بقلم د. رفعت سيد أحمد
يوجد في وزارة الخارجية المصرية سفير اسمه أحمد القويسني،
بقلم د. رفعت سيد أحمد
يوجد في وزارة الخارجية المصرية سفير اسمه أحمد القويسني، وهو يعمل مساعداً لوزير الخارجية للشئون القنصلية، كل بضعة أيام يخرج علينا هذا السفير المحترم بتصريح تبريري، لأخطاء وقعت فيها وزارته الناعمة، والفاقدة للدور مثل وزيرها، ناعم الصوت والدور؛ أحدث تصريحات هذا السفير هو ذلك التبرير الخائب لنظام العبودية السعودي الذي يسمي باسم (الكفيل) ضد العمالة العربية و(المصرية بخاصة)، ولا يمارس علي الأمريكيين أو الغربيين، السفير أعلن منذ أيام وفي صحيفة (المصري اليوم 25/6/ 2008) [إننا لا نستطيع أن ننتقد نظام الكفيل السعودي لأنه إجراء داخلي لتنظيم سوق العمل بالمملكة] ثم يستطرد وبخجل لا يليق برجل يعرف الحقيقة، خجل يحاول تبرير فعل فاضح سيئ السمعة يحرمه الإسلام والقانون الدولي اسمه نظام الكفيل [.. ولكن العلاقات الأخوية بين البلدين (هو يقصد طبعاً بين النظامين وليس بين الشعبين) تجعلنا نشير إلي بعض التحفظات في تطبيق هذا النظام الداخلي علي بعض مواطنينا في السعودية].
* السيد السفير القويسني الذي يقول بعض مواطنينا يعلم جيداً حجم المعاناة والإهانات التي يتعرض لها المصريين داخل المملكة وعددهم يزيد علي المليون بسبب نظام الكفيل، وبسبب غيره، ولدينا، ولدى المنظمة المصرية لحقوق الإنسان عشرات الحالات الموثقة والمعلومة للرأي العام، فلماذا يخفف من ظلم هذا النظام ويدعي فقط أن لديه (بعض) التحفظات، علي (بعض) مواطنينا، لعله يتذكر معنا تلك العائلة التي هربت في (كرتونه) عبر ميناء نويبع، وكان بداخلها (دكتورة وأولادها) تم إخراجهم بهذه الطريقة هربا من نظام الكفيل هذا؟ وهو يتذكر حتماً أن بالسجون السعودية مئات الحالات المعذبة التي نسيتها وزارته الناعمة كوزيرها، وقنصله المحترم في الرياض الذي يغلق أبواب سفارته في وجه شكاوى مواطنيه هناك، ففي سجن جدة لوحده يوجد 40مصريا معذبين مهانين بسبب نظام الكفيل.. وفي سجن الدمام عدد مشابه، وفي الشوارع والبيوت المغلقة علي شكاويها المرة عدد أكبر، وآخرها قصة الطبيب المصري د. وليد محمد نصر أخصائي الأمراض النفسية والعصبية والذي كان يعمل من قبل أستاذاً زائراً في جامعة ساوث فلوريدا بأمريكا، والذي منعه كفيله في جدة من السفر إلي مصر بسبب ادعاء رجل سعودي مخبول (كالعادة) بأن د. نصر كان يعالج ابنه وزوجته بطريقة خاطئة وهو ما نفاه الطبيب، مؤكداً أن أصل القصة خلافات عائلية بين هذا الزوج السعودي المخبول وزوجته، وتم حشر هذا الطبيب النابغة في القصة حشراً للمداراة علي انهيارات أخلاقية وعائلية تنتشر في هذه المملكة، ولأن نظام الكفيل نظام عبودية حقا فلقد أخذت به السلطات السعودية ومنعت الطبيب من العودة إلي مصر بل وسجنته (اقرأ القصة في المصري اليوم 8/6/2008)، ترى أين كان وزير خارجيتنا الناعم والتبريري لكل ممارسات آل سعود، ومساعده الأكثر تبريرا لما لا ينبغي ولا يليق به أن يبرره!!
* (بعض) التحفظات علي بعض (مواطنينا)! بهذه العبارة المهذبة، حسم السيد القويسني مشكلة مليون مصري يعملون كعبيد في أسواق العمل السعودية، والذين اضطرتهم الحياة الصعبة في ظل حكومة مصرية فاسدة، إلي أن يذهبوا إلي الجحيم بحثا عن لقمة عيش كريمة، فإذا بها غير ذلك، والسؤال لماذا هذا الخنوع والذل في لغة مسئولينا عندما يتعلق الأمر بالسعودية؟ هل هم يمسكون عليه (ذله) كما يقول المثل الشعبي المصري! وأين شجاعة مصر وتاريخها وعزتها وكرامتها في خطابهم الرسمي؟ هل اختفي مع اختفاء الدور الإقليمي والعربي، أما أن الذي اختفي فقط هو (رجولـة) بعض مسئولينا الأمر الذي جعلهم يقلبون الحقائق، ويدافعون عن جريمة تتكرر يوميـاً وليس في (بعض) الأيام علي (بعض) الأشخاص، جريمة كان ينبغي أن يكون التعامل معها بالمثل، وبالقوة، وبالقانون الفعال، وليس بالكلام الناعم الذي لا يليق برجال، فضلا عن كونه لا يليق بمصري أو عربي أو مسلم يحترم نفسه.
* إن نظام (الكفيل) يا سيادة مساعد وزير الخارجية المصري نظام عبودية شاذ، يؤكد القانون الدولي بحتمية إلغاؤه خاصة إذا تعدت آثاره لتطال مواطنين خارج نطاق تلك المملكة التي تدعي حماية المقدسات الإسلامية الأسيرة والتي بدورها تحرم هذا النظام والذي يحرمه الإسلام نصا، فهو نظام جاهلي، وطالما أن آثاره قد وصلت إلي مواطنينا المصريين ولديك ولدينا عشرات الشكاوى منه فإن الواجب كان يقتضي منك ومن وزارتك المطالبة بإلغائه في الاتفاقية الجديدة التي ستوقع مع السعوديين وليس إبداء (بعض) التحفظات عليه في خجل لا يليق، ولن يفيد للأسف مع أمثال هؤلاء!!
والله أعلم؛؛؛
E-mail: yafafr @ hotmail.com