((مابين السطور))
الوحدة الوطنية هي قلاعنا, والأمتين العربية والإسلامية هي حصوننا, وخطر استحكم وتغلغل,مابين القلاع والحصون هو الصهيوني عدونا, ليسجل التاريخ تردي حالنا, وتشتت جمعنا,ليصبح مصير قضيتنا وامتنا كريشة في مهب الريح,ليس فقط بفعل السموم الصهيونية وأحلافها العالمية, وإنما بسبب خلافاتنا وما اقترفته أيدينا, فقد سقطت ركيزة الركائز, العمود الفقري لجسد الصمود الوطني,صمام أماننا الوحدة الوطنية, ذلك الصمام الذي صمد رغم سقوط الحصون العربية والإسلامية منذ زمن والتنحي تحت اسم استراحة المقاتل القومي والإسلامي,تارة بدواعي البرجماتية اللعينة وموازين القوى, وتارة تتساقط بها أوراق التوت عن العورات السياسية, ليصبح الصراع مع الأعداء سياسيا لا دينيا, فكان ذلك الصمام”الوحدة الوطنية الفلسطينية” قلاع الأمة, وركيزة الحصون, فسقطت القلاع بعدما اخترقت الحصون, وانقض العدو إلى أعماق أعماقنا الوطنية والعربية والإسلامية, فنجدهم من بعد عداء هم الحلفاء والأصدقاء, لنصبح من بعد محبة وإخاء, فرقاء دستورنا الحقد والبغضاء, نعوذ بالله من غضب الله, إن أعداء الأمس وقتلة الأنبياء, وأساس كل فتنة في هذا العالم واصل أصل البلاء, اخترقوا الحصون, فنجدهم يقيمون محافلهم ومؤتمراتهم, وممثلياتهم الدبلوماسية وسفاراتهم, من النيل إلى الفرات, ونحن وامتنا في تناحر ومشاحنة وسبات,تبدل الحق باطلا, والمقاومة إرهاب, والشهادة انتحار, وأصبحت مصيبتنا في ديننا, والدنيا مبلغ همنا, ومازلنا في رحلة التيه نستمرء الضياع, كل له بوصلته وأهدافه إنها كارثة الشتات الرخيص, فاحزني يا امتنا العربية والإسلامية, وارفلي ثوب السواد والحداد, أصبح العدو صديق والشقيق أصل العداء, إننا في زمن العزاء الشامل, والانحطاط الوطني القومي الكامل, لقد دسنا بفئويتنا وحزبيتنا وقصر نضرتنا وعفن مصالحنا, وصايا ودماء الشهداء, وكل في عاصفة الجنون الوطني يغني على ليلاه, انه لعجب العجاب أن نزور الوعي ونلون الثوابت, لنسوق المبررات والمسوغات, نحلل حراما ونحرم حلالا, ونصبغه بصبغات أيدلوجية دينية وسياسية أحيانا, إن امتنا أصبحت أشبه بالمسحور المتمتم بطلاسم صهيونية شيطانية نقول عنها الحق في دنيا الباطل, وتستفزنا الصحوة والنهضة من الانهزام,لنطلق عليها شعارات الباطل وهي يقين وعين الحق, نعوذ بالله من غضب الله.
أخيرا بعد اختراق الحصون القومية والإسلامية, وبعد أن كانت قلاعنا الوطنية, حامية الحمى لسد ثغرات الاختراق, ورفد الأمة المهزومة بأنظمتها, الانهزامية بهمتها, سقطت القلاع الوطنية, فتفرق الجمع ليلهث خلف قوارب النجاة حتى وان كانت قوارب صهيونية وهي بعينها الهلاك, ستلقي بنا في عرض البحر الهائج, فنكون كمن يستجير من الرمضاء بالنار, أحقا لا نعقل ولا نتفكر؟؟ أحقا أننا نجهل تاريخنا الإسلامي والعربي؟؟ هل وهنت الهمم؟؟؟؟ هل خارت العزائم؟؟ هل سلمنا بمصير الانسحاق ضعفاء وهناء أذلاء تحت سوط الجلاد؟؟؟ ماهذا عهدنا!! ولا هذا طبعنا!! كيف بالله أصبح هذا حالنا!! ونفرط في قلاعنا حاضنة مصيرنا!! متى نفيق من غفلتنا؟؟ متى نتقي الله في دمائنا وقلاعنا, فمسئوليتنا نحن أهل الرباط أشراف الخنادق المتقدمة,أن نرمم تلك الحصون, وان لا نعطي ظهورنا للغادر النازي كما وصفه دستورنا وتاريخنا, ونسلط فوهات بنادقنا صوب صدور فلذات أكبادنا, نعوذ بالله من غضب الله,, القلاع القلاع, القلاع القلاع, القلاع القلاع, الحصون الحصون, الحصون الحصون, الحصون الحصون, الأعداء الأعداء,الأعداء الأعداء, الأعداء الأعداء.
وسط طوفان الانهيار, وتصدع القلاع والحصون, وسقوط الكثير منها, تتداعى الأكلة على قصعتها, إن هذه المناخات الوطنية القومية الإسلامية التائهة, ينبعث منها روائح الوهن الدموي الذي يستجلب كل وحوش الإجرام, ليأخذ كل منها نصيبه من نهش لحومنا , وما تبقى تجرجره الجوارح المأجورة المتساقطة من بين ظهرانينا وطنيا وقوميا وإسلاميا, تفتح أبواب الترحاب للمجرمين الأعداء على مصارعيها, فقد امتطوا أجزاء من القلاع المنهارة ليقدموها مسوغا لمزيد من اختراق الحصون, ألا يوجد بيننا عقلاء وحكماء ليتفكروا ويعقلون؟؟ فبفعل سقوط قلاعنا واختراق الحصون, أصبحت الأنظمة خلف الحصون وسطاء للعدو وحلفاء, وأصبحت همومهم باسم استراتيجيات السلام وتسريح الجيوش السهر على امن بني صهيون, فهل نتبع ملتهم السياسية دون أن نستعيد حقوقنا الوطنية؟؟ هل نختلف وطنيا ونتفق صهيونيا ومازال أقصانا يستغيث وثوابتنا تنتهك, وشعبنا في ذروة الحصار النازي, يامغيث يامغيث.
وفي المحصلة في زمن اللاغرابة والانهيار والسقوط, تلك الأصوات الصهيونية بل اليهودية, التي انبعثت روائحها النتنة لتتطاول على الناموس السياسي, وتستخف بالعقل والوعي العربي والإسلامي, وتسفيه التاريخ وتزور وتقلب المعايير كما هي مقلوبة في مناخ سقوط القلاع واختراق الحصون, لتنادي مجموعة يهودية دون حياء من الضعفاء, وانطلاقا من فقه يهودي وصهيوني مخادع وخبيث, ليخلطوا الحق بالباطل, ويشبهوا الهجرة الطوعية بالتهجير الإجرامي, ويطلقون شعار التعويض ليهود الدول العربية عن أملاكهم التي تركوها في الدول العربية التي هجرتهم منها الوكالة الصهيونية بارتكاب أبشع الجرائم والفضائع الدموية, لينسبوها إلى دول عربية هي ليست أوطانهم الأصلية, بل كانت حاضنة لهم دينية وسياسية رحيمة, من اضطهاد أوروبي لحق بهم نتيجة نواياهم اليهودية الصهيونية التآمرية, وربما لم تنطلق هذه الأصوات من فراغ, بل ربما لأنهم يعتقدون أن نتائج التسوية السلمية قد تختزل حق العودة الفلسطيني, في مجرد تعويضات مادية, فتصبح في الفقه الصهيوني الأعور الدجال , تلك التعويضات الوهمية العبثية هي استحقاقات “بالمقاصة السياسية” على الدول العربية لاغرابة!!! وليتهم أكملوا الشعار”بحق العودة والتعويضات” ليعودوا هؤلاء المرتزقة كل إلى مسقط رأسه ووطنه في اسقاع العالم وأرجاء المعمورة, بل انتهجوا بندائهم واستخفافهم مزيدا من التعهير الأيدلوجي السياسي, ليقولوا في الشق الثاني للمعادلة”حق العودة” إن الكيان الإسرائيلي استوعبنا نحن يهود الدول العربية, وعلى الدول العربية أن تستوعب الفلسطينيون, هل بعد هذا الاستخفاف والتجرؤ وقاحة؟ لكن لاغرابة في هذا التداعي على القصعة المكشوفة المتداعية في زمن سقوط القلاع واختراق الحصون, وهذا الشعار لم يأتي من فراغ, بل هو عنوان المرحلة السابقة والقادمة” مصرنة القطاع واردنة الضفة الغربية” حلم ووهم يريدونه حقيقة, كما أصبحت القلاع كومة وطنية منهارة علم بعد حلم صهيوني على وقع الانقسام الوطني الإجرامي, بعد انهيار الحصون العربية والإسلامية ليستقر اليهود بإعلامهم ورؤوس أموالهم وساستهم وسياحتهم وسط تلك الحصون المحيطة النائية منها والقريبة, انه قمة الاستفزاز الصهيوني اليهودي, والسؤال هنا في عصر اللامبالاة, وفي مناخ سقوط القلاع واختراق الحصون, هل مازال بيننا من يستفزه الاستخفاف الصهيوني, أم نتجاوز ذلك الخطر لنقول هرطقات يهودية صهيونية لاتستحق الاهتمام, لتصبح بعد زمن ورم سرطاني ونتوءات بركانية تتفجر لتحدث مزيدا من انهيار المنهار التاريخي والسياسي بعد حين, فبعد حال سقوط القلاع والانقسام الوطني الخطير, فإنهم ينشغلون حاليا وسط مناخات السقوط, بمحاولة إسقاط قلاع أخرى وحصون أكثر إستراتيجية, إنهم يخططون ليل نهار باسم الزلازل الطبيعية أو ربما الصناعية لانهيار المسجد الأقصى, ونحن وامتنا العربية والإسلامية نندب حالنا أو ربما البعض فرح بما حققه من غنائم عفنة في زمن السقوط والانهيار, ويعتقد أن النجاة في عهد اليهود أو الصهاينة, في حين أن النجاة الحقيقية في النهضة والاستنفار لإعادة رفع القلاع وتشييد الحصون, واليوم يقدم الصهاينة على وضع اللمسات الأخيرة واهمين أو متأملين استثمار حال سقوط القلاع واختراق الحصون, في محاولة جادة إلى انتزاع اعتراف عربي وإسلامي بيهودية الدولة الصهيونية المسخ, في اكبر وأحقر مؤامرة, لتتخطيط الجاد بالتخلص من الشوكة في حلق حلمهم اليهودي, التخلص من مليون وثلاثمائة ألف عربي أو ما يطلق عليهم “عرب 48″ أو داخل الخط الأخضر ,,, حدث لاحرج ونحن في الحقيقة امتداد لهم”عرب 67″ وهم امتداد لنا, ومطلوب منهم حسب التصريح الأخير للمعتوهة وزيرة خارجية الكيان الإسرائيلي” تسيفي ليفني” أن يذبحوا أنفسهم بأيديهم وينتحروا, بان حقوقهم مرهونة باعترافهم أن الكيان الذي يعيشون به وهو في الأصل وطنهم, أن يعترفوا بأنه دولة يهودية, لاغرابة في زمن سقوط القلاع واختراق الحصون.
وفي النهاية التي يتمنى كل مخلص وغيور وشريف ان تكون بداية صحوة ونهضة ويقظة, أقول هل نستمر بالفرجة الرخيصة على انهيار وسقوط ما تبقى من قلاعنا الوطنية, وهل نرتضي لأنفسنا ألا يكون بأيدينا زمام استنهاض وقيام الحصون العربية والإسلامية, أم نبقى نندب حضنا وسوء حالنا, ونتراشق بالإعلام الأسود ليسوق كل منا باطله انه حق وحق غيره باطلا, ويكون في ذلك أرضية خصبة لكي يزيد الصهاينة هجمتهم في إسقاط ماتبقى من قلاعنا, وانتهاك ما تبقى من حصون امتنا باسم انقسامنا وضياع مصيرنا, ماذا ننتظر؟؟ هل ننتظر مزيدا من التخطيط الصهيوني الذي لايحتاج إلى توضيح, بأنهم يخططون حاليا باسم التسوية والتهدئة إلى مواجهة من نوع آخر تحرق الأخضر واليابس وهم يتباركون بنخب نجاح مخططاتهم الصهيونية الشيطانية؟؟؟ هل نفيق؟ هل نستفيق؟