بعد نحو سبع سنوات على هزيمتها أمام القوات الأمريكية، أعادت حركة طالبان تنظيم صفوفها وشكلت “تمرداً مرناً”، وفقاً لتقرير جديد حول الأوضاع الأمنية في أفغانستان صدر مؤخراً عن وزارة الدفاع الأمريكية.
والتقرير، الذي جاء بعنوان “تقرير حول الأمن والاستقرار في أفغانستان”، هو الأول من نوعه الذي يقدم إلى الكونغرس.
وجاء فيه أنه رغم بعض التقدم الذي تم إحرازه في الحرب المعلنة ضد حركة طالبان، إلا أنه من المتوقع حدوث بعض التراجع عن هذا التقدم.
وفي حين أن عمليات قوات حلف شمال الأطلسي والقوات الأفغانية نجحت في المحافظة على التمرد المسلح في حدوده الدنيا عام 2007، وذلك من خلال قتل قادة في الحركة والقبض على آخرين وتطهير مناطق أفغانية من عناصر طالبان، إلا أن التقرير يتوقع عودة الحركة عام 2008.
وقال التقرير: “من المرجح أن تحافظ حركة طالبان، بل وقد تزيد من مدى هجماتها الإرهابية وتسرع منها خلال العام 2008.”
وتطرق تقرير البنتاغون إلى مدى التقدم في أفغانستان خلال شهر أبريل/نيسان الماضي، أي قبل ارتفاع وتيرة العنف الذي شهدته الأسابيع الأخيرة.
ففي 14 يونيو/حزيران أسفر هجوم انتحاري استهدف سجناً أفغانياً في قندهار عن تحرير المئات من عناصر طالبان الذين كانوا معتقلين فيه، كما شهدت الأسابيع الأخيرة العديد من الهجمات على المناطق الحدودية المتوترة بين أفغانستان وباكستان.
وارتفع عدد القتلى من القوات الأمريكية وقوات التحالف في أفغانستان خلال شهر يونيو/حزيران إلى 40 قتيلاً، وهو أكبر عدد من القتلى خلال شهر واحد منذ بدء الحرب على افغانستان عام 2001.
يشار إلى أن عدد القوات الأمريكية في أفغانستان يبلغ نحو 32 ألف عنصر، منهم 14 ألفاً يخدمون تحت راية حلف الناتو، 18 ألفاً آخرين ضمن القوات الأمريكية.
ويلقي التقرير الضوء على بلدة خوست، الواقعة شرقي البلاد، بوصفها نموذجاً لنجاح قوات التحالف في أفغانستان، وهي البلدة التي كانت معقلاً للتمرد المسلح، وأصبحت حالياً مسرحاً لإعادة البناء وأحد الأماكن الآمنة، ولكن يبدو أن هذا الوصف عفا عليه الزمن.
فقد قال وزير الدفاع الأمريكي، روبرت غيتس، في وقت سابق من الأسبوع الماضي: “لم يكن الوضع بذلك السوء خلال الشهور الماضية.. وما يحدث يمكن اعتباره ظاهرة جديدة، حيث نرى العديد من المسلحين يعبرون الحدود.. وفي نهاية المطاف فقد كانت خوست نموذجاً ناجحاً لمواجهة التمرد.”
وتبدو توقعات التقرير لعام 2008 تحمل في طياتها بذور الحقيقة، فقد تطرق إلى تمرد طالباني على جبهتين، حيث تسيطر الحركة على الجنوب وتشارك جماعات مسلحة أفغانية وباكستانية، بما في ذلك تنظيم القاعدة، في الشرق.
وقال البنتاغون أيضاً إن التقدم في تطوير الجيش وقوات الأمن الأفغانية بطيء بسبب الافتقار إلى المدربين وكذلك لاستشراء الفساد.
كذلك ورد في التقرير أن مكافحة المخدرات تشهد تراجعاً، إذ ازداد إنتاج الأفيون بشكل كبير خلال العام 2007، لكنه قال إن مكافحة المخدرات ستستمر وتتواصل لبعض الوقت.