م. زياد صيدم
أطناب الحزن .
خرج مع أهل بلدته محتفلا و راقصا عندما سمعوا أنباء اتفاق زعامات المدن والقرى و المخيمات .. صدق الجميع المذياع فقد تأكدوا منه عبر مشاهدتهم للتلفاز حيث رأوا رجال ترفع أياديهم إلى السماء متشابكة .. رجع منتصف الليل وفي نشرة الأخبار المفصلة والأخيرة يتفحص شيئا ما ؟.. دقق وتمعن .. وجدهم خليط من جلابيب قصيرة وربطات عنق ووجوه لا تبشر بخير.. خلد إلى النوم وفى رأسه سؤال حائر ؟.
في صباح يوم حزين، أيقظوه على عجالة .. ليجد إجابة لتساؤله مكتوبا على الجدران و الأرصفة باللون الأحمر الذي ما يزال ساخنا !!.
***
اجمع أهل البلدة بمختارها وغفيرها على القبض على ذاك اللص، الذي يسرق من الناس فرحتهم.. كلفوا لهذا الأمر كثير من رجال .. و نساء ترقب من خلف الجدران .. مر وقت ليس بالقليل دون نتيجة تذكر..؟ احتشدت الناس أمام ديوان المختار فعقد اجتماع عاجل لكبار البلدة .. مرت ساعات وساعات وما يزالون مجتمعين .. تعلو وتنخفض أصواتهم وتهمد أحيانا.. وما يزال الناس في الخارج ينتظرون النتائج ..! رفع حكيم البلدة صوته ليهدئ من روع الناس ، ويذكرهم بأننا في العهد البيزنطي !!.
***
عبر الأثير أطلق المختار مبادرته .. كانت مطلبا من الفريق الآخر .. استبشر الناس خيرا وعلى استحياء أرادوا أن يبتسموا في شوارعهم الحزينة.. وقف رجل من بينهم يقول: لا تتعجلوا فرحتكم فهنا قد ماتت البسمة منذ عام ودُفنت في مقبرة ما ! .. رشح كبار البلدة مجموعة شباب أذكياء للبحث عنها ؟؟ بعد ساعات فقط كانوا عند مختار البلدة ومعهم تقريرهم في نصف ورقة ملخصه يقول وجدنا اسم المقبرة التى دُفنت فيها البسمة على شفاه الناس .. فساد الصمت ليكمل قارئ التقرير وجدنا اسمها: مقبرة العبث . فطأطئوا خائبين .. ومن بينهم خرج صوت حكيم البلدة يتلو آيات من الذكر الحكيم ، ويعيد حديث رسولنا الكريم (…) ثم من بين الحشد اختفى ، وما يزال مختفيا حتى اليوم !!.
في ذكرى : 14/6
إلى اللقاء..