لندع جانباً الرئيس محمود عباس (أبو مازن) ، فللرجل كان الله في عونه ظروفه التسووية التي تدفعه إلى التعامل مع أشكال الكلب الجزار إيهود باراك تحت الشعار الأوسلوي الأنابوليسي (بوس باراك من ثمّو لتلحق ما تبقى من أرضك منـّو ) .السؤال الداهم ليس هو : لماذا يصافح (ضخامة) جلال الطالباني رئيس جمهورية العراق هذا الكلب الصهيوني ، فالحدث في الواقع لا يخرق المنطق التهافتي الطالباني ، وإنما السؤال هو : كيف سيتعامل الرسميون من عرب العراق مع هكذا حدث ؟ . المعنيون الرسميون العراقيون هنا يعرفون أنفسهم بحكم مواقعم (السيادية) في حكومة وبرلمان المنطقة الخضراء ، والمواطن العراقي قبل سواه من حقه على هؤلاء (السياديين) أن يضعوه في تفاصيل هذه الصورة سيما وأن هذا المواطن لا يزال بحكم الواقع في حالة عداء وصراع تاريخيين مريرين مع الكيان الإسرائيلي الذي من أجله قام الإنكلوساكسون بتدمير بلده كما لم يفعل لا المغولي هولاكو ولا الفارسي قورش الذي نقل المسبيين العبرانيين من بابل إلى أورسالم (القدس) الكنعانية ، وبمناسبة الإشارة إلى قورش فإن الأخبار الطازجة المتلاحقة تقول بتفوق جحافل بيشمركة جلال الطالباني عليه لجهة (تحرير) آرشيف المسبيين العبرانيين من الأسر العراقي . والقصة تعود إلى السويعات الأولى من صبيحة إجتياح بغداد (9 ـ 4 ـ 2003) عندما قامت جحافل مليشيات العميل أحمد الجلبي والدليل جلال الطالباني والذليل مسعود البارزاني باحتلال مقري المخابرات ومديرية الأمن العامة ، ومن هناك بدأت فصول أكبر وأهم وأخطر سـرقة للتاريخ في التاريخ . فبينما كانت آنذاك قطعات من جيوش الغزاة الإنكلوساكسون قد توجهت إلى المتحف الوطني العراقي لتمهيد السبيل أمام المافيات المتعاقدة معها للسطو على أعظم وأندر وأقدم كنوز الحضارة الإنسانية على الإطلاق كانت مليشيات الجلبي والبيشمركة الكردية قد إلتزمت تأمين الثروات الآثارية المحفوظة في أقبية المخابرات والأمن العامة بغية تسليمها إلى من يهمه أمرها.
وفي هذا الكون ولأسباب معروفة ما من أحد يهمه أمر الأسرار الأثرية الدفينة في هكذا خزائن عراقية حصينة أكثر من الموساد الإسرائيلي ، وكل من يعرف بقصة (السبي البابلي) وما تلاها مما له علاقة بها على أرض العراق في سياق الحركة التاريخية قد يستطيع أن يقدّر الأهمية الإستثنائية التي يعلقها الموساد على موجودات هذه الخزائن .
هكذا وبفضل أبطال الطالباني سطى الموساد الإسرائيلي على ما لا يقدر بثمن من كنوز تاريخية متراكمة كانت على الدوام محفوظة في خزائن العهود العراقية السابقة ، وعليه فقد يكون الإمتنان الإسرائيلي (العظيم عظمة تلك الكنوز) لضخامة الرئيس جلال طالباني واحد من بين أسباب هذه المصافحة الحميمة كما هي عليه في الصورة المعنية ، إنما ما يريد المواطن العراقي أن يعرفه من (سياديي) المنطقة الخضراء هو بقية الأسباب التي دعت فخامة رئيس جمهورية العراق إلى عناق الكلب الإسرائيلي . وهذه مسؤولية دولة نوري المالكي وسعادة طارق الهاشمي وفرفشة محمود المشهداني قبل بقية الهلــُـمّـــة .