تصدر العديد من المواقع العراقية الاثنين المصادف (23-6-2008) خبراً مفاده أن وفداً عراقياً عاد الى بغداد برئاسة وزير السياحة والآثار محمد عباس العريبي بصحبة الآثار العراقية التي أحتفظت بها الأردن.
ويؤكد الخبر ان الآثار العراقية التي هربت عبر المنفذ الحدودي مع الأردن تم ضبطها مع مهربين في (22) عملية تهريب وان عدد الآثار بلغ ( 2466) قطعة أثرية وهو أكبر عدد يعود الى المتحف العراقي في وجبة واحدة منذ سقوط النظام المباد
وينتهي الخبر بـتأكيد من قبل رئيسة الهيئة العامة للآثار و التراث والتي قالت أن خبراء ايطاليين قاموا بأرشفة وتوثيق الآثار العراقية الموجودة في عمان وعرضوا النتائج على الجهات العراقية.
ولا أحد يشك طبعاً في أهمية هذه الآثار العراقية وضرورة عودتها الى العراق لكونها تمثل رمزاً حضارياً وكنزاً ثقافياً لها دلالة تاريخية تصور لنا أمجادنا الحضارية الغائصة في أغوار التاريخ البعيد الذي نتغنى به في الكثير من الأحايين حينما تعصف بنا رياح الحاضر بشدة وتضغط علينا بقسوة .
كما لا احد يشك أيضاً في الدور الإيجابي للأردن الشقيقة في هذا المجال وهي تساعد العراق وحكومته على استرجاع هذه الآثار التي طالتها أيادي السرّاق الذين ….
تقاسموا ميراثنا ..
وتقاسموا أوطاننا..
وتقاسموا أجسادنا..
ولم يتركوا شبرا لنا .. كما قال احد الشعراء ..
نعم نقول شكرا للأردن على هذا ولكن ….
وما أكثر ( لكن )ات…. وآهات…. ومنغصات الزمن العربي الهزيل …الذي مازال يعتاش على أوهام الانتصارات الكاذبة ويعيش في هوامات الأصنام السياسية المزيفة التي صنعها وشكلها بيديه .
لكن ….
لماذا تقوم الأردن بإرجاع هذه الآثار الى الحكومة العراقية ولا تفعل الشيء نفسه وتقوم بإرجاع الكرامة العراقية التي يهدرها بعض موظفي مطار الملكة عالية ؟
وكيف تحترم دولة ما تراث شعب ما ولا تحترم الشعب نفسه الذي صنع أجداده هذه الحضارة ؟
ثم مالفائدة من قيام الأردن باحترام تراثنا وتقدير تاريخنا وتثمن كنوزنا وهي في الوقت نفسه لا تحترم ولا تقدر ولا تثمن كرامة الإنسان العراقي ؟
أيهما أهم برأيكم سادتي القراء …. قطعة أثرية تعود لعهود حضارة بابل أم كرامة مواطن او مواطنة عراقية مسافرة يقوم موظف أردني بالتعامل معه او معها بشكل مُهين ومُستفز ؟
سأكون موضوعياً وأقول بان البعض من العراقيين قد اساء في الأردن وقدم صورة مشوهة عن العراقيين عبر قيامهم ببعض الأعمال المشبوهة فضلاً عن عمليات الأحتيال والخداع الأخرى …ولكن أن كان الأمر كذلك … ماهو ماذنب الغير من العراقيين المحترمين الذين يُهانون في مطارات الأردن ؟ والذين لاينتمون الى الفئات العراقية البسيطة فقط بل يشمل بعض المسؤولين العراقيين كأعضاء البرلمان كما حدث اخيراً مع نائبة في البرلمان العراقي .
لهذا أقول للاخوة في الأردن …أعيدوا الكرامة للشعب العراقي الذي يمر في مطاراتكم بدلا من هذه الاثار , فالقيمة الحقيقية لانسان ما هي كرامته التي يحملها داخل جنباته …وليس شيء أخر …مع ايماني بحقيقة عالمية مفادها أن الكرامة شأنها شأن الحرية ..لاتمنح للاخرين كهبة , وانما تُنتزع انتزاعاً من الطرف الأخر …
مهند حبيب السماوي