ببلدنا الحبيب المغرب. طالها النسيان و التهميش , من جراء الوعود البنفسجية لحكومتنا الموقرة. تحت قيادة زعيم الاستقلاليين السيد عباس الفاسي, صاحب اكبر كدبة في التاريخ المعاصر للمغرب, بعدما أتحفنا بتصريحه التحفة على القناة الثانية, مؤكدا أن أحدات سيدي افني لا تعدو كونها مجرد مطالب لشباب ليس إلا.. انتهى الأمر..و سبق أن ذكرت في مقالات سابقة معززة بالصور تبرز حجم الاعتداء الذي تعرض له المواطنون حيت اتار الضرب منقوشة على أجساد الشباب و النسوة, على أيدي قوات الجنرال العنيكري قائد القوات المساعدة, التي تشبه إلى حد ما التتار و المغول(.و بدون مبالغة راجعوا الصور..)
سأرسو على جنبات ميناء سيدي افني, موقع انطلاق الشرارة الأولى لانتفاضة أبناء قبائل ايت باعرمان , و سأمتشق قلمي العنيد الغاضب و اسحبه من غمده بقوة ( رامبو) و مدادي على وشك أن يجف , نظرا لهول الفاجعة التي حطت على رؤوس إخواننا و أخواتنا.و الجرائم التي مورست عليهم أمام أنظار الإعلام المحلي ( معلش كان الإعلام المغربي في عطلة أو ربما خارج التغطية) حيت أن العلامة ( يوتوب الله يكرم قام بالواجب و زيادة).بطبيعتي البواحة التي لن تهدا إلا بعد أن يعاقب الجناة و كل من له يد في ( مسلخ) سيدي افني, و في مقدمتهم رجال القوات المساعدة التابعة للجنرال العنيكيري,هؤلاء قاموا بواجبهم على أحسن وجه,جلدوا ظهور الشباب و النساء و حولوا المؤسسات التعليمية إلى ثكنات عسكرية.مخلوقات بشرية مدججة بكل ما يكفي من وسائل الردع و البطش بالأبرياء.عيونهم جاحظة, لا حياء و لا درة من الإنسانية, أجسامهم ضخمة, تشبه ضخامة أتوبيسات لندن, ذات الطابقين, لا رحمة في قلوبهم فصيلة ( التتار و المغول ) اقتحموا بيوت المواطنين و هم نيان كسروا و نهبوا ما خف وزنه و غلى تمنه, زرعوا الرعب في نفوس الأطفال. أمور لا تحدت إلا في الدول المتخلفة, التي تفتقد إلى( فيتامين) الديمقراطية. دول تبعد عن الديمقراطية, بعد السماء عن الأرض.( شفتو خيبيتنا..) تخيلوا لو أن أحدات سيدي افني وقعت في بلد ديمقراطي..طبيعي أن يستقيل وزير الداخلية, و يعاقب الجنات.و دالك اضعف الإيمان.لان هناك أقول.. هناك في الغرب مش في المغرب..حيت ان الأجهزة الأمنية عبارة عن مربط للطمأنينة و استرجاع الحقوق و مظلة يستظل بها كل مظلوم و يعاقب الظالم مهما كان وزنه..
حسنا..نجمل القول في ما يلي..
لا شك ان معضلة البطالة و التهميش و العزلة و استغباء المواطن من بين العوامل التي نفخت في جمر الشرارة الأولى للانتفاضة الشعبية بسيدي افني,و الحالة هده كان حريا بالسلطة, فتح حوار جدي و الاستماع للمتضررين, بدل لغة التصعيد و استقدام قوات عمومية من محافظات أخرى.و التنكيل بالمواطنين, لان رد الفعل سيكون عنيفا جدا مع ارتفاع مؤشر العداوة للوطن لان العنف يولد العنف.
على أريكة الحرية و تحت أضواء فانوس و خيمة من حرير أوتادها من دهب و براكين من عسل أتخيل شبابنا الأبرار و أخواتنا الشريفات العفيفات, و أطفالنا اللذين ذاقوا مرارة الخوف و هم مازالوا في سنواتهم الأولى..لا شك ان هؤلاء البراعم سيصابون يعقد نفسية..و آبائهم يتعرضون لشتى أنواع السب والشتم و كلام نابي لا ينطق به إلا السفهاء. لا يسعني إلا ان أضع قلمي حتى أستريح بعدما انقشعت الغيوم, و تحركت قوافل الحقوقيين داخل و خارج المغرب, لمتابعة الجنات و كل من تبت تورطه في التعذيب أو الاغتصاب..
صبرا جميلا يا أشبال قبائل ايت باعمران.. أود أن أقدم شكري و امتناني للمواطن (ة) الذي زودني بكل الأخبار و الصور,من عين المكان دون أن أتململ من مكاني,شخص مجهول رفض (ت) ذكر اسمه(ها) و احترم رغيته(ها).فشكرا جزيل و بارك الله فيك و أقدم اعتذاري و مواساتي إلى كل الضحايا, و كفي ترتعش امسك بمنديل مطرز بعبارات المواساة إلى كل النسوة اللائي تعرضن للتحرش و الاغتصاب, لأجف دموعهن.. انتن شريفات و مواطنات صالحات لأنكن اشرف من الشرف..فصبرا جميلا و الرب يحميكم و ما ضاع حق ورائه طالب..
أقول قولي هادا و فصل الصيف على الأبواب, حيت الأعراس و الحفلات تنتشر كالفطريات, مناسبة لنسيان ما وقع…
سيداتي ساداتي حياكم الله و السلام عليكم و شكرا لكل القراء العرب اللذين منحوني الزاد و القوة لمتابعة الملف..
أخوكم محمد كوحلال مغربي بقلب فلسطيني.
www.kalmed.maktoobblog.com