خيري حمدان
في فضاء روحك
نجمي يسطع وحيداً
مدّي يدك .. شقّي الهواء
دعيني ألامس أطراف أصابعك
دفء عينيك أهزوجة، قفزة فوق قبلتك
المستحيلة
أستجدي ربيعك، لا تغضِّ الطرف عن خريفي
والعناكب تنسج بيوت العرس شرقياً، واهناً، حالماً وأسمر
في فضاء روحك
يسقط نجمي وحيداً
مدّي جناحيك علّني أطير
أرتفع فوق الكابوس، لا مشانق بعد
اليوم
دعيني أسير مخدعك، أعشق رحيق العشق في صدرك
وأمضي طالباً بعض الرحمة، أتذكرين تقاسيم الناي عند أصل النبع؟
لم تعد النساء تغنّي .. غاب الصوت في الحناجر قتيلاً .. ما زال يبحث عن
مرآة ومشط ومحبس وفرشاة وحزام وزنار وحنّاء أحمر قاني والنعناع يفرقع غاضباً
في الإبريق.
فضاء روحك أغنية سكبتها في جذوري
لعلّ أوراقي تخضوضر في صحراء نرجسيّة قاحلة
كلّما شارفت على نهاية التاريخ عدت نحو البدايات رضيعاً
هل تعتبرين هذا حالة من الخيانة، أم أنّ العشق أصبح مهانة .. مهانة؟
انكسر قلمي فوق أوراقك وما زلت تحدّقين من خلف أبوابي، هذا عالمي يبدو غبيّاً
متشقّقاً، مسحوراً، محروقاً، والضباب يملأ جنبات الحلم، كلّ عامٍ وأنت جميلة ورقيقة
هذا غيابي
رهن حضورك مشروطاً
وانا أركض ما بين الهمسة والصرخة
أصمت وسط هذا الصراخ والدويّ يأتي من كلّ مكان
في المقهى والنرجيلة تقرقع والسجائر تطفئ بؤبؤ العين الدامع
وانا وأنت .. وانا وأنت، ألف كلّ عامٍ، وأنا وأنت .. وأنا وأنت، ألف كلّ عام وعام