بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية,وانهزام الألمان أمام قوات التحالف ,قامت كل من الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا .بتقاسم العلماء الألمان. من بين الذين استحوذت عليهم الولايات المتحدة الأمريكية..عالم الصواريخ ,فون براون, الذي قام بتحويل جميع الأبحاث العسكرية الالمانيه في صناعة الصواريخ,إلى الاستخدام السلمي مثل دراسة طبقات الغلاف الجوي والأشعة الكونية,وغيرها, مما ساعد على مسح الماضي بسوداويته,والانتقال إلى عالم نظيف توفرت فيه كل عوامل الإبداع والانجاز, من منطلق جديد يحقق مصالح الذين بيدهم مصائر الشعوب والموجهين لطاقات الخير والشر, بما يحقق غاياتهم وتطلعاتهم العالمية, ولو كان العالم في حينها يتعامل مع ابسط قوانين حقوق الإنسان, لتم تقديم معظم هؤلاء العلماء إلى المحاكم الدولية كمجرمي حرب مع سبق الإصرار والترصد.إلا أن للمصالح الخاصة استحقاقاتها ومبرراتها, التي تزيل كل مظاهر السوء وتلبس الأمور لباس الخلق والعلم, ما دام يحقق غاياتهم ,ولا يوجد من يراقب أو يحاسب, على أخطاء وتجاوزات عظيمة تم التستر عليها لأنها تخدم مصلحة خاصة ما, وتحقق غايات ,يتقبلون من اجلها, الأخطاء والمخطئين, ويرسمون لهم معابر جديدة معبده فوق الجماجم والهياكل العظمية ,متجاوزين ماض حافل بالإجرام والقتل في أبشع صوره. .بغض النظر عن الجهة التي كانت مستهدفة في تجارب الموت والقتل المتعددة إلا أنها تبقى جرائم في حق البشرية جمعاء, وقع على قرار تنفيذها, رجال ملكوا عناصر القوة وصلاحيات التعامل مع البشر, كحيوانات تجارب ,بلا رحمة ولا هوادة, تجلت أبشعها في إجراء التجارب على الأسرى وعلى المسجونين إثناء الحرب, حيث تمكن العلماء من الحصول على نتائج سريعة, حول مواضيع تحتاج إلى سنوات طويلة, للحصول على نتائجها ألموثقه بتجارب عمليه تتطلبها استحقاقات القوة وسباق التسلح العالمي, وتوفر المعلومة الحقيقية المجربة أثارها على الإنسان,كتجارب الضغط والسرعة وقوة التحمل البشري لاختلافاتها المباشرة على أجهزة الجسم, أو آثار الأدوية المختلفة وتجارب تعقيم السيدات والرجال ,حيث يوضع السجين في غرفة التجارب, ويتابع العلماء التغيرات التي تحصل له من خلف زجاج المراقبة ,وتساعدهم بعد ذلك عمليات التشريح السريعة المرافقة للتجارب ,فتتجمع لديهم المعلومات بسرعة وزخم كبير, لا ضابط فيه لأي خلق علمي, أو بشري يحكم السيطرة على استغلال الإنسان بوحشية.الألمان لم يكونوا وحدهم الذين دخلوا تاريخ الظلم البشري في العالم ,فلا تزال جرائم الأمريكان شاهده في القضاء على شعوب كاملة, بدأت بالهنود الحمر الذين يعيشون الآن في محميات تلقى فيها النفايات النووية غير أبهين لحياة بشريه أو حيوانيه ممكن أن تتأثر بهذه الوحشية, التي دمغت تاريخهم بالدماء.ولم تكتفي بهذا الحد .لتكمل مشوارها البشع في تقصد العنصر الإفريقي, والتمييز العنصري الذي راح ضحيته آلاف الزنوج في الولايات المتحدة, تنصب لهم جماعات تنفيذ القانون السرية, مشانق على اقرب شجرة.أو يصب عليهم زيت تشتعل فيه الأجساد على أصوات الضحك الحاقد على كل ما هو مختلف وغير ابيض.قصة العنف البشري الأمريكي لا تتوقف ولن تتوقف ما دامت تنادي بالديمقراطية على طريقتها الخاصة وبأسلوبها الذي تتباهى بوضاعته أمام عيون العالم..ولطالما بقيت الشعوب عاجزة عن الخروج بوسائل جديدة في احتواء الإنسان داخل بلده وإيجاد وسائله الخاصة المنبثقة من عمق الواقع المحلي الخاص, والتي تدفع عن الإنسان تدخلات الغرباء ,وثقافاتهم ,وتحصن أبناء البلد بوحدة وطنيه ,تدعم الوقوف أمام اهتزاز المجتمعات, وتكون روابط بين الأفراد, تقف في وجه أي تدخل, أو محاولة اختراق يقصد منها اعتداء . الحكومات بمعظمها, لا توجد على أجندتها مواضيع اللحمة الوطنية وتراص البناء الداخلي.معتمدة داخليا, على أجهزتها الأمنية وقوانينها, وعلى أدب المواطن وحرصه على منجزاته, أوعلي ديمقراطيات غير قادرة على تمثيل القطاعات الشعبية بصورة ترفع من سوية العملية السياسة والقرار السياسي ,الذي من المفروض أن يعمل من اجل مصلحة المواطن والمجتمع, لتبقى هي العليا ,وردم الفجوات بين المجتمع و الحكومة, التي تعتمد في الغالب على اتفاقيات دوليه لا يراهن على ديمومة بقائها في ظل تغير المصالح والاتفاقيات السرية التي تعقد خلف الكواليس السياسية .ما حصل في العراق النازف , لا بد أن يكون درسا لا يجب أن يمر علينا هكذا, دون أن نستفيد منه,فبالرغم من المستوى الثقافي العالي عند العراقيين والتقدم الحضاري الذي يتمتعون به, إلا أن هناك فئة شعبيه قد همشت لسبب من الأسباب ,ظهرت وهي تنهش بالمتحف الوطني العراقي .الشاهد على حضارة ما بين النهرين, لتكون هي المساند والمرحب لهذا الدمار,وتعود لتتخبط في مجازر عرقيه أساسها أحقاد اجتماعيه مبيته ,تتقاتل بسببها جماعات اعتادت شرب الشاي معا على المقاهي الشعبية, وألان تقتل على الاسم والهوية,وكان غرف التجارب البشرية قد توسعت أمام الأطماع الأمريكية والأجنبية لتشمل كل المجتمع العربي.يحمل هذا العالم أعباء بشريه هائلة ,منها ما نشاهده ألان عبر الإعلام ,بالتفصيل وبكامل العري الإنساني ,ولا بد أن هناك كثيرين يستصرخون الرحمة والإنسانية في عيون كتلك العيون التي راقبت المساجين في أبو غريب, وكتلك العيون التي قتلت آلاف الأبناء والأزواج في مقابر جماعية,عرفها العالم” برحلة الأمهات” على المقابر المكتشفة في كوسوفو للبحث بين الجثث ,عن بقايا أشياء خاصة تؤكد الموت لتتوقف لحظات الأمل بالعودة.حماية الأوطان والشعوب تبدأ باحترام الإنسان داخل بلده,وإفساح مجالات الحرية المتفق عليها داخليا والمصنعة بيد العامل والمهندس والمعلم وعامل النظافة ,وكل القطاعات الشعبية ,لا بوصفات جاهزة ,لا نعلم مكوناتها الأصلية التي من الممكن أن تضعنا في غرف التجارب البشرية ,اختلافنا الوحيد عن التجارب السابقة ,أنها بعلمنا وحسب توقعاتنا.سهام