متى يستوعب الرئيس جورج بوش ,أن تصرفاته الشائنة إنما هو مؤشر على أن بلاده باتت على حافة الإفلاس؟
وإفلاسها ليس إفلاس مال, وإنما إفلاسها بقيم الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان, وقواعد السلوك والأخلاق.
فالرئيس جورج بوش الذي أستمر لسبع سنين يخاطب ويحاور الشعوب بلغة التهديد والوعيد والنار والسلاح. ويعرض عليهم خبراته ومهارته وهوايته الكبرى في فنون الإرهاب والإجرام والغزو العدوان وطرق التعذيب. إذا به قبل شهور من انتهاء ولايته يبدي إنزعاجه من إساءة فهم العالم له وبلاده من خلال تصرفاته وسياسته, ولكون العالم سيذكره على أنه رجل متعطش للحروب والدماء. ولو كان صادقا فيما يقول, لكان لزاما عليه ,أن يبدي الحزن والأسى والندم على ما أتخذه من قرارات . أو على ما شن من حروب, أدت إلى زهق أرواح وتشريد الملايين من العراقيين والأفغان, وزهق أرواح أكثر من 4000 جندي أمريكي في العراق, وحوالي ما يقارب الألف جندي من جنود قوات الدول المتحالفة معه في غزوه لأفغانستان. ناهيك عما جرته حروبه من حالات يتم وترميل وعاهات وأمراض نفسية وجسمية على الكثير من الرجال والنساء والأطفال. والتي طالت الملايين من العراقيين والأفغان والأمريكيين وغيرهم من باقي الشعوب, ويسارع ليسلم نفسه للقضاء, ليبت بأمره ويحاسبه على ما أقترفته يداه وإدارته ومعاونيه من جرائم حرب وإرهاب. لكن جورج بوش غير آبه بما نجم عن تصرفاته وحروبه وقراراته ومساندته ودعمه لعدوان وإرهاب إسرائيل على الشعب الفلسطيني في الضفة والقطاع ,وعدوانها على لبنان عام 2006م,من مآسي وأحزان وخراب ودمار. وغير مكترث مما يتهدد العالم بما جلبه من فقر وبؤس ومجاعة بسبب تلاعبه بأسعار النفط وقيمة صرف الدولار. ولم تثره أو تغضبه أو تحرك فيه ساكنا كرامته المهدورة وشرفه المهان,وهو يسمع الكثير من الساسة الأمريكيين والأوروبيين يتناولونه بكلام فظ , وبأقذع أساليب الاتهام والنقد والتجريح , ويعتبرونه أحمق وجاهل ومجرم وكذاب وغبي, وأسوأ رئيس أمريكي منذ أبصرت بلاده النور وحظيت بالاستقلال. ولن يصلح العطار ما أفسدته السياسات الأمريكية لعقود من الزمن, وما خربه جورج بوش في ثمان سنوات. والتي دفعت بالولايات المتحدة الأمريكية إلى الحضيض , وبخسارة, لا حل معها سوى بإعلان الإفلاس, وتكليف الشرعية الدولية بأعمال التصفية لهذه الدولة التي ثبت أنها مفلسة في الميادين الإنسانية وقيم الحرية والديمقراطية والأخلاق لعدة أسباب. ومنها على سبيل المثال:
- حين يتهم الرئيس الأمريكي نظام ما بأنه ينتهك حقوق الإنسان, ويطالبه بإطلاق سراح معتقل.بينما تكتظ سجونه بالملايين. ويستأجر سجون بلدان أخرى لاستيعاب ما لم تعد سجونه بقادرة على استيعابه.
- حين يدعي الرئيس الأمريكي أن بلاده هي الساحة الرحبة والفسيحة لقيم الحرية والديمقراطية. وإذا بالشعوب وشعبها يضبطانها تمارس القتل والخطف والتعذيب والإجرام والإرهاب , وهدر حقوق وكرامة الإنسان إن كان في السجون والمعتقلات وأجهزة المخابرات الأمريكية.
- حين يتصرف الرئيس الأمريكي وإدارته مع الشعوب بمنطق الجور و شريعة الغاب.ويمارسان الازدواجية في المعايير والموازين في القضايا والمشاكل العالمية والإقليمية وحتى المحلية.
- حين يضلل الرئيس الأمريكي جورج بوش شعبه وباقي الشعوب في كل سياسته الداخلية والخارجية والاقتصادية والاجتماعية. ودون أن يجد من يحاسبه من قبل أي من السلطتين التشريعية والقضائية.
- حين تغيب المظاهرات الشعبية الأمريكية ضد رئيس أو إدارة أمريكية يستخفان بعقول الشعب الأمريكي, ويكذبان عليه. رغم أنهم يعيشون أوج عصر المعرفة والتكنولوجيا وثورة المعلومات.
- حين يصادق الكونغرس الأمريكي بمجلسيه على تخصيص 90 مليار دولار لتغطية العدوان على العراق وأفغانستان. وفي نفس الوقت الذي تجتاح العالم موجة فقر وغلاء, وارتفاع معدلات بطالة, باتت تهدد أرواح ما يزيد عن المليار إنسان, منهم مئة مليون مهددون بالموت من شدة الجوع خلال شهر, ناهيك عن مئات الألوف التي تفتك بأرواحهم الأمراض بسبب عدم قدرتهم على تأمين تكاليف الطبابة والعلاج وثمن الدواء. وحينها أيضا لن تلام الشعوب إن اعتبرت الولايات المتحدة الأمريكية ونظامها الامبريالي, على أنهما سبب المشاكل والعلة وأساس الداء. لأنها تصرف أموالها بسخاء لتحقيق أحلام عصابة من المجرمين, بينما تضن بالأموال لتصرف على إطعام الفقراء والمعدمين والجياع.
- حين تتلاعب الإدارة الأمريكية بأسعار النفط لترفع الأسعار, ودون أن يستفيد من هذا الارتفاع سواها.ومن أجل سرقة 70% من مدخرات وموارد ودخول الدول والأفراد في كل مكان, لتعويض خسائرها الناجمة من حروبها العبثية. أو تخفيض سعره لإغراق الدول المنتجة في الديون والأزمات.
- حين تطرح الإدارة الأمريكية على العراق توقيع أتفاقية دفاعية وأمنية. لتبرير احتلالها للعراق , وإقامة قواعد عسكرية لها على أراضيه, بذريعة حماية امن واستقلال والمستقبل الديمقراطي للعراق. دون أن تفطن أن مثل هذا الادعاء هزيل ولا يقره منطق أو عقل, ويتعارض مع القانون والشرعية الدولية.
- حين ثبت بطلان إدعاءات الإدارة الأمريكية وافتضحت أكاذيبها. ومازالت تلجأ لتبرير كذبة بكذبة أخرى. فإدارة الرئيس جورج بوش غزت العراق بكذبة أسلحة الدمار الشامل.وحين ثبت عدم صحتها ,راحت تدعي أن الغزو إنما كان بهدف إسقاط النظام العراق. وبعد إسقاط النظام روجت كذبة أن غزوها للعراق إنما كان هدفه نشر الحرية والديمقراطية. والحقيقة أن غزوها إنما كان هدفه وضع العراق تحت الوصاية والانتداب, لتحكم العراق بسلطة رموزها عراقيين يحملون الجنسية الأمريكية؟
- حين لم تنجز الولايات المتحدة الأمريكية بعد خمس سنين على احتلالها العراق من عمل يعود بالنفع على العراقيين, وإنما باتت من قمة رأسها حتى قدميها مخضبة بدماء العراقيين.
- حين يتضح للملأ أن هدف الإدارة الأمريكية الحقيقي هو إلغاء إستقلال الكثير من الدول, وأعادتهم إلى حظيرة الاحتلال والاستعمار الأحلاف من جديد. وأن مسعاها مع بعض نخب العمالة والفساد إنما يتلخص بتجزئته دولهم إلى فتات. لتبقى بؤر طائفية وعرقية تهدد الوحدة الوطنية لدول الجوار. وهذا ما تسعى إليه حاليا مع السلطة الحاكمة في العراق ولبنان والصومال وتشاد, ومع بعض فصائل المعارضة في السودان. ولتتخذ منه ذريعة ومنطلقا لها لتفكيك دول منطقة الشرق الأوسط وآسيا وأفريقيا وشرق أوروبا وحتى دول أمريكا الوسطى والجنوبية. لإعادة تركيبهم وصياغتهم من جديد, وبما يخدم مصالحها ومصالح وأمن إسرائيل. تحت ذريعة أن حل موضوع كثير من الدول إنما يكون بالتجزئة , وهو ما يخطط ويرسم للعراق والسودان والصومال ومصر وباكستان وبعض دول الخليج.
- حين حرم الاحتلال الأمريكي للعراق شعب العراق وبنيه وأطفاله من أبسط نعم الحياة وهي الماء والكهرباء. ونصب سلطة قوامها طغمة من الخونة والعملاء والفاسدين واللصوص والمجرمين متعددي الجنسيات. والذين راحوا يعيثون فسادا وإجرام وإرهاب لم يشهد مثيلا له العراق. وعاجزون عن توفير الأمن والغذاء والكساء والتعليم لأطفاله وبنيه, وأبسط مقومات الحياة. ويسرقون مع الشركات الأمريكية وبعض رموز الإدارة الأمريكية وتشيني وشركات المرتزقة, نفطه وأموال البناء والإعمار.
- حين حولت إدارة الرئيس جورج بوش كل من الحرية والديمقراطية إلى شباك تمويه, أو خنادق هجومية يحتشد بداخلها المجرمون والإرهابيون والفاسدون والعملاء واللصوص, كمواقع وثوب وانطلاق للهجوم على بعض الدول والشعوب, لتجزئة المجزأ وتقسيم المقسم, وتخريب ما هو سائد وصالح وصحيح. لنشر الفقر والجهل والمرض والتخلف العصبية والعشائرية والطائفية والمذهبية ليكونوا لهم الدور الأكبر في السلطة والحكم والمجتمع. وهذا التصرف الشائن والإجرامي نجم عنه :
- تشويه صور الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان والمجتمع المدني عمدا وقصدا.
- تشويه صورتي الحرية والديمقراطية الأمريكتين. بحيث بات ينظر إليهما إما أنهما لصتين ومجرمتين وإرهابيتين وعاهرتين ومصاصتي دماء. أو أنهما مغتصبتين من الامبريالية.
- تشويه صور الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان والمجتمع المدني عمدا وقصدا.
- حين راحت الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الأوروبية تقيم الحواجز والسدود في وجه الأفراد من مواطني باقي الدول, لمنعهم من السفر أو الهجرة إليها. وكأن هدفهم من هذا التصرف إنما هو تقسيم العالم ليكون على شاكلة جنوب أفريقيا إبان التمييز العنصري, بحيث يكون دول تسكنها الشعوب المتحضرة والمتقدمة وينعمون فيها بكامل حريتهم . ودول مستعمرة مسيجة بجدران عازلة, وشعوبها محرومون كل الحقوق , وأشبه بمزارع تضم عبيد وأقنان, وتعود ملكيتها للولايات المتحدة الأمريكية.
- صمت الإدارة الأمريكية على أنظمة علمانية يحميها الجيش والأمن والعسكر بات موضع شك وريبة. ودعمها لبعض الجيوش والعسكر في الانقضاض على نظام وصل إلى الحكم بطرق ديمقراطية,لا يشرف الولايات المتحدة الأمريكية بشعبها وإدارتها , وإنما بات يدينها ويشوه صورتها وسمعتها.
- تناقض مواقف الإدارات الأمريكية بات مفضوح وقميء. وذلك حين تتصدى لأنظمة أو أحزاب قومية أو دينية أو عرقية.بينما تشيد وتساهم وتؤيد إقامة دول ونظم وأحزاب على أساس عرقي أو طائفي أو قبلي أو عائلي ,أو قومي وديني, في أمكنة أخرى , وحتى في نفس الدولة التي كانت تناصبها العداء.
- دعمها وتفجيرها للثورات الملونة ( مع أنها كانت لا تقر بشرعية الثورات وتعتبرها أنقلابات عسكرية) بات مفضوح ومدان.لأنها تثبت بذلك, أن الثورة بمفهومها هي وصول الفاسدين والعملاء إلى السلطة.
- حين يصبح السفير الأمريكي مندوبا ساميا. يأمر رموز السلطة العراقية, ويلح عليهم بضرورة نقل إعترافهم وعلاقاتهم بإسرائيل من السر إلى العلن.والسير قدما في مجال التطبيع. واضطهاد اللاجئين الفلسطينيين وطردهم من العراق, ليبرر لمحمود عباس منطق الاستسلام وتصفية القضية الفلسطينية.
- حين تعلن محطات فوكس الفضائية الأمريكية المقربة من المحافظين الجدد,عن عرض رشوة بقيمة ثلاثة مليون دولار لكل واحد من رموز السلطة العراقية وأعضاء مجلس النواب إن صوت لصالح إقرار الاتفاقية الأمنية والدفاعية مع العراق. مع تشجيعهم طواعية لخدمة مصالح الولايات المتحدة الأمريكية باعتبارها وطنهم الثاني بحكم حملهم الجنسية الأمريكية . وأن عليهم في حال رفضهم لها أن يتوقعوا بأنه سيحل عليهم غضب الرئيس جورج بوش ونائبه وإدارته و صقوره ومحافظيه الجدد.
- حين باتت الإدارة الأمريكية وإسرائيل تمارسان الإرهاب حتى على عملائهم في العراق وفلسطين ولبنان. من خلال تخويفهم من إنسحاب قواتها من العراق, أو بإهانتهم وإذلالهم على أنهم شخصيات هزيلة, لا تستحق الاحترام أو التفاوض معها, أو بمدحهم من قبل رموز الإدارة الأمريكية, إما في مناسبات دعم وتأييد إسرائيل ,أو في مناسبات التهديد والوعيد لسوريا وإيران, أو عند التهجم على فصائل المقاومة الوطنية والعروبة والإسلام. لتستفزهم ليكون على الدوام أشبه بكورس يردد أكاذيب جورج بوش وإدارته, بأن سوريا وإيران هم من يزعزعون الأمن والإستقرار في العراق وفلسطين ولبنان, ويرسلون الإرهابيين للعراق, ويمدون حزب الله وحماس بالمال والذخيرة والسلاح.
- دعم الإدارة الأمريكية العلني مع الدعم السري لإسرائيل لكل من فؤاد السنيورة وسعد الحريري وباقي زعماء ما يسمون أنفسهم قوى الأكثرية في لبنان.والذين تربعوا على مقاليد الحكم والأمور في لبنان لأكثر من ثلاثة سنين, ولم يحققوا من شيء واحد مما يسعى إليه الشعب اللبناني. أو يفيد أي مواطن لبناني , سوى بعض الرشاوى لعملائهم ومريديهم , ليحملوا السلاح ضد كل فصيل وطني مقاوم للاحتلال وقوى الاستعمار. ودائما تباغتهم رايس بزيارتها المفاجئة للبنان ,وتقول لكل واحد منهم في خلوتها معه, أنهم واهمين إن ظنوا أنفسهم سادة وأحرار وأصحاب قرار.فإدارتها هي صاحبة القرار في اختيار وتسمية كل وزير من وزراء الأكثرية, وأن لإدارتها نصيب مفروض لبعض شخصياتها. وأنهم ليسوا سوى دمى, دورهم الصخب والجعجعة. وأن عليهم أن لا يخلطوا بين دور بعض أنظمة الاعتدال العربي والإسلامي التي هي ليست سوى مراكز تموين لهم لا أكثر ولا أقل , بينما إدارتها هي القضاء والداخلية والخارجية والأمن والبوليس. وأن مساعدها الذي يرافقها, أو حتى السفير الأمريكي سيبقى سيد هم والوصي عليهم , وعليهم أن يذعنوا له بكل شيء سمعا وطاعة ويلتزموا أوامره بحذافيرها.
- زيارات الرئيس جورج بوش ونائبه ديك تشيني لبعض أنظمة الاعتدال العربي والإسلامي. بهدف حثهم على معاداة فصائل المقاومة الوطنية في فلسطين ولبنان والعراق, ومعاداة سوريا وإيران. وتهديدهم بأن ما أصاب الولايات المتحدة الأمريكية إنما كان بسببهم. وأن الإدارة الأمريكية القادمة قد تتصرف بما يجعلهم يضرسون. فعليهم الاعتراف بإسرائيل والتطبيع معها, والتنسيق معها, وحتى الرضوخ لما تريد.
- نفاق الإدارة الأمريكية ومعها حلفائها من بعض الأنظمة الدولية والعربية والإسلامية بخصوص مشروع إيران النووي. بات مكشوف. وأنه عداء لمشروع نجحت فيه دولة إسلامية. وهذا محظور على العرب والمسلمين وعلى كل دولة لا تنضوي تحت المظلة الأمريكية, أو على عداء مع إسرائيل. وحتى أن جون ماكين يطالب بلاده ببناء 45 مفاعل نووي بحلول عام 2030م لتغطية حاجتها من الكهرباء.
- حين تبرر الإدارة الأمريكية لنفسها ولإسرائيل حق ممارسة الإرهاب والعدوان. وتبيح لغيرها ممارسة الإرهاب طالما هو بحق العرب والمسلمين. وتعتبر أن كل نهج وتصرف معادي لقوى الاستعمار والعدوان والاغتصاب , وحتى كل جهد للحفاظ على الوحدة الوطنية والاستقلال هي أعمال إرهابية.
- ودعم الولايات المتحدة الأمريكية لإسرائيل في حصار قطاع غزة, وكذلك في اغتيالها الفلسطينيين والعراقيين واللبنانيين على أنهم مقاومين ووطنيين, دليل على أنها تمارس وتشجع الإرهاب والإجرام.
- ومعاداة سوريا من قبل إي إدارة ونظام دليل على أن هؤلاء ضلوا الطريق وأضاعوا جادة الصواب.
- وأخيرا فالنخبة والطليعة هي بنظر الشعوب هم رجال ونساء الثقافة الفكر والعلم والفن والاقتصاد والتجارة والمال والسياسة, من الوطنيين والشرفاء والأحرار, والقمة في الوجدان والشرف والأخلاق. بينما النخب في منظور الإدارة الأمريكية رجال المال السياسي وتجار النفط والحرب والسلاح والخونة والعملاء واللصوص والفاسدين , وكل عميل يخدم مصالح الامبريالية والصهيونية وإسرائيل.
ولذلك سيبقى العراق ولبنان وفلسطين هم الأمل,لأنهم سيدحرون العدوان والإرهاب والإجرام. وهو ما تريده الجماهير والشعوب.وهي من ستفرض خيارها على قوى الاستعمار من جديد.وبجهود هذه الفصائل وغيرها من باقي فصائل المقاومة الباسلة في شتى أصقاع الأرض. وضرباتهم الموجعة والقاتلة ,لم تدع أمام الغزاة والمغتصبين والمعتدين وقوى الاستعمار والاستكبار العالمي وحلفائهم من الخونة والعملاء من حيلة سوى الهذيان والصراخ والنحيب وترويج الأكاذيب.وأكاذيبهم باتت متناقضة ومتضادة ومتضاربة,وكل منهم يكذب أكاذيب غيره, بكذبة أو أكاذيب يفبركها ويروجوها من جديد.وبظنهم أن شعوبهم وشعوب العالم جهلة وعديمي تفكير,وليس لهم من عقول,ولا يميزون بين الناقة والبعير.وهذا هو منتهى سخف وغباء الرئيس جورج بوش وإدارته وصقوره ومحافظيه وليبراليه الجدد ,وهو سبب هزيمتهم في العراق . وسبب هزيمة إسرائيل في فلسطين ولبنان. وهو الذي جعل الولايات المتحدة الأمريكية تخسر المهابة والمصداقية والاحترام. وهو ما لخصته مادلين أولبرايت حين قالت: سياسة الهيمنة تتناقض والصورة الذاتية للولايات المتحدة الأمريكية, وتشكل طريقة رديئة لحماية مصالحنا, وقد تبين أن تطبيقها في خدمة ما أعتقد قادتنا على أنها المبادئ الصحيحة المثل العليا, كما هو الحال في العراق, إنما استنزاف مميت للموارد الأمريكية والقوة العسكرية والهيبة وليكن ذلك درسا لنا.
الخميس :26 / 6/2008م العميد المتقاعد برهان إبراهيم كريم
بريد الإلكتروني: [email protected]