جاسم الرصيف
من حكايات قرانا التي تجدد نفسها أن إمراة متزوجة ، فقدت الحياء والقيم ، أغوت رجالا ومعهم حماها ، قد إعتذرت لزوجها عن افعالها الشائنة بأنها : ( عندما تنام لاتفرق بين حماها ورجلها !! ) . ويبدو ان غواية الخيانة الوطنية في العراق قد وصلت مثل هذا الحضيض بامتياز .
+ + +
من المعروف ان الإتفاقيات الدولية التي تخص مصير شعوب ، لابد ان تستوفي موافقتها على أذن صريح منها لاختيار مصير طلبته هي ، وليس بناء على طلب عملاء فرضوا بقوة السلاح والأكاذيب عليها .حكومة ( ملاّ فسيفس ) ، لاتريد ( للبوي فريند ) الأمريكي ان يحرمها من دفئه وحنانه ، لذا تهالكت ، وتهاطلت ، على قدمي ( الحبيب ) المشتهى للإسراع باعلان ( زواج متعة طويلة الأمد ) على شرع الأكاذيب ( البوشية ) ال ( 935 ) وملحقاتها من مزيلات القيم والأخلاقيات ، وقبل ان ينال المرشح الديمقراطي رئاسة اميركا فيعلن ( باي باي ! ) لن تتكرر .
حسنا ! .
( ديك تشيني ) ، نائب ( هدية الله ) ــ حسب ( الطالباني ) ــ لتجار الحروب في العراق ، كان قد اطلق النار على محاميه الشخصي في رحلة صيد توهّما منه بأنه ( بطّة ) !! وقد كرر الحماقة فأطلق النيران على ( مجهول العراق ) بالتكافل والتضامن مع ( هوش يار زي باري الكوندي ) ، الذي يقرأ الأوراق مقلوبة ، معلنين انهما اتفقا ، غير مشكورين ، على عقد زواج المتعة من اجل تقرير مصير الشعب العراقي بدون اذنه . وثمة مثل في العراق يقول : ( عصفور كفل زرزور واثنينهم طيّارة ! ) ، اذ لاالكفيل باق ولا المكفول آمن في معسكره ، ولكنهما سيوقعان العقد قبل شهر تموز ( 2008 ) القادم ، والسبب الذي اعلناه اقبح من النتيجة : ( لضمان ديمومة ” الإنجازات ” التي تحققت وعدم تعرضها للخطر ) .
الف مبروك للحبيبين على ( إنجازاتهما ) التي قتلت مليون منا وشرّدت ستة ملايين ! .
ولكن كل مايجري على ارضنا في العراق يشير الاّ ضمانات مع الأسف ، لا لعقد الزواج ولا لمدته ، اذ لاوجود لعراقي واحد نظيف ضمير يرضى بان يتمتع ( الزوج ) المحتل بحقوق مثل :
استدعاء الجيوش الأجنبية التي يشاء متى واين يشاء على الأراضي العراقية ، وقتل واعتقال وتعذيب من شاء منا متى شاء واينما شاء ، والإستمرار في شفط ولفط النفط مع عصابات حصان ( طروادة ) العراقي ، وتوثيق خرائط عوراتنا ( بالسونار ) ، كما يفعل مع إمّعاته في المنطقة الخضراء ، وبقائه مع مرتزقته الأجانب معصوما من مساءلة كل قانون عراقي ، وفضلا عن كل هذا الإستمرار في احتلال القصر الجمهوري : رمز السيادة الوطنية العراقية الذي أجّره ــ كأي وارث متعجرف ــ ( جلال الطالباني ) لمن نصبوه رئيسا فارغا من معناه ومبناه ، وهذه هي اهم بنود عقد الزواج بين العم ( سام ) والمغناجة حكومة ( خام ) و ( طام ) .
+ + +
التسابق مع الزمن بات اكثر من محموم على مقلاتين :
مقلاة المقاومة الوطنية في العراق ، وتزايد الرفض الشعبي للاحتلالين والثلاث ورقات ( كوندية ) ، ونارها ما ان تهدأ حتى تستعر ، من اقصى الجنوب الى اقصى الشمال ، وحتى رحيل آخر جنود الاحتلالين ومعهما ( بيشمركة ) رئيس نفسه ( جلال الطالباني ) وحليفه ( البرزاني ) .
ومقلاة الحزب الديمقراط الأمريكي ، الذي اوجز مرشحه ( اوباما ) ، بعد لقائه بمستشارين امنيين ، سياسة حزبه القادمة اذا فاز بمنصب الرئيس قائلا : ( ارفض ان اتلقى عظات حول الأمن القوم من قبل اشخاص مسؤولين عن اكثر القرارات كارثية في مجال السياسة الخارجية في تأريخ الولايات المتحدة الحديث ) . ولاشك ان لديهم جردة حسابات طويلة لتجار الحروب العراقيين ، الذين ساهموا في توريط اميركا باكاذيبهم لدخول مستنقع العراق ، ولابد ان اعضاء حكومة الإحتلال ( العراقية ) يعرفون الآن مدى هذه الجردة الحسابية التي ستكون في افضل حالاتها خلاصة تشير الى صفعة تقول : مادمت من هذا البلد فواجهوا شعبه ونحن راحلون !! . وهذا مالا تتحمله ولاتطيقه قطعا إمّعات ( بوش ) .
( آن الأوان لقلب الصفحة .. إنهاء الحرب في العراق ) ، هكذا يقول ( اوباما ) نقلا عن ( 80% ) من الشعب الأمريكي ، ومعناها في العراق : آن على المرأة المغناج ان تكف عن خياناتها وسفاهة وتفاهة اخلاقها وتعرف ( جيدا ) من هو زوجها ومن هو عشيقها المؤقت . وهذا ماذهب ( هوش يار زي باري الكوندي ) من اجله ليعرف كيف سيكون شكل ( الصفحة التالية ) التي يريدها الحزب الديمقراطي الأمريكي ، ولكنه كأي ( كوندي ) لم يجد غير الأحمق منه ( ديك تشيني ) !! .
الإنسحاب الأمريكي من العراق حاصل تحت كل الأحوال والظروف ، سواء جاء انسحابا فوريا او انسحابا بالتقسيط المريح او غير المريح وفقا ( للشكل المسؤول ) الذي عناه ( اوباما ) نقلا عن خبرائه الأمنيين في ان ( الإنسحاب اخطر من الهجوم ) ، وان ( عظات المسؤولين عن اكثر القرارات كارثية ) لأميركا ، مع العقود التي سيبرمونها في العراق ، ستذهب مع ( الصفحة المقلوبة ) ، او بموجز القول ان اوهام الفرح بعقد زواج المتعة بين ( هوش يار زي باري الكوندي ) و( ديك تشيني ) يشبه اطلاق النار على محام مجهول يشتبه بأنه .. بطّة !! .
حصان ( طروادة العراقي ) يلملم ماتبقى من علفه ، ويلقي النظرات الأخيرة على اسطبلات المراعي الخضراء التي ستخلو آجلا ام عاجلا من روائح العم ( سام ) ، ولن تبقى فيه غير عمّات الجد الأيراني ( خام ) وابن الأخت العزيزة( الكوندي طام ) ، وكلاهما لايطيقان الصمود في مقلاة المواطنة العراقية التي تفيد شارات نيرانها بنصيحة وانذار أخير :
المنفى والمحاكم الوطنية امامكم ، والشعب العراقي العراقي وراءكم ، وليس لكم والله غير الهزيمة .