وليد رباح
القرش ضمنا ما تشتري به بعض طعام ان كان للقرش في هذه الايام قيمة
وليد رباح
القرش ضمنا ما تشتري به بعض طعام ان كان للقرش في هذه الايام قيمة .. اما الكرش فهو ما يندفع كالتلة من وسطك تتدلى منه ربطة العنق كأنما هي سلم تتسلق منه الى الرقبة مع ما يصادفك في الطريق من عقبات ونتؤات ربما اوقعتك فكسرت او صدمت .. وفيما نكتب اليوم مفاضلة او مزاوجة او مفارقة بين ما يقوم به الفقراء والاغنياء من العرب في امريكا لدعم الوطن ايا كانت مسميات هذا الوطن .. مصر او سوريا او الاردن او لبنان أو فلسطين او حتى جزر القمر .. كله وطن غلب عليه الجوع في وقت تعج ارضه بالخير العميم ولا يستفيد من ذلك الخير سوى ثلة من اللصوص الذين انتفخت كروشهم وبرزت مثلما تبرز البثور على الوجه الحسن .
بدءا لا قرش في امريكا وانما هو سنت ومفرداته .. ونهاية دعنا نأخذ فلسطين مثلا ثم نأتي على شرح البقية في مقبل الايام..
فلسطين وما ادراك ما فلسطين ..المعتقلون والدماء والجوع والامراض القادمة والرعاية الصحية والمحروقات والمواصلات والحواجز والموت والولاده.. ماالذي فعلناه لهم ؟؟ وما الذي فعلنا بهم ..
ولا بد في هذا الامر من ان نعرج سريعا على عربدة المعدة التي نملؤها في كل حين بطيبات الطعام .. ولا بد ان ندور سريعا على الالاف المؤلفة والملايين من الدولارات التي يكتنزها البعض حبا بالكنز ولكنهم يربأون بانفسهم من ان يرسلوا بعضا منها لاولئك الذين يحاربون ويقاتلون دفاعا عن الامة بكاملها .. وفي الوقت نفسه نمر مر الكرام على الفقراء من العرب ممن يعيشون في امريكا ولايجدون طعامهم الا بشق النفس ..
فاذا ما اخذنا شريحة فلسطين وحدها رأينا ان اكبر تجمع من المليونيرات من ذلك البلد المنكوب يعيشون في امريكا مرفهين الى ابعد حدود الرفاهية .. ولكن مساهماتهم تكاد تكون معدومة الا من رحم ربي .. وقد يعود بي الامر الى البعض ممن يشاركون في ارسال بعض طعام او معدات الى الوطن الفلسطيني المنتهك كيما يعيش الناس في ادنى حدود الحياه .. مجموعة من الاطباء مثلا يرسلون معدات طبية او جراحية او يبنون مستشفى هنا وعيادة هناك .. ورغم دخلهم الكبير الا ان الضريبة تأكله .. وما تلك الضريبة التي تؤكل الا انها بعض ما ترسله امريكا لاسرائيل كي تتخم ويزداد وزنها ويزداد سلاحها وجورها وعسفها وجرائمها .. ولكنهم ( اي الاطباء ) لا يتورعون عن ارسال مايمكن ارساله لاهلهم.. اما الاخرون ممن يكتنزون الملايين فلا نسمع لهم صوتا ولانرى لهم وجها .. اللهم الا كروشهم التي تنفرد على رحبها في الشوارع والسيارات الفارهة ظنا انهم يعيشون وليمت غيرهم كمدا وغيظا ..
وفي المقابل بعض جموع من الفقراء الذين يجدون قوتهم بعد عرق وعري وجوع .. هم الذين يشعرون بما يشعر به اهلهم في فلسطين .. فلا يتورعون ان يطبقوا السنت فوق الاخر والدولار اثر صاحبه ثم يرسلونه في آخر الشهر الى عوائلهم او اقاربهم او اخوتهم علهم يعيشون مجرد العيش بعيدا عن الاحلام الورديه .. وانك لتجد ان الدعم الذي يرسل الى فلسطين جله من اولئك الفقراء .. اما الاغنياء .. فهم الذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله( فيبشرهم) بعذاب اليم .. يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لانفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون ..
اعداؤنا ممن نسميهم كذلك وهم في الحقيقة اصدقاء لانظمة الحكم الدكتاتورية في العالم العربي .. يخصصون في امريكا جزءا من رواتبهم ودخولهم لكي يدعموا القتل والخراب .. وفي ليلة او حفلة قد يجمعون من النقود ما يكفي لشراء عدة طائرات ومقذوفات تودي باطفالنا هناك الى الفناء .. اما نحن.. فحفلاتنا وليالينا صخبا ورقصا وغناء وطربا وسكرا وعربدة .. فان ارسلنا بعض ما يجب ارساله فبمنة وفشخرة وعجرفة .. ثم من بعد ذلك نجلس الى موائدنا في المساء ولا نتورع عن النقد والتجريح واتهام البعض بالسرقة واللصوصية والعمالة والخيانة وما الى ذلك مما يجرح القلب ويدمي الروح ويجعلنا مضغة الافواه .
أغنياء فلسطين في امريكا ثلة ممن ارتضوا لانفسهم ان ينكأوا جراح الاهل في فلسطين .. وهم كثر .. اما فقراء فلسطين الذين يجدون العنت في الحفاظ على امعائهم غير جائعة .. فهم الذين يؤدون واجبهم بالقدرالذي يستطيعون فيه لدعم اهاليهم واصحابهم واصدقائهم هناك ..
بعد كل ذلك .. نلوم العرب لانهم لا يدعمون فلسطين ماليا.. الاولى ان يدعم الفلسطينيون اهلهم .. فلو ان كل غني في امريكا من الفلسطينيين قدم دولارا واحدا في اليوم الواحد .. لرأيت حال فلسطين غير هذا الحال .. ولرأيت الناس هناك يأكلون .. انهاالمأساة .. فهل يستفيق اولئك ؟