ايمان محمد سعيدالعاصي
أهذه هي الحياة شجرة بلا أوراق ومن ثم تكسوها براعم فأوراق خضراء تذبل وتموت يصبح لونها
أصفر تقذفها الرياح على الأرض يصبح بين الورقة والأخرى مسافات بعد أن كانت على شجرة واحده
وتتجمع الغيمات الأرض يسقط المطر على تنظر الى نفس الشجرة فتجدهاخضراء هي كلماتي حزينه كالشجر المصفر الأوراق لا أعرف ان كانت بالأ مس غير ذلك لكني أذكرها حزينه أتموت الكلمات تتحلل أم تتحلل دون أن تموت أحيانا عندما يموت الأنسان يتذكر اصدقاؤه آخر الكلمات التي قالها يحللونها ويصلون الى نتيجه وهي أن هذا الأنسان كان لديه احساس بالموت
أصحيح أن هذا الأحساس موجود لديه ام ان هذا كان مجرد كلام كالذي يقوله الأنسان في أي وقت؟؟؟؟لو يعلم الأنسان أنه سيموت عندما ينطق ببعض الكلمات فمن المؤكد أنه لن ينطقها ولو كان الأنسان يتذكر الموت في كل يوم أو شهر ويتذكر أنه سيموت ويدفن ويتحلل ويصبح مجرد تراب لما رأينا البشر الذين نراهم اليوم ولما وصلوا الى الحضارة التي وصلوا اليها ولما كانوا مثل أم النبيل الأرمله التي ماتت ولم يجدوا في خزانتها سوى مبلغ زهيد من المال وبعض الملابس المشرفة على الأهتراء مع أن معاش زوجها كان يأتيها شهرا ً بشهر لكنها كانت تشتري مالذ وطاب من الطعام ولا تحرم نفسها من أي شيء لأنها كانت مريضه بالسكري وتخشى أن يأتيها الموت بكل لحظه فلم تبق حتى ثمن كفنها
طه كان يحب الحياة … لقد كان يحدثني مليا عن المستقبل …عن أولادنا وكيفية تربيتنا لهم…”عندما يجمعنا عش الزوجيةيافاطمه سنكون من أسعد الناس… سنعلم أبناءنا الحب لأن الأنسان الذي يحب لايعرف الكذب والذي لايعرف الكذب لايعرف الخيانه…. الحب هو الأساس يافاطمه…”
ستعيش ياطه …. من المؤكد أنك سوف تعيش … كلها بضع ساعات سوف تشرق الشمس وآتي لأطمئن عليك….
ترى هل سيستمر قلبه ينبض حتى أراه؟؟؟ هل سأتمكن من سماع صوته ؟؟؟؟ عندما كان يتكلم الي كانت اذناي تصغيان باستسلام لذلك الصوت الجميل….كنت فقط أسمع دون أن أقاطعه في الحديث لكي لايحتجب صونه عن اذني … أحياناً كان يسألني …”لم لاتشاركينني الكلام؟؟؟”فكنت أطلب المزيد من أحاديثه وقصصه الجميله الشبيهة بقصص شهرزاد…. فكلما سمع الواحد منا قصه ينتظر لحظة بلحظه كي يسمع قصة أخرى ….آخر كلماته كانت عن الحزن والفرح … لقدقال لي يومها هل أنت حزينة الآن؟… فأجبته بالنفي …. ضحك وقال من يحزن في هذه الدنيا يحزن لوحده ولايشعر الآخرين بحزنه… لذلك على يجب على الأنسان أن يفرح ليشارك الآخرين في أفراحهم وليشاركوه في أفراحه…
ترى هل كنت تعلم ياطه انني سأكون حزينة عليك لذلك سألتني عن الحزن؟؟؟
لم يسألني يومها عن سبب فرحتي … ترى هل كان يعلم أنني فرحة لأنني
رأيته وتكلمت معه … كان بودي أن يسألني … لو سألني يومها لحكيت له عن السبب… ترى هل كان يعرف أنني فرحة لأنني رأيته فامتنع عن السؤال
….؟؟؟؟؟
ترى هل سيتذكرني الآن وهو على سرير المرض ؟؟؟؟ أم أن آلامه اللعينه ستتغلب على ذكرياته…..؟؟؟؟
لقد كان يحب أن يراني كل يوم وأمام كل صديقاتي كان يقول أنا لاأعد اليوم
الذي يمر دون أن اراك فيه…. لعنت يا آلام ان كنت ستمحين صورتي من ذهنه….لعنت يا أيام ان كنت ستمحين صورته من ذهني…. آه …. ماأطول
الوقت …. ما أبعد المسافه…
عندما أصل المستشفى سأسأل الأطباء ان كان بالامكان أن أعطيه قلبي كي يعيش فأظل ذكرى له … ويعيش بنبضات قلبي …. لن يستطيع أن يحب
امرأة أخرى لأن قلبي لن يسمح بذلك….
يالأنانية أفكاري …. لكني رباه لاأستطيع أن أفقد حبي …. لو أن كلام زينب على الهاتف يكون وهما أوكذبا … لوكان وهما أوكذبا لماذا يكذب علي الطبيب في قسم الجراحة عندما هاتفه وسألته عن الأسم الكامل لطه فقال لي
حينها … طه العبد حالته خطيره وهو مصاب برصاصتين في القلب واليد والآن هو فاقد للوعي….
الساعة الثالثة صباحا سأغير ملابسي وأذهب وأجلس على باب المستشفى
حتى طلوع الشمس …سأستجدي الحارس …. سأقبل يديه وأطلب منه أن
يدخلني لرؤية طه…. لاأريده أن يموت … ترى هل ستموت ياطه وتصبح ذكرى ؟؟؟؟
لاأتخيل أنني سأستطيع العيش بعدها….
كيف سأخرج من المنزل …؟؟؟ سأهرب من الشباك …أصنع من شراشف السرير حبلا يوصلني الى خارج البيت ….
لقد حدثني طه عن هذه الطريقة للهرب…”كنت مختبئا في منزل في احدى القرى فأحاط الجنود بالقرية من جميع محاورها خفت أن أتسبب بالأذى لأهل
المنزل فربطت شراشف السرير وهربت من المنزل الى الجبال القريبة ….”<
/div>
لا لا الشراشف لاتنفع سأتسلل من باب المنزل… ياربي… ماذاتقول سماعات الجوامع انه ليس موعد أذان الفجر …. انهم يفرضون منع التجول على المدينه…..
لايهمني منع التجول ولا يهمني أبي ولاأمي …… سأذهب وأرى طه…..
طه الذي أصر أن يكون أبيا ورفض أن يلم نفسه فتصدى لعشرات الجنود ببندقيته القديمه أمام رشاشاتهم المتطوره…. كانوا هم خائفين…. أسلحتهم
كانت ضعيفة أمام ايمانه بالله وحبه للوطن ورغم عدتهم وعتادهم الا أنه تغلب عليهم……قال لي يومها…. الرصاصات التي في جيوبي لم يتبقىمنها شيء معي …. اخبأت داخل مغارة…. أطلقوا قنابل صوتيه وغازيه …… لكنهم لم يجرؤوا على اقتحام المغاره يومه أدركت أنني نجوت بأعجوبة….”
لم لم تنج بأعجوبه هذه المرة؟؟؟؟… لماذا لم تخطىء رصاصاتهم صدرك ؟؟
هل كنت تتحدى الرصاص والموت ياطه؟؟؟…. أم كنت ستريهم قلبك المليء
بالحب….؟؟؟ سأصلي للرب ليحفظك وليمد في عمرك … لأجلي … لأجل
كل الضعفاء …. لأجل كل المخلصين للوطن…لتبق رسولا للحب ياطه…
تؤدي الرسالة.. تعلمها لبني البشر في هذا الزمن الذي عز فيه الحب…..
تذكرهم بالقيم والمبادىء وأن الإنسان بفقدانها يفقد انسانيته….تعلمهم أن على القوي حماية الضعيف وليس القضاء عليه وامتصاص دمائه… تحكي لهم عن الكرامة والعزة والإباء …. لاتمت يارسول الحب … ألم تقل لي…
” سأعمل أنا وأنت يافاطمه …. لننشر رسالتنا بين الناس….سنعلمها لأبناءنا… وأبناءنا بدورهم يعلمونهالأبنائهم…كي تصحو الضمائر من سباتها العميق وتصبح الأيدي متشابكة بالأيدي ونتحرر من جهل أنفسنا ومن حقدنا على بعضنا‘ولنتمكن أن نرفض الذل وقهر الأعداء لنا وهذه الرساله بحاجة الى وقت وصبر يافاطمة…”
لاتسرع ياموت لقلب طه …. رباه ماأطول الإنتظار….ماأبطأ عقارب الساعة… سأخرج من المنزل قبل أن يصحو أحد ….لايوجد جنود في الشارع…ساعدني يارب لأطمئن على طه …. ساعده يارب كي يتغلب على جرحه…. الطريق موحشة حتى لو أذن لصلاة الفجر لن يخرج الناس للصلاة بسبب منع التجول… هاأنا على بعد منك ياحبيبي…لاتمت…
أنت أقوى من الموت….من المؤكد أن الموت سيهزم أمامك…. عندما يواجه عنادك وإصرارك على الحياة والتضحية…
قلبي يخفق بسرعة…. بتعب … خوف…طه… أين بابك من ضمن الأبواب؟
أخشى أن أفتح أي باب… أن أنظر… أخشى أن أراك ضعيفا…جسدا بلا حراك….لابد أن بابك هنا لا بابك هناك….
_ لو سمحتي يا أخت طه العبد مصاب برصاصتين في القلب واليد… يقال حالته خطيرة أين أجده…؟؟؟
_هناك في غرفة العناية المركزة…
_ شكرا
من المؤكد أنها أمه … هاهي تجلس قرب الباب تراقب تراقب نبضات قلبه… إذا توقف قلبك طه سيتوقف قلبها ….
عندما سألته عن الأم التي أنجبت أروع إنسان…وصفها لي… أنها امرأة
عجوز كل ثنية من ثنايا وجهها قصة حزن …. كل نظرة من نظرات عينيها
نظرة تأمل وتحد … ما أرق لمسة يديها ماأعذب نغمات شفتيها… قلبها مليء بالحب مثل قلبك يافاطمة…
ليت قلبي مكان قلبك ياطه… سأطلب من الطبيب أن يسمح لي برؤيتك… إذا لم يوافق سأقتحم الباب…
_ أتسمح لي بالدخول يادكتور؟؟؟
_من تكونين بالنسبة له…؟؟؟؟
_ حبيبته …. ألا يكفي ….؟؟؟؟
_ تفضلي … ولكن انظري لبضع دقائق … إنه غائب عن الوعي ولن تستفيدي من رؤيته….
_ ألايجوز أن أعطيه قلبي …؟؟؟؟
_لا…. هذا مستحيل…..
أنت هنا ياطه أنا فاطمة ….لم أنت راقد في سريرك ..؟؟؟؟ انهض ….
أنت لست ضعيفا… أنت أقوى من كل البشر … انزع تلك الرصاصات القها في سلة المهملات …. انها مجرد قطع صغيرة من النحاس لاتستطيع أن تمزق قلبك… لن ترضخك… لن تقتلك…أتسمعني … أتشعر بلمسة يدي على جبينك الأسمر … قل نعم…. قل لا…. قل آه… قل فاطمه… اصرخ…
انزع تلك الأجهزة … حاول لاتمت…لاتتحلل لاتصبح جسدا بلا حراك….لاتصبح ترابا…. اصرخ ياطه …. اهتف…. قاوم…. لاتسقط من أعلى الشجره……. لا تسقط من أعلى الشجرة….