محمد الوليدي
“اخشى ما اخشاه ان تصبح الخيانة وجهة نظر” قالها يوما صلاح خلف رحمه الله
محمد الوليدي
“اخشى ما اخشاه ان تصبح الخيانة وجهة نظر” قالها يوما صلاح خلف رحمه الله ، والذي قتل على أيدي الخونة ؛ ليجري بعد ذلك ما هو ابعد من ذلك بكثير،، فالمقاومة أصبحت عارا في هذا الزمن يستوجب الإعتذار ؛ كما جاء على لسان صلاح التعمري مؤخرا ؛ عندما طالب حماس بالإعتذار للشعب الفلسطيني ؛بل بإعتذار كبير ، وذلك لإنتهاجها المقاومة ، بدعوى أن ذلك ضد رغبات الشعب الفلسطيني.
من عجائب هذا الزمن أن تصبح المقاومة عيبا وجرما وإنتهاكا عند مناضلي آخر زمن، لا بل ويطالبون من يمارسه بالأعتذار .
حماس ربما تكون مطالبة بالإعتذار لصلاح التعمري ومن على خطه فقط وليس للشعب الفلسطيني ، وذلك لأنها طهرت غزة من الخونة قدر إستطاعتها ، ولأنها صمدت بكرامة أمام حصار جائر من عدو صهيوني متغطرس، وأنظمة عربية أشد غطرسة؛و لإنها فضحت سلطة عباس والتي منها التعمري، وفضحت الأنظمة العربية بمباركتهم لهذا الحصار ، وهم الذين كانوا يذرفون دموع التماسيح على قضية فلسطين وشعبها.
صلاح التعمري؛ لم يحمل سلاحا، ولم يكن مناضلا ؛ كما يشاع عنه، وليته كان كذلك ، فقد طلب من الذين يحملون السلاح ان يلقوه ؛ وذلك أثناء الغزو الصهيوني للبنان عام 1982 ، وكان شعاره في ذلك الغزو : وفي الهيجاء ما جرّبت نفسي ولكن في الهريبة كالغزال .. فقد هرب في غضون ساعات منذ بداية المعارك في صيدا ، وأثناء هروبه تم إعتقاله من قبل الصهاينة.
لم تكن بداية صلاح التعمري أحسن حالا ، فعلى حساب معركة الكرامة عام 1968 أصبح نجما ككثير من كبار الثورة آنذاك ،ولعبت الصدفة دورها أيضا، فقد كان وسيما ومتحدثا مما قربه من عرفات أكثر.
وأثناء مذابح أيلول الأسود في الأردن، كان في مهمة مختلفة، فقد كان يتصل بقادة الثورة ويقول لهم : لقد أحتليت نصف الأردن. فيسألونه كيف جرى ذلك والدماء تسيل في كل مكان، فيرد عليهم : لقد تزوجت الأميرة دينا ؛ مطلقة الملك حسين، وعادة ما يكون الرد عليه ( أحنا فأيه وانت فأيه ) .
كانت مصلحته فوق كل شيء، فلا فلسطين ولا ثورة ولا ما يحزنون؛ اللهم نفسي ، فحتى زواجه كان مصلحة ؛ فلم ينفك من إستخدام أموال زوجته وثقلها ومركزها ، حتى رماها عظمة كما يقولون .
في سجن أنصار حيث أعتقل، تحول إلى رمز بين المعتقلين حيث جرى تلميعه ؛ ليصبح المسؤول عن المعتقلين؛ والذين وثقوا به دون أن يدروا بأنه لا فرق بينه وبين سجانيهم ، وفي أثناء ذلك وجه الرسائل تلو الرسائل لرفاق السلاح من أجل إلقاء أسلحتهم ،وليس هذا فحسب بل طلب من زوجته إستخدام مركزها وثقلها من أجل الحصول على معلومات حساسة عن جنود صهاينة تم أسرهم أثناء الغزو الصهيوني ،و ذلك أثناء المفاوضات بشأن مبادلتهم بأسرى فلسطينيين ولبنانيين.
وفي القاهرة حول بيته أو بيت زوجته إلى ملتقى للصهاينة ؛ وكان من بينهم صديقه ظابط الأستخبارات الصهيوني أهارون بارنيا ،و لا يستبعد أن تكون علاقته مع هذا الصهيوني تعود الى معركة الكرامة ،حيث كان هذا الضابط هو الذي كان يحمل مكبر الصوت ويوجه نداءا بالذات إلى صلاح التعمري يطلب منه التسليم، في مهمة قد تكون تلميعية لا أكثر ، ثم كان هذا الضابط كثير اللقاءات بصلاح التعمري في سجن أنصار وما بعد ذلك، وكان من بين مهامه إيصال الرسائل والهدايا ما بين صلاح التعمري وزوجته.
في أثناء المفاوضات بين الصهاينة والمحاصرين داخل كنيسة المهد ،كان التعمري هو الذي يتفاوض بإسم المحاصرين وخدعهم في في مطالبهم والذي لا يعرف على أي أساس جرى ذلك لكن ما عرف أنه نتيجة هذه المفاوضات تم إبعادهم إلى عدد من الدول في إتفاق مجهول ورخيص كمن وقعه.
هذا هو صلاح التعمري ، والذي وصل إلى رتبة لواء مؤخرا.. لواء في ثورة الرتب ، وحوَّله المنافقون الى بطل ، وليكن كما يشاء ، لكن لا يحق لمثله أن يتحدث بإسم الشعب الفلسطيني أو حتى التحدث عن أمانيه وتطلعاته، ولا يحق له حتى أن يكون مسؤولا عن ذرة رمل من تراب فلسطين ، وإن جرى ذلك فلأنها سلطة الخيانة ، التي لا مكان للشرفاء فيها إلا السجون ، وكيف وقد أصبح مسؤولا عن بيت لحم ..لا يحق له ؛ ولو أنه أول بدوي يعمد في كنيسة المهد.