هي الأمور تمشي هكذا فلاتتعجب أيها السائل المحترم ،للإستفزازات المتتالية ،خاصة إذا مازال فيك عرق ينبض .
هو فنّ جديد نستعمله من خلال هذا الفتح الإعلامي فلعلّ الله أن يحدث به أمرًا ومن يدري؟
لقد قال عزّ وجل في كتابه “سنستدرجهم من حيث لايعلمون” فهاهي الحدود التي صنعوها تذوب ،إعملْ وأسكت لاتوقظهم.
كانت مقولة الإمام الزّاهد عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه “حصّن مدينتك بالعدل” لها وقع حتى عند من خالفوه ،فعملوا بها ولم يقولوها
لكن المؤسف أن أتباعه ومحبوه قالوها ولم يعملوا بها فهم من اللذين يقولون مالا يفعلون .
إن الظالم مهما بلغت قوته وجبروته، فلن يستطيع أن يصل ويعيش الأمان ،لقد أرانا الله ذلك في الكثير من قصص القرآن ،وماقصّة فرعون ذي الأوتاد الذي طغى في البلاد وأكثر فيها الفساد إلا عظة وعبرة لمن أراد أن يتعظ ويعتبر.
ها أنت ترى الفراعنة الصّغارأو من ذريته بعباءات مختلفة ، لايحسّون بالطمأنينة أبداً حتى ولو كانوا في بروج مشيدة ،فاقت بروج فرعون ،فتراهم يُحصّنون مدنهم وقراهم بالمخابرات والشياتين والمرتزقة مثلما كان جند فرعون أو يزيد، وأصحاب المهمات القذرة يخرجون ويعودون علينا كل يوم ،بدلا من التغيير والعدل والإنصاف الذي ينتظره المواطن الغلبان وينادي به ،ففي كل حي مخابرون تتعدى رتبهم ومسؤولياتهم حسب إنتناجهم الشيطاني
لقد غزوا المساجد وأصبحوا وعّاظاً ، فرقوا بين المرء وزوجه ،ووصلوا حتى إلى الحمّامات لاستدراج الشريفات ،يستعملون وسائل دنيئة للإبتزاز من أجل الإيقاع بمعارضيهم قصد تشوييههم وتخويفهم ،وإسكاتهم إذا إقتضى الأمر بالرصاص.
كلما إرتفع سلّمهم في الترقية وتضاعفت أجرتهم زادوا تقربا إلى فرعون والنمرود وهامان ،ومع ذلك هاهم يتساقطون واحدا تلو الآخر من دون غرق كما حدث لفرعون ربهم الأعلى بل من خلال الأمراض المستعصية
وهاهو الأمن الذي يبحثون عنه يتحول إلى بعبع يطاردهم بسبب الدماء التي أسالوها والأموال التي نهبوها،فلن تستطيع أن تحصي جنرالا أو حاكما لاتوجد في عائلته عاهة فقد ابتلاهم الله بالمال السّحت وأطال أعمارهم ،حتى ظنوا أنهم هم الآلهة، أخذهم أخذ عزيز مقتدر ،فمنهم من إبتلي في شرفه إن كان له شرف وأدين كما كان يدين ومنهم من نزع الله سلطانه وأصبح متسولا ومنهم من أصبح سجينا لايخرج إلاّ إذا غير هيئته أو تخفى بزي إمرأة ومنهم…………الخ .
منهم من قيل لنا أنه مات سكتة قلبية ،فمن قال لك أنه إنتحر؟ ومنهم من أصبح كالطفل يمشي بالحفاظات على سرير أو كرسي متحرك ويأكل بالأنابيب ومنهم ومنهم ………الخ
ومع ذلك يتوارث من بعدهم ممّن يسمون بالحكاّم والمسئولين هذه التقاليد ويزعمون أنهم يستطيعون حفظ الأمن بالمخابرات وقد ظهر فشلهم على كل الأصعدة فلا أمن حققوه، ولا نمو ولاعدالة أوصلوا الشعب إليها ،بل همّهم هو المال والسلطان
الذي أعمى بصيرتهم وجعلهم يرون البحر صحراء والسماء أرضا.