قال سياسي كردي عراقي إن العلاقة التي تربط بين الاكراد واسرائيل افضل بكثير من العلاقة بينهم وبين العرب والاتراك والفرس، داعيا الى تشكيل وفد شعبي كردي لزيارة اسرائيل وتمتين العلاقات مع الأكراد المتواجدين هناك والبالغ عددهم ما بين 150 الى 160 الفا من يهود اكراد العراق وسوريا
وايران وتركيا.
وزعم داود باغستاني، وهو سياسي كردي عراقي أن هؤلاء من أكراد بلداننا, قبل أن يغادروا إلى اسرائيل مرغمين, هربا من الاضطهاد، داعيا إلى تعزيز العلاقات مع أكراد اسرائيل, وتقوية روابط التواصل معهم. وزعم أيضاً أن الأكراد يتعرضون لاعتداءات من العرب والاتراك والفرس “حيث احتلوا اراضينا بينما لم نتعرض لهذا الاضطهاد من الاسرائيليين” بحسب تعبيره.
وكشف باغستاني، وفقا لصحيفة “العرب اليوم” الأردنية، عن مساعيه لتشكيل وفد شعبي كردي لزيارة اسرائيل هذا العام, بهدف تعزيز العلاقات مع مواطني الدولة العبرية من ذوي الأصول الكردية, حسب قوله.
وأضاف باغستاني الذي يترأس اللجنة الدولية للأمن والتعاون الأوروبي، وهي منظمة أجنبية لها مكتب في العراق، إن فكرة الذهاب بوفد من الكرد العراقيين إلى إسرائيل جاءت بسبب وجود عدد كبير من السكان في إقليم شمال العراق لهم أقرباء وأصدقاء من اليهود الأكراد في اسرائيل, والتواصل بينهم شبه منقطع حاليا, معربا عن اعتقاده بأن “تقوية العلاقات وتفعيلها بين الجانبين يخدم المجتمع الكردي, حسب تبريره.
وأشار إلى أن العرب يعملون على حل مشاكلهم مع اسرائيل, في حين ليست هناك مشاكل للأكراد مع الإسرائيليين, لأنهم لا يحتلون ارضنا ووطننا ولم يعتدوا علينا, في حين نتعرض لاعتداءات من الأتراك والفرس والعرب, على حد ادعائه.
وأضاف باغستاني متسائلا لماذا نتعمد, نحن الأكراد, أن نجعل من الإسرائيليين أعداء لنا, على أساس بعض المواقف العربية, في وقت لا مصلحة للكرد بخلق المزيد من الأعداء, وكنت ومازلت أقول هذا الكلام منذ 30 عاما.
وقال إذا كانت الظروف غير ملائمة للتواصل السياسي فإن التواصل الإجتماعي والثقافي ممكن, ولا أحد بإمكانه أن يمنعنا من التواصل مع قريب أو صديق لنا.. مؤكدا انه سينفذ فكرته قريبا وخلال العام الحالي, وسيكون ضمن الوفد الذي سيزور اسرائيل أناس من مختلف شرائح المجتمع الكردي بينهم اكاديميون ومثقفون.
وهذه هي المرة الأولى التي تدعو فيها شخصية سياسية كردية بصورة علنية لزيارة اسرائيل, إذ يربط السياسيون البارزون في إقليم شمال العراق, إقامة علاقات مع اسرائيل بموقف بغداد من الدولة العبرية.
وأشار باغستاني إلى أن السياسيين في الإقليم يتعاملون بحساسية مع موضوع العلاقة مع اسرائيل, مع أن التواصل مع الأكراد اليهود حق طبيعي بل وضروري للسكان. وعن ردود الفعل المتوقعة حول مشروعه, قال السياسي الكردي, سيؤخذ الأمر بحساسية, لكن ذلك لن يكون مشكلة كبيرة, والوقت كفيل بمعالجتها. وقال انا فخور بعلاقتي مع الإسرائيليين التي لها تاريخ طويل يمتد إلى عامي 1969 ـ 1970.
وبحسب وسائل اعلام كردية فان باغستاني شارك في مراسم الاحتفال بما يسمى تأسيس اسرائيل، وهو التاريخ الذي يطلق عليه العرب “النكبة” التي احتل فيها الاسرائيليون بمساعدة بريطانيا ارض فلسطين عام 1948. ويعتبر باغستاني من السياسيين الكرد الذين يثيرون جدلا بسبب تصريحاته وأفكاره وعلاقاته, ويعرف بهذا الصدد بصلته القوية بقيادة حزب العمال الكردستاني التركي المعارض لأنقرة.
وكان باغستاني يرأس مكتب الشمال لهيئة النزاهة العراقية لكنه فرغ منه قبل وقت قريب.
وكانت مصادر سياسية اشارت الى ان الولايات المتحدة الحت في الفترة الأخيرة على الحكومة العراقية لفتح سفارة لاسرائيل في بغداد، والعمل على تطبيع العلاقات مع الاسرائيليين. وتعد العلاقة مع اسرائيل بنظر الشارع العراقي أمر خطير لا يمكن القبول به مطلقا.
وبرغم الموقف العربي في العراق من اسرائيل لكن الأكراد يتمتعون بعلاقات طيبة منذ عقود طويلة من الزمن، وللإسرائيليين مواقع ومقرات سياسية وتجارية في اقليم كردستان العراق ينطلقون منها في ادارة شؤونهم بالعراق.