محمدعبدالرحمن
يقول فخامة الرئيس جلال الطالباني من أمريكا : (في رأيي الشـخصي ، محمدعبدالرحمن
يقول فخامة الرئيس جلال الطالباني من أمريكا : (في رأيي الشـخصي ، نحن بحاجة الى بعض القواعد العسـكرية الأمريكية في الأقل ـ كرمز ـ لمنع الدول الأخرى من التدخل في العراق) .
يقول فخامة الرئيس جلال الطالباني من أمريكا : (في رأيي الشـخصي ، محمدعبدالرحمن
يقول فخامة الرئيس جلال الطالباني من أمريكا : (في رأيي الشـخصي ، نحن بحاجة الى بعض القواعد العسـكرية الأمريكية في الأقل ـ كرمز ـ لمنع الدول الأخرى من التدخل في العراق) .
هذا قول ينطوي على حقيقة إنما يراد به الباطل ، وأما الحقيقة فهي تصدح بإنّ أحداً من الجيران لا يتدخل في العراق بقدر إيران ، لكن الطالباني له رأياً مخالفاً للدنيا والآخرة حين يجهر بالكفر : ( إيران ساندت الشعب العراقي في نضالها ضد الدكتاتورية ، جميع الاحزاب العراقية بما فيها الكوردية والاسلامية والشيوعية كانت متواجدة في إيران، كما دعمت إيران سقوط نظام صدام ، ودعمت مجلس الحكم والانتخابات والدستور العراقي وانتخاب رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء في العراق…. ، إيران استغلت علاقاتها الجيدة مع بعض الاطراف في العراق للمساعدة على استتباب الأمن والاستقرار فيه ) !. هذه الطامات الإيرانية الكبرى لا تعني في قاموس الطالباني تدخلاً سافراً كافراً في كليـّة العراق الأفقي والعراق العامودي والعراق الماضي والعراق القائم والعراق القادم ، إنها مجرد مجاملات فارسية مجانية من صلب الأعراف الدبلوماسية مثلما يمارسها السفير كاظمي قمي ويباركها الوزير هوشيار زيباري .
هكذا ، بعد أن برأ إيران براءة الذئب من دم يوسف العراقي فند فخامة الرئيس بلسانه حاجة العراق إلى القواعد العسكرية الأمريكية قدر تعلق الأمر بنكرانه تدخلها القياسي في صميم شؤونه الداخلية مع إن الواقع يقول بعكس ذلك تماماً مثلما يعرف بعد الله وملائكته الأمريكان كما العراقيون كما العالم كما نفس الطالباني كما لا ينكر نفس غلمان طهران في العراق ، إنما ما دامت إيران مثلما هو يجزم لا أطماع لها في العراق فلماذا تبقى الحاجة الملحة والحيوية إلى ما يتوسلها فخامته من قواعد أمريكية ستجثم على صدور العراقيين إلى أبد الآبدين ؟! . عجيب أمر غريب قضية ، لكنّ الأعجب مما تقدم هي تلك التبريرات (القانونية) التي يسوقها الطالباني لتأبيد العراق بالإتفاقيات الإنتدابية الإستعبادية حين يضيف من أمريكا قائلا : ( إنّ الاتفاقية ستكون بين دولتين صاحبتي السيادة والاستقلال السياسي بهدف تخليص العراق من العديد من المشاكل ، وبعض الجهات لاتتفهم هذه الحقيقة …..، فالعراق مازال خاضعا للبنـد السابع من ميثاق الأمم المتحدة كما أن القوات المتعددة الجنسيات لها صلاحيات كثيرة في العراق لذا فالمحاولات التي تجري الآن هي بهدف أن يستعيد العراق سيادته الكاملة)! .
مهلا علينا بالله عليك ، وواحدة .. واحدة فخامة الرئيس ، نحن لا نتفهم (كما تقول) هذه الحقيقة فخذنا على قدر عقولنا العصفورية واشرح لنا ماذا تعني بتأكيدك ( إنّ الإتفاقية ستكون بين دولتين صاحبتي السيادة والإستقلال السياسي) ، متى سيكون الإستقلال السياسي والسيادي للعراق ؟ أسيكون قبل البصم على الإتفاقية أم بعده ؟!. وهل بعد أغلال الإتفاقية من غد ؟! . كيف لكوّة الإستقلال أن تتسع على فضاء الحرية العراقية إذا ما ألقمتها فخامتك بحجر الإتفاقية الظلامية ؟! . وإذا ما تم البصم على الإتفاقية قبل الإستقلال العراقي الناجز أفلا يعني ذلك استفراد أمريكا المتجبرة بالعراق المجبور في مخالفة صريحة للقوانين الوضعية كما وردت في معاهدة فينا للإتفاقيات الدولية (1969) وسواها من قوانين الإجماع العالمي ؟! أم تراك تريد عبثاً من الناس أن تصدّق بأنك من الحرية والندّية والإستقلالية بحيث تناطح جدران المكتب البيضاوي فتهدمها لتفرض تالياً شروط هيبتك على الثور بوش ؟!. طيب : أنت تغرّد بأنّ العراق ما يزال خاضعاً للبند السابع من ميثاق الأمم المتحدة فهل يكون تحرير العراق من قيود التعويضات كما صيغت وفق هذا البند بتكبيله بقيود اتفاقية إنتدابية مهما أسبغتَ عليها من مساحيق التجميل فستبقى الوجه الآخر للإحتلال المباشر سيما وفخامتك تصرعلى استضافة قواعده ببلاواها الأمنية وكوارثها السياسية ومصائبها السيادية و(استحقاقاتها) الربوية المافيوية وأعبائها النفسية على الشخصية العراقية حتى يوم الدين ؟! .
هرطقاتك فخامة الرئيس عن جمعية إيران الخيرية ورمزية القواعد الأمريكية وتكافؤية المنطقة الخضراء إي سي دي سي مع واشنطن دي سي تشكل بحق عناصر إلهام ثرية لو كان المرحوم سلفادور دالي بيننا لكانت مخيلته قد اجترحت منها أعظم لوحة سوريالية يختتم بها مسيرته الفنية .