انجاز عزالدين الماعزي
يعد الزجل من الفنون الادبية التي اثارت انتباه الناس وشغلتهم بسبب قربه من المتناول وسرعة التداول وحفظ المتون والاحكام ولانه يمتح من اليومي والمعيشي فظهر رواده في اوقات غير متقاربة امثال سيدي ع الرحمن المجذوب والطيب لعلج ولمسيح والمسناوي والراشق وغيرهم بالاضافة الى ظهور اسماء نسوية كفاطمة شبشوب وفاطمة مستعد ونعيمة الحمداوي ونهاد بنعكيدة واسماء لم تسعفني الذاكرة في ذكرها …
ومن الجيل الجديد نذكر مراد وموتنا وعزيز بنسعد وادريس بن العطار هذا الفتى القادم من ربوع احمر ومن اليوسفية بالضبط . ادريس زجال متميز رضع بداوته وتشبع باهات وجراحات الارض التي ينتمي وتنتمي اليه يتباهى بعشقه للتربة الندية. والشعراء هم حراس مدن الهوامش والقرى النائية كما قلت مرة. شارك في عدة ملتقيات ومهرجانات الزجل وينشر في عدة منابر وطنية كما صدرت له المجموعة التي بين ايدينا (عيوط ام هاني )2005 في 80ص مزينة بلوحة للطيب البوعناني وهي عبارة عن عيوط كما يشير في الاهداء مكتوبة بخط مغربي كاليغرافي لها اكثر من بعد جمالي يتضمن 15 نصا زجليا وينتهي بحاشية. الديوان يتضمن ايضا مقدمة للاستاذ لحسن حمامة بعنوان: في البدء كان الزجل مشيرا الى انه ينقسم الى ثلاثة اقسام :عيوط الدي(الكلام)وعيوط الكي وعيوط الضي (الضوء).
يقول الزجال في قصيدة (كليع الشمس):نويت نصلي محبتي شفع ووتر/ يا ناسي شهادتي ليكم وهاذي شهادتي تلكاني ..للروح عمر تاني وكاس بيه نسحى وبيه نسكر .ص34
اجدني ثملا كلما قرات او سمعت له ينشد اشعاره بتلك الغنه والدفء البدوي الحار والبحة الساحرة وهذا هو سر تميزه بصوته اولا وبعذوبته وبمرجعيته التراثية الاصيلة ، انه يؤمن بان الطريق طويل وشاق ..بين الكايله والكايله /طريق تهردات / ناري وطاها اشحال اصعيب../
يحمله المه بين الشقا والضيق ،سيرة سيزيف باحلامه وبسر صخرته وبحكيه الضامخ للجذبة يقول : كان الليل / كان الليل هو وكانته../ حار يا امي هاذ لوجع وقراس ..ص 10
وفي مقطع اخر كال ..الليل : والليل قصة مدرحة زور
الدماغ اللي حلمه مقلوب ..ويضيف :
كالت للدماغ:عصر شهد حلمك لمغدور / راه حلمك باقي مرغوب ..وكالت للخطوه : سري ..سري ف مسرب بور / مسرب لكواوي ولعطوب .ص48
ان الحكاية لديه مزاح وجراح والطريق فن الخطو الحثيث طريق المشي يقول :في نص الطريق والليل جلال مدلي / كال لي راسي : سير..كال لي :ولي سير / ولي / خفت نمشي طريكي تطوال وبلعيا نعالي / خفت نولي نبقى متلي سي..ر ولي…قصيدة( ايه/ لواه.؟) التصاقه بالارض دليل على رهان سابق من اجل تبديد الظلمة وانارة الطريق انه مسكون بالجرح وجرأة المواجهة وصراع الذات بين الاقدام والمواجهة والتريث وبين الشر والخير في سبيل نشر الرسالة التي من اجلها هو موجود الم يقل في اهدائه : هاذي اعيوط خارجه من لمسكونه ف عظامي / مهديه بالطوع لكل من هوادامي ..
ديوانه يحمل ارهاصات ومقومات رجة قادمة كل قصيدة فيه رجة صدى وتناص من اخرين كل قصيدة تفرخ اخرى وتزيد، الم يبدا ديوانه ب (خزامى لحروف)دليل العطر والاستمرار والخرق .ان ارتكان الزجال الى قاموس لغوي مثل الجرح والكي والعشق والصبر قرطاس والليل والحلم والنجوم والصمغ والمشي والطريق ..امر ملفت للانتباه ..يقول : ومشات الطريق ..مشيه دغرية / تحت كدام حرفيه/ مشكها يحكي: سيرة الشقا والضيق.ص45
انه صورة حقيقية لواقع يعيشه ويرصده ،يعرف ان طريقه طويل وان الليل ساعته كدات من شموع الصبر قرطاس لذاك تراه ملتصقا بعيوطه – فالكلمة تقليد واعر / زرض بالكلب اش نسيتي /راه العمر شيفور كافر /ما عرفت انا امتى يريتي .ص4
لن تتوقف عملية الزمن ولن يتوقف صراخة واحتجاجه والعيوط تسكنه كالدم الذي يسري في النسغ وهو المسكون بالعشق .قادر هذا العشق يغزل / من خيوط الشعا صوفة/ يوكف عظامنا مناجج ويكرج لتهمسيسنا شوفه.ص59
الحكاية لديه تاريخ بلد وشعب يقاوم من اجل العيش ،الحكاية مخاض وجع طويل ، الحكاية لديه مزاح في مزاح وهي جراح، بالذات نبتت في قصيده ورغات ف البال ،تراري بشيات كبر من الشكيان كبر من النينان وكبر من قولة لا باس .رغم ذلك فهو يصرخ بان الحكاية حنا والشوك بيناتنا صحرا.في نص (فتوح الرحبة )نموذج لنص مكتمل واع وصاف مملوء بالشحنات وموصل كهربائي سريع..يقول : وحق عينيك اللي زادو زياده/ خلات حروفي بلا هواها تنج لهاد لقوافي قياس .وحق خدودك الباهيه لوراده/ لمشمته ب لوز التفاح الا فاح لمخليه حلاوته تمساس…كلت : لحمر هبال لبسته / كلت : لكليب كانكا كسته وكست الضربه فتوح الرحبة وكست الجذبه بهجهوج محبه بقراقب تفيق لحزان..ص61
يندفع الشاعر بايقاعه والايقاع سريع ومتداخل ومتناغم وحار والاكيد اننا حين نستمع اليه بصوته تظهر هذه الاشياء التي احاول الاشارة اليها ،بحالة الجذبة ورمية الحال ..ليك ف غنايا شلا تحنان، وتكراح ميزان يتنخسس مع دكان الكلب دكانه . ص67 انها دق من لف بلا قرطاس .لاحظوا توظيفه للايقاع والكلمات التي تخدم حالة الجذبة.
في النص 15 من الديوان (عيوط ام هاني )يطرح اكثر من تساؤل حول دلالة الاسم ودرجة توظيفه ولماذا اخذ النص عنوانا للمجموعة..؟انه يبدا نصه باداة نداء مجيبا اياها بحضوره مرة ثانية بعد كل سقطة او عودة يرفع وقفاته بالصبر .الصبر الا كان مهماز نحوزه../ نعطيه ضلوعي يصرفها ضبرات .ايا ام هاني لهنا خطاني ولممشى ليك سلواني / فسوايع الضيق وف ساعة لخنات..رشي حباقي بالعطفه وانا معبود لي لوفا / على كتافي حجرة تنين / وخا ما لا حك فين…ص73
يستعمل الشاعر لغة بسيطة سهلة قريبة من اليد ، اليد التي تمسك المعنى تطرز دواخله ،وعين الشاعر التي لا ترى ما يرى يقول : غمزه منك تحييني /غمزه وحده تكفيني ، بها ندبب ثاني ونرقع وكفات ..ص79