قال الزميل الصحفي رداد السلامي أن وزارة الاعلام اليمنية وجهت مؤسسة الايام للصحافة والنشر التي توزع مجلة النيوز وييك الصادرة باللغة العربية، بقص مقاله من المجلة العدد” 418″ الصفحة الثامنة والذي يحمل عنوان”مصير غير مرغوب“ وقال السلامي أنه أجرى مكالمة هاتفية مع الموزع استفسره فيه ا عن سبب قص المقال فأخبره أن ذلك تم بتوجيه من وزارة الاعلام التي هددت بإيقاف توزيع العدد إن لم يقص المقال المنشور ،الأمر الذي دفع المؤسسة إلى قصه من كل نسخ العدد ،وهو ما اعتبره الزميل رداد السلامي انتهاكا صارخا لحرية الرأي والتعبير وامانة الكلمة.
وأضاف السلامي” إن اقدام وزارة الاعلام على بتر مقال يعبر عن رؤية ذاتية لما يعتمل في البلاد ومصادرة حق دستوري وقانوني يأتي في سياق القمع المعتاد وتكريس الرؤية الاحادية والنظرة الشمولية وهيمنة العقلية المؤدلجة بالفكر النابذ الذي يصادم حركة التاريخ ومنطق العصر الحديث القائم على حرية التفكير وابداء الرأي وحق الاختلاف الرشيد الذي يعقلن الصرعات وينحو باتجاه حلول واقعية لاعتمالات الاوضاع المتفجرة في البلاد.
المقال الذي وجهت الوزارة بقصه من مجلة النيوزوييك:
*مصير غير مرغوب
النظام السياسي اليمني يتداعى اليوم بوتيرة متسارعة ويمضي نحو الانهيار الوشيك، وهو من ذلك الحدث الجلل قاب قوسين أو أدنى. يتمخض هذا النظام في كل مساراته عن أزمات وانهيارات وحروب، ويتطلب استمراره مزيدا من إجهاض الحلول والإمكانات التي كان يمكن من خلالها أن يتدارك سوء نتائجه وما أنتجته تعرجات تفكيره اللاعقلاني، الذي خرج عن انساق مقتضيات الفعل السياسي الرشيد الذي يدقق في احتمالات الأحداث الدائرة ويخرج بحلول واقعية حقيقية يمكن أن تشكل عائقا أمام سلبيات انفجار اليمن الجديد التي جمعها فأنتجت خروقا لم يعد بالإمكان تداركها.
يحاكم النظام السياسي اليمني صحافيين ويقضي عليهم بالسجن، ويرمي بقايا فكر يمكن أن يسترشد به في دائرة الأصفاد وقيود الإذلال عنوة، ويخرس كل صوت وقلم ولسان كشف مساوئه وفضح تعرياته المستمرة من الوطن والوطنية وأراد أن يصرخ في وجه سيره المجنون بالبلاد نحو التجزؤ والاقتتال، الذي بات من العاصمة على بعد أمتار بعد أن امتد من صعدة التي لم تهدأ فيها بعد فوهات المدافع وسقوط الجثث التي أتت على كل شيء فجعلته كالرميم.
في الوقت ذاته لم يعد أمام العقول في البلاد ما تقول سوى الصراخ الذي بات مدويا إلى درجة صم الآذان، والذي تجاوزه الحاكم في اليمن بكل عنجهية من دون أن يعير ذلك الصوت العاقل بالتفاتة بسيطة يمكن أن تعيد إليه العقل التائه في غيبوبة انتصارات وهمية وإنجازات عاقرة لا وجود لها إلا على شاشات فضائياته ومانشيتات صحفه وأفواه مسؤوليه ووزرائه.
وفيما الجنوب اليمني مقموع بعد احتجاجاته ومحاط بجحافل النظام ومكبوس بثورة مضغوطة في علب القمع والخوف والإخراس وشراء الذمم، يتنامى الغضب اليومي ويستفحل خيار الشق هناك ليعلن في المستقبل ربما عن إمساك “زناد السلاح” وخيار المواجهة لتحقيق مطلب تقرير المصير، الذي تتبناه عناصر واعية بأداء النظام وتستغل تخريبه للحياة لامتلاك مشروعيتها في تقرير مصير جنوب الوطن. يمضي النظام واعيا نحو مصير غير مرغوب أو مطلوب من كل اليمنيين. يقفز على خيارات الإصلاح ملتفا على الديموقراطية وشروط إنتاج وضع أفضل. فهو نظام عاقر وجامد ذو نزعة استحواذية واستعلائية، يستخدم شرعيته المزيفة في توطيد وجوده، ويدمر البلاد باتقان وتفان مميتين وكأنه ليس من نبتة هذا الوطن وغير مسؤول عنه، ويعطي لقوى التجزؤ والفوضى وقوى الهيمنة العالمية المشرحة لأوصال العالم العربي مبررات جاهزة، وكأنه على اتفاق تام معها أو جاهل بأطماع قوى الهيمنة الخارجية وسعيها الدؤوب لجعل الوطن العربي أوصالا، ومزق أشلاء للأوطان يقتل بعضها بعضا بينما يمتص ثرواتها ويصادر حرياتها ووجودها ويؤسس لأوضاع التخلف ألف أساس كي يمارس عبثه التشريحي المعتاد وشهوة السيادة العالمية. إنه اليمن، وطن يدمره حاكمه ويعمل على تجزئته من أجل بقائه أجزاء متناثرة، وطن ولا عقلاء سوى ضمير الشر وصوت الظلام.
رداد السلامي
اليمن
رابط المقال على موقع المجلة