بقلم : وليد رباح
هذه ليست نكته .. وانما حدثت من ملتح لا أعرفه.. وقد يكون له بعض الحق
بقلم : وليد رباح
هذه ليست نكته .. وانما حدثت من ملتح لا أعرفه.. وقد يكون له بعض الحق فيما قال : ولكن بالتأكيد ليس كل الحق.. فالانسان ليس كاملا ..والجهل بالناس يودي ببعض الناس الى المهالك ..ويقينا ان الملتحي لم يمت بدليل انه لم يزل بيننا يبث سمومه مع سبق الاصرار والترصد .. ولقد طيب خاطري دون ان يتحدث أو يفه بكلمة عندما رآني اكاد ابكي من ( الخوف) والرهبة التي احاطني بهما.. فتيقنت ان الله يمكن ان يرسل صاعقة من السماء تأخذني .. اويرسل على حاصبا او ريحا صرصرا فلا اكاد اتمالك او املك نفسي . او على اقل تقدير يمكن ان يدعو الله أن يقطع اصابعي فلا استطيع استخدام ( الكيبورد ) او حتى القلم .. أو يجمدني مكاني فلا استطيع حراكا ولا آكل او اشرب الا بمساعدة الاخرين … يا للهول .
في البدء قيل ان اللحية سنه .. بينما علماء الازهر لا يرونها كذلك .. ولقدقرأت مؤخرا فتوى ازهرية تقول بان هناك امورا كثيرة اهم من اللحية ان كانت سنة او فرضا .. واهم من الخل ان كان يفتى فيه الحلال او الحرام .. وأهم من غسل الاست بعد الغائط بالماء البارد او الفاتر او حتى الساخن .. هناك قضايا الامة الملحة .. وهناك اكثر من زاهد عابد ومفت يرى ان تلك القضايا اهم من الفتوى بان فستان المرأة يجب ان يكون طويلا ويكنس خلفه الشارع .. بحيث تستغني البلدية عن بعض موظفيها لصالح امرأة تكنس الحارات دون ان تتقاضى دولارا واحد ..يعني بالمجان .
ما لنا وأمور الدين.. فله رجاله ..ولنا الطاعة لانهم ( اولياء الامر) فان قالوا احلقوها حلقناها دون مناقشه .. وان قالوا ربوا شواربكم ربيناها ..وان قالوا كونوا ( ملطا ) بين هذه وتلك فعلنا .. ولكني ارى ما لا يراه الاخرون اوبعضهم ..وحجتي في ذلك ان الله خلق لي عينان ارى بهما.. صحيح انهما من الضيق بحيث يمكن ان يدخل بهما صرصار كبير .. ولكني مع هذا ارىجيدا .. واعتمادا على مايدور بعقلي الذي لا يعجبني من خزعبلات فقد رأيت شيخا قبل سنوات يكاد لا يستطيع المشي وقد بلغ ارذل العمر .. يخضب لحيته بالحناء وقد اعتلى كتفا احدهم امام مبنى الامم المتحدةليخطب فينا .. ويومها كنا نتظاهر من اجل فلسطين .. وبدلا من ان يوجهنا الشيخ الى ما نبغي اخذ يخطب فينا عن كراهة أكل الثوم يوم الجمع وفي ايام الاعياد.. هل هذا منطق يقال امام مبنى الامم المتحده .. وماذا اقول لجدتي التي تسكن الضفة الغربية وقد طلبت مني ان اتظاهر امام هيئة الامم لكي تشعر ان لها ناسا في امريكا ينفذون ماتأمر به .. وان فلسطين ما زالت في الذاكرة !!
ما لنا وللفلسفة الفارغه.. ولنعد الى صلب الموضوع .. كنت في زيارة الى بعض الاصدقاء من الرجال .. واقول الرجال لكي اميزهم عن النساء لانهم لا يحبلون ولايلدون .. واصدقكم القول اني لم اكشف عن عوراتهم المخبئة تحت ( البنطلونات) لارى او اتيقن ان كانوا رجالا في الحقيقه . لكني خمنت انهم كذلك لان الشعر ينبت في وجوههم.. ولكني تراجعت عن هذا التيقن عندما تذكرت ان جدتي كانت تحلق لحيتها بشفرات ابي التي كان يتركها في الحمام بعد ان يفعل الاعاجيب من فوق وتحت .. ( لعنة الله على هذا القلم اللعين .. انه يتسرب مني مثلما يتسرب الماء من كفيك فلا تقبض منه شيئا )
بعض اولئك الرجال كان متدينا والبعض الاخر مكتوب في شهادة ميلاده انه مسلم لان جذور عائلته تقول انهم من المسلمين .. وقد اشار لي صاحب الدعوة بان بعض الملتحين سوف يحضرون .. وان احدهم متعصب الى درجة الجنون .. وهو يقرأ جريدتك التي تكتب فيها من الفهاالى يائها .. واصدقك القول ان آراءك لاتعجبه .. فان هاجمك في الجلسة فارجوك ان لا تفسد علينا ليلتنا .. قلت : هذا صنف من الناس اراه كل يوم وساعة .. فلا تلق بالا .. قال : كن حنونا .. فالشيخ يمكن ان يرسل علينا صاعقة من السماء تأخذك وتأخذنا معك..وضحكت ..ثم ضحكت !!
وجاءت ثلة من الناس بعضهم يرتدي الدشداشة العربية ويلبس فوقها جاكيتا طويلا بحيث ظهرت اشكالهم وكأنما هي قادمة من كوكب المريخ .. يعضهم يعرفني والبعض الاخر يجهلني او ربما كان يتجاهلني .. وسلم الجميع .. ورأى صاحب الدعوة ان لا يقدمني لهم الا بعد ان يسلموا جميعا ويجلسوا .
وتفجرت القنبلة عندما قال صاحب الدعوة : اريد ان تعرفوا .. هذا هو الاخ وليد رباح من يكتب في صوت العروبة.. وهو الذي يكتب ما يكتب فيها .. قفز شيخ من مكانه كمن لدغته افعى سامة وقال : أأنت وليد رباح .. اعوذ بالله من الشيطان الرجيم .. لو كنت اعرف انك في هذه الجلسة ما حضرتها.. ولو كنت اعرفانك تعرف القوم ما تعرفت عليهم .. ولو كنت ادري انك حي ترزق وسألتقي بك في هذه الليلة لوضعت يدي في زمارة رقبتك حتى اريح الناس من شرك !! قلت ببرود : لم يفت عليك الوقت يا سيدي الشيخ .. هاهي رقبتي ملك لك .. ولكن لا تنس ان تضع يدك في زمارة رقبة احد الصهاينة المتعصبين الذين يحتلون القدس ويتربعون امام المسجد الاقصى فذلك خير من ان تضع يدك على رقبتي .. فان وضعتها هناك فسوف يعتبرك الناس بطلا ..ويشيروناليكباصابعهم وانت تذهب الى قاعة المحكمة ..ويقينا انهم لن يعدموك ..لانه لا يوجد قانون للاعدام في اسرائيل .. اما هنا يا سيديالشيخ فانهميعتبرون اعتداءك على رقبتي اعتداء على حرية الصحافه .. وسوف تعفن في السجن وربما كان نصيبكالكرسي الكهربائي .. قال بحده ..اعوذ بالله.. اعوذ بالله .
وهدأ الجو قليلا .. اخذ كل منهم ينظر الى وجه الاخر ثم قال صاحب الدعوة باللغة الانكليزية ( تيك ات ايزي ) فاجابه الارعن ( ايزي مش ايزي ما هو خربها ياعزيزي ) قلت على نفس السجع حتى اجعل الجو اكثر حرارة تلك الكلمة التي تنتهي بحرف ( يزي) وكلكهم تعرفونها.
وشبت النار ثانية .. قال المتطرف بصوت كالرعد .. انه يهزأ بنا ..هل هذه دعوة للسمر ام بهدلة لنا يا صاحب الدعوة .. غمزني صاحب الدعوة أناريحالزائر فابعد عن ذكر ما يستفزه .. قلت : يا سيدي الشيخ .. دعني اخفض صوتي عندما اناقشك .. فواجبي ان احترمك حتى ولو انني تلفظت ببعض الكلمات غير اللائقة .. ما الذي يجعلك تهاجمني منغير ان تعرفني .. وما الذي حدا بك لانتشتمني والاخلاق الاسلامية تمنعك من ذلك .. قال : لان الاسلام قدامر بقتلك .. لانك تهين الاسلاموالمسلمين.. قلت : كيف ذلك .. انني لا اذكر انني اهنت الاسلام .. فانا مسلم يا سيدي ومعنى اهانتي للاسلام اهانةلنفسي .. اما المسلمين فقد نقدتهم من خلال الكتابة عناخطائهم قال : هذا ما اقصده .. قلت يا سيدي ..انت لا تفرق بين الاسلام والمسلمين .. ومع هذا ائتني ببعض ما فهمته جيدا مما كتبت .. قال : كيف تقول في مانشيت احد اعدادك ( الوجه البشع لشيوخ المساجد ) اليس هذه اهانة للشيوخ ..او ليس من يهين الشيخ يهين الاسلام الذي ينتمني اليه .. وانتابتني موجة من الضحك !!
قلت وماذا بعد .. قال : مالك ولنقود المساجد .. مالكوللمتبرعين..مالك والافتاء في وجوب ان تكون خطبة الجمعةمكرسة لقضايانا في الجالية .. فانت تحرض وتطالب بان لا نتمسك بالتاريخ ..فقد فهمناه جيدا .. كيف يكون هناك اسلام دون تاريخ.. ثم مالك وللمساجد ان اشترتها لجان المساجد من جيوبها ام من جيوب الجاليه.. مالك وللحلال والحرام من النقود التي تدفع للمساجد..أأنت شيخ حتى تفتي بما لا تعرف .
قلت وقد استصغرت عقله الى ابعد الحدود.. انا معك يا سيدي الشيخ .. فمنذاليوم لن اقترب من الشيوخ ولا من المساجد في كتاباتي.. فلا يجوز لاحد ان ينقد افعالهم..لانهم من طينة غير طينة البشر .. ربما كانوامن الملائكة الاطهار .. ثم فاجأته بسؤال هز اطرافه .. ولكن هل انت مرشح يا سيدي الشيخ لتكون اماما لمسجد ما ؟ اراك تدافع عن الائمة بحراره .. قال: سواء كنت مرشحا اولم اكن كذلك فهذا ليس من شأنك.. قلت : اذا كان هذا ليس من شأني فما شأنك بما اكتب .. وما شأنك في ان تهاجمني بهذه الصورة ودعني اقول الوقحة .. قال غاضبا : يا صاحب الدعوة.. قلت مقاطعا بشىء من الحرارة ؟ لا تنادصاحب الدعوة انك يا سيدي مثل المرأة عندما يبكيها رجلها فتلجأ الى جارتها.. تفضل وجابهني انا.. ولا تدع صاحب الدعوة كلما اثقلت عليك .. قال : ان علوم الدنيا لا يمكن ان تجابه علوم الدين .. ان ثقافتك دنيوية ..اما انا فثقافتي دينيةوالحمدلله .. وضحكت ..ثم ضحكت !! حتى ابتلت عيناي وقلت بلهجة فلاحية .. علي النعمةيا سيدي الشيخ ما بتعرف تغسل (..) وفق الشريعة ..قل لي اي اصابع يمكن ان تستخدمها في تنظيف (..) بعد الغائط ؟ قال غاضبا: يا صاحب الدع .. ولم ادعه يكمل فقلت .. لا تكن مثل النساء يا سيدي الشيخ ..لقد اتفقنا على ان نجادل بعضنابعضا اناوانت حتى صباح الغد .. فلماذا تستنجد بصاحب الدعوه ؟
من خلال الحوار الساخن كان الحضور ينظرون الي كأنسان احمل رأس خنزير ..فقد كان القرف يبدو من نظراتهم وكأنهم عثروا على ضالتهم في من يبهدلونه في هذه الليلة .
قلت بعد شىء من الهدوء .. قل لي ماذا تعرف انت عن المساجد والشيوخ ..قال : انهم عبادالله الذين كرسوا اوقاتهم لخدمة بيوته.. قلت : الا يحق لي كأنسان وليس شيخا متخصصا ان انقد اولئك..قال يحق لك ..ولكنك لا تعرف من امور الدين شيئا .. قلت : كيف حكمت علي بذلك . قال : من كتاباتك ..يجب ان تكون كتاباتك كلها مكرسةلخدمة الدين..فطالما انك لا تكتب في الدين ولا تعرف ان تكتب فانت علماني ..قلت .. وما العيب في العلمانية .. هل تمنعك من ان تكون متدينا او تفهم في امور الدين .. وهل يعني هذا انني كافر .. قال بعد تردد .. انا لا استطيع تكفيرك ؟؟ ربما كفرك غيري .. قلت ..ولكنك في بداية الجلسة احللت قتلي .. ولا يحق لامرىء مسلم قتل آخر حتى ولو كان من غير دينه ..قال مبتسما : كانت مزحة .. قلت بشىء من الحدة : يبدويا سيدي ان حياتك كلها مزحه .. ثم ..كيف تمزح وانت شيخ وملتح وشبه معمم .. يجب ان يكون الشيخ مكشرا وعبوسا وتخاف منه خفافيش الارض والسماء .. يجب ان يحمل الشيخ شخصية تخوف من حولها.. حتى اذا ما ارتكب خطأ لا يستطيع احدمجابهته خشية من ان يدمي وجهه وانفه .. يجب ان يكون الشيخ طويلا وعريضا وسمينا ويأكل بيديه الاثنتين حتى يخشاه الناس فلا يقتربون من مثالبه ان كانت له مثالب ويزيدون من حسناته بالنفاق ان كانت له بعض الحسنات ..
قال : من علمك كل هذا .. هذا خطأ .. يجب ان يكون الشيخ فرح الوجه باسطه ولا يهم شكله في كل ما ذكرت .. الم اقل لك انك لا تعرف امور دينك ..قلت : وهل ما ذكرته من امور الدين .. اسمع يا سيدي .. اريداناقول لك كلمة قبل ان اغادر هذا المكان .. المسلم ليس لعانا.. ولكني العنك والعن اليوم الذي اصبح امثالك يتحدثون باسم الدين.. انت دجال وخرع وسادعو عليك ان تطلق امرأتك ان كنت متزوجا .. وان لا تتزوج طيلة حياتك ان كنت عازبا .. فان من يبتليها الله بمثلك لا يستبعد ان تنتحر بعد اسبوع من زواجها بك .. ثم غادرت ..
لحقني صاحب الدعوة الىباب المنزل وطيب خاطري وقال : لقد تعلمت في هذه الليلة ان يبتعد عود الكبريت عن كومة الحطب .. والا حدث الزلزال .. فغادرت ضاحكا ..