هل العرب يثبتون إخلاصهم …أم لديهم فقط دموع التماسيح
مروراً بجامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي وجميع التشكيلات الاقتصادية والتجمعات والاتحادات والنقابات أن تثبت حسن نيتها اتجاه العراق وشعبه بعد كثرة النداءات ونزف دموع التماسيح عند دخول القوات الأمريكية في التاسع من نيسان عام 2003 ولحد الآن.
بعد أن أصاب العراق والعراقيين بمختلف أطيافهم الويلات من حكمٍ دكتاتوري جائرـ ولم ينجي من ظلم النظام لا العرب أنفسهم ولا بعض دول الجوار…إلا أصحاب (كبونات) النفط والرشوة لشراء بعض الضمائر على حساب معاناة العراقيين…فما أكثرهم.
اليوم، وبعد تجربة مريرة من أعوام كان الذبح والتهجير وإرسال البغال المفخخة واستباحت أرواح ودماء العراقيين الأبرياء فقط من أجل عرقلة العملية السياسية، وذهب كل محاولاتهم هباءً منثورا. عليهم مراجعة أنفسهم، وركوب قطار العراق الديمقراطي الفيدرالي وكسب العبر من أسلوب حكمٍ جديد في تاريخ المنطقة.
أن أصحاب رؤوس الأموال العربية تعي جيداً أن العراق في حالة استقرار وهذا يؤدي للتطور في جميع المجالات وعليهم التسابق لوضع أسس نمو إمكانياتهم في أرض العطاء والخير أرض الرافدين…قبل أن تدخل الشركات الأوروبية والآسيوية وتستحوذ على أكثر عقود الأعمار.
لقد أثبتت الحكومة العراقية بأنها قادرة للنهوض بالعملية السياسية وتثبيت قواعد المصالحة الوطنية وأنقذت العراق من حرب طائفية قد راهن عليها أطراف عديدة، واليوم وبعد اجتياز المحن والصعاب سوف تتوجه الحكومة وجميع القوى السياسية المخلصة لعملية البناء الاستراتيجي…وهذا يعني على أساس حساب الأرقام أنها سوف تتعدى الأرقام الفلكية من الدولارات…وعلى أساس حساب الزمن فسوف يمضي البناء والتطور لسنين طويلة ومراحل عديدة…هل لديكم القدرة للمغامرة في الانتظار وترك قطار أعمار العراق يسير دون ركوبه.
الكل يعلم أن النظام البائد قد ترك العراق حطام طيلة عملية الخراب المبرمج والمقصود …وقد أثر الحصار الاقتصادي المفروض…والحروب الداخلية والخارجية…فخلق شعباً مستهلكاً غير منتج…واليوم للشعب الجولة ليس في بناء المادي بل أيضاً في بناء شخصيته التي سلبت بسبب جميع الكوارث. والعراق يتقدم بهدوء نحو ثورة إصلاحية وعمرانية وصناعية وزراعية وثقافية لم تشهد مثيلتها المنطقة…فقط لتتذكر بعض العقول الاقتصادية العربية وضع دول الخليج أين كانت وأين أصبحت…ومن أستثمر ومن كان صاحب الفائدة الكبيرة…
أيتها العقول الاقتصادية والاستثمارية هل تتركون ثروات العراق تذهب للشرق والغرب وأنتم في غفلةٍ منها…هل سوف تتباكون بعد أن تذهب جميع العقود للآخرين وأنتم في سبات.
عليكم الضغط على حكوماتكم التي لا تحمل في طي أفكارها إلا الحقد على العملية السياسية العراقية أن تتحرك لفتح سفاراتها، ولكي يتسنى لكم البدء في الحصول على جزء من الكعكة العراقية…إذا كانت جامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي حريصين على العراق وشعبه فليكونوا أو المبادرين…فلقد مد السيد رئيس الوزراء نوري المالكي يده الكريمة للتعاون…فلا تردوها فتبقوا نادمين…. فقد أعلن من قبل الربيع السياسي العراقي, وأعلن الآن السيد رئيس الجمهورية العراقية مام جلال الربيع الإقليمي…هل أنتم زهور هذا الربيع أو أشواكه.
المخلص
عباس النوري
2008-06-24