قالت وكالة الأسوشييتد برس إن المرشح الرئاسي في الولايات المتحدة السيناتور (جون مكين) والرئيس العراقي (جلال الطالباني) الذي قيل في الأخبار إنه ذهب إلى واشنطن لمواصلة علاجه، ظهرا في حالة تضامن انتخابي السبت (الموافق 28 حزيران)، واتفقا على أن (العراق المنكوب بالحرب يحقق الآن تقدماً مهماً لكنه هش). ويفسر محللون سياسيون في واشنطن إصرار الإدارة الأميركية وسياسيي واشنطن على هذه ((اللهجة)) في النظر الى طبيعة التطورات الأمنية والسياسية في العراق، أي أنها (جيدة من جهة) و(هشه من جهة أخرى) لتأكيد موقف الولايات المتحدة و(الأطراف المتحالفة معها في العراق أي الأحزاب الكردية وبعض الأحزاب الشيعية وأيضا بعض التجمعات العشائرية والسياسية السنية والعلمانية) بأن أميركا نجحت أخيراً في ((مساعدة العراق) على تحقيق (بعض علامات تماثله للشفاء)) لكن هذا المريض لا يقوى على الحركة من دون (المتكأ) الأميركي.
وقالت الأسوشييتد برس إن مرشح الحزب الجمهوري ليكون بديل الرئيس (بوش) في البيت الأبيض، عبّر عن ثقته في وجود فرص كبيرة للبلدين العراق والولايات المتحدة في ((إكمال الاتفاقية المعقدة)) طبقاً لتسمية (مكين) التي تبقى القوات الأميركية في العراق بعد انتهاء مدة التفويض الدولي الصادر من الأمم المتحدة في الحادي والثلاثين من السنة الحالية. ونقلت الوكالة عن (جلال الطالباني) تأكيده أن العراق مازال بحاجة الى الحضور العسكري الأميركي أي الى (الاحتلال) بحسب تفسير محللي الأخبار.
وفي نهاية اجتماع وصفته الأسوشييتد برس بـ (الخاص) جمع بين (الطالباني) و (مكين) قال الأخير: (كلانا نوافق أن التقدم كان مهماً لكنه أيضا مازال هشاً. وهناك الكثير من العمل الذي يحتاج الى أن ينجز).
وخلال جلوسه –في فندق واشنطن- الى جانب سيناتور من أريزونا، قال (الطالباني) بتلويحة موافقة ((بعشرة أصابع يده)) ومن مكان بعيد تقريباً إنه سعيد جداً ويتشرف بتجديد العلاقة القديمة وهو سعيد في العمل من أجل ((هذه المرحلة من النجاح)) في العراق.
وزعمت الوكالة أن هذه التصريحات جزء من سعي السلطات الأميركية والعراقية في محاولة إتمام الاتفاقية الأمنية في موعدها المحدد نهاية تموز أي بعد شهر من الآن تقريباً. وقالت إن المحادثات تعطلت بسبب عدة قضايا رئيسة يقول عنها صانعو القرار العراقي في البرلمان إنها تنتهك سيادة العراق.وكانت السلطات العراقية قد عبّرت مؤخراً عن وجود فرص للصفقة بعد أن قدم الأميركان مقترحات غير محددة جديدة، فيما كان الرئيس (الطالباني) قد ناقش جوانب من هذه القضية خلال اجتماعه يوم الأربعاء الماضي مع الرئيس (بوش). من جانبه أكد (جون مكين) أن البلدين سوف يقرران (دور)القوات الأميركية في العراق معاً.وأضاف قوله:(أنا واثق أن البلدين، كدولتين مستقلتين، يصلان الى اتفاقية تحقق مصالح جيدة للولايات المتحدة، وأيضا مصالح جيدة للعراق).
وتابع (مكين) قوله: ((نحن نربح في العراق، وسوف ننسحب، لكننا سننسحب بشرف ومنتصرين). ومن جهته قال (الطالباني) إن بلاده قد حققت ((نجاحاً جيداً ومنجزات)) في تدريب قوات الجيش والشرطة.
ولكن الطالباني قال أيضا: ((نحن حتى الآن بحاجة الى الحضور العسكري الأميركي في العراق، ويجب أن يُقرر من قبل الحكومتين الأميركية والعراقية الى متى ستبقى القوات على أرض العراق). وأضاف (الطالباني) قائلاَ: (في رأيي الشخصي، نحن بحاجة الى بعض القواعد العسكرية –في الأقل بعض حسب تأكيده- كرمز لمنع الدول الأخرى من التدخل في العراق).