن أهم مكانين مقدسين إسلاميين عارضت بقوة أي اتصال علني بإسرائيل أو من ينوب عنها.
وقال روزن إن الدعوة نبعت من الإدراك السعودي بأن “العالم يحتاج إلى رؤية مبادرات إسلامية للتعاون والحوار البناء .”وحول الحوار بين الأديان، تلقى حوالي 200 شخص دعوات للمشاركة فيه، بمن فيهم، رجال دين إسلامي بارزين من الدول العربية، إضافة إلى رجال دين يهود ومسيحيين، من بينهم فرانكلين غراهام، وهو ابن بيلي غراهام، الزعيم الديني الإنجيلي المعروف، إلى جانب نائب الرئيس الأمريكي السابق، آل غور.
هذا ولم يتم التعريف بروزن، وهو كبير حاخامات أيرلندا سابقاً ورئيس دائرة شؤون الأديان في اللجنة اليهودية الأميركية، بوصفه إسرائيلياً في قائمة المؤتمر، وإنما بصفته مسؤولاً في اللجنة اليهودية الأمريكية.
وكان العاهل السعودي، الملك عبدالله بن عبدالعزيز، قد قال حلال المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار، الذي عقد في مكة في يونيو/حزيران الماضي بمشاركة 500 شخصية من 50 دولة إسلامية، إن على المسلمين أن يبعدوا خطر التطرف وتقديم “رسالة الإسلام الخيّرة” للعالم.
وأكد في مكالمة هاتفية من طنجة بالمغرب إن القيمة الحقيقية لمؤتمر مدريد تعتمد على هدف المنظمين السعوديين، لكنه أضاف أنه حتى مع ذلك فإن المؤتمر لن يكون قضية خاسرة، وأنه قد يكون “بداية لعملية تصب في مصلحتنا وليس مصلحتهم، وفي مصلحة إسرائيل والشعب اليهودي والعالم الحرّ. ومن بين من تلقوا الدعوة لحضور المؤتمر، أسقف كانتربيري، روان ويليامز، والأسقف الجنوب أفريقي، ديزموند توتو، وبابا الأقباط شنودة الثالث.