احتفل العالم المتحضر والمتمدن والمتعولم باليوم العالمي للاجئين قبل ايام.. ترى من المستفيد من هذه القضية في هذا العالم..وحالما ابطلت القوانين التي يرتكز عليها اتفاق الحلفاء الذين يخوضون غمار الحرب
الطاحنة في العراق وافغا نستان معا وحالما نسفت الاسس التي تراكمت عليها تعاليم السلم والامان والحل العادل ..وحالما تلاشت روابط المصالح والمفاهيم الخلقية والسياسية التي يبررها خطر الاحتلال والقلق والتناقض بعد التطورات الاخيرة المفاجئة التي شهدتها بلدان الشرق الاوسط ودول افريقا المنكوبة ورغم كل المعطيات التي يتوقف عليها حل مسالة تنظيم هذه البلدان حلا عادلا وشاملا بان خطأها وظهر بطلانها جاءت خيبة آمل كبيرة حملتهم علي الكشف بان ستراتيجية الامن الوطني والغذائي والانساني قد فشلت فشلا ذريعا بعد احداث 11 سبتمبروخصوصا في الدول النامية والافريقية والبعض من دول الشرق الاوسط
لا ادري حقاً من المستفيد من موضوع اللاجئين بان كي مون الذي كاد أن يصاب بجلطة دماغية في أثناء زيارته لبغداد وسماعه لدوي انفجار قذيفة هاون تعوَّدَ العراقيون على سماعها والاسترخاء على سمفونيات المفخخات والعبوات.. أم سوريا والأردن الفقيرتان جداً جداً وتكاد تموتان من الجوع بعد أن تسبب اللاجئون العراقيون في إحداث مجاعة في هذين البلدين؟ أم الأمريكيون والإيرانيون الذين يسعون بطرق شتى لإخلاء العراق من أهله وتقسيم (25) مليون مليون برميل نفط خام درجة أولى فيما بينهما ، أم الحكومة العراقية الحائرة الباحثة عن ألف حل وتبرير وإجابات لأسئلة ومطالب لشعبها المعذب ، أم أعضاء البرلمان المنهمكين في زيادة رواتبهم وكيفية الدخول الى الانتخابات القادمة بوجة جديد .. والشيء بالشيء يذكر أن هؤلاء سينضمون بأغلبهم مع قوافل اللاجئين المزعومين في دمشق وعمان لكن في فنادق الدرجة الأولى والفلل والشقق الفخمة التي بنوها بعرق جبينهم!..
لا هؤلاء ولا أولئك.. قضية اللاجئين وهو اسم كريه ومنبوذ ولا يستسيغ سماعه احد إذا ما نظر إليه من باب آخر وهو الهجرة المؤقتة لوجدت آلاف الحلول لها.. العراقيون في الخارج منذ عشرات السنين في أمريكا ويشكلون جالية عظمى في ديترويت ومشغان وكاليفورنيا وواشنطن وفي كندا وأمريكا الجنوبية والدول الاسكندينافية وفي بريطانيا واستراليا ومعظم دول أوربا وروسيا واسيا وأفريقيا والعراقيون تعرض حتى اليهود منهم الى هجرة قسرية بعد نكبة 1948 الى إسرائيل وهاهم لحد الآن يتمنون ويتحرقون شوقاً لزيارة العراق..
العراقيون هاجروا وهجّروا لأسباب عديدة وصلت ذروتها بين عامي 1991- 2003 والبحث عن لقمة العيش بعد تعرضهم لحصار اقتصادي لم يشهد له التاريخ مثيلاً ، ثم الهجرة الكبرى منذ سقوط بغداد بيد قوات الاحتلال الانكلو_أمريكي، لكن العراقيين مهاجرين ومهجرين ليسوا لاجئين فقد خرجوا مضطرين مثقلين بالأحزان ، خرجت نساؤهم ثكالى ، وأطفالهم أيتام ، وشيوخهم باكين على من مات بنيران أمريكية أو بنيران الجار والشقيق ..
خرجوا ووصلوا الى دمشق وعمان يحملون معهم قلباً مفعماً بالأمل وعقلاً لايقبل الذل وجيوباً ملأى بالقناعة وبما ادخروه من شقاء عمرهم وعملهم وتعبهم- أسواق وشوارع ودكاكين وبورصات دمشق وعمان تشهد للعراقيين مسعاهم لخدمة البلد الذي يضيفهم فقط وهم غير جائعين ولا يستجدون أحداً ، أسسوا الشركات وأعادوا الحياة الى أسواق ميتة وبدأت الحركة بين هذين البلدين والعراق تنتعش ، واسألوا بذلك المنصفين من أشقائنا في سوريا والأردن أين يقطن ويسكن العراقيون وماذا يأكلون وكيف يتنقلون وكيف يعيشون ، أما موضوع اللاجئين فهو اكذوبة أطلقها بضع موظفين بما يسموا بالأمم المتحدة لتوسيع دائرة السلب والنهب لتشغيل آلاف العاطلين في هذا المنظمة المشبوهه وبإذن الله الذي لا تضيع ودائعه العراقيون وديعة الله في ارض العروبة ، سيعودون الى بلدهم العراق الموحد الصامد والى دأبهم وديدنهم لفتح أبواب بلدهم لكل العرب والمسلمين وان غداً لناضره قريب ..واخيرا احب ان اذكر لان لااحد يصدق بالصحافيين السيدة الفاضلة سعادة الوزيرة الاردنية سهير العلي بان الاجئيين العراقين المتواجدين في الملكة الاردنية الهاشمية قد كلف حكومة الاردن الشقيق اكثر من ملياري دولار خلال تواجد هولاء على ارض الم ملكة احب هنا ان اوضح للسيدة الفاضلة ان تعلن امام العالم كيف صرفت هذة الاموال ولمن وارجو من السيدة الوزيرةعدم التطرق الى هذه المواضيع والكف عن الاستجداء السياسي والبحث مع الاميركان في ايجاد مخرج ومنفذ جديد لاعادة العراقيين الى بلدهم ومن اللة التوفيق ….
..كاتب وصحافي عراقي