بعد أن أصبح اتفاق التهدئة لمدة ستة أشهر أمراً واقعاً كيف نستفيد من هذا الوقت ؟ وكيف نثبت للعالم أن هذا الاتفاق كان خيارنا ولم يفرض علينا بالإرهاب؟
بعد أشهر طويلة من المفاوضات الصعبة مع العدو تم التوصل لاتفاق تهدئة لا يشمل الضفة الغربية وهذه أحد نقاط ضعفه ، لكن الاتفاق بالمجمل أمر ايجابي وكنا نحتاجه كاستراحة لاستعادة الأنفاس والتوقف ملياً أمام التجربة الماضية خصوصاً منذ الشهر السادس من العام الماضي وانقسام الساحة الفلسطينية واستغلال العدو لذلك بالمزيد من العدوان الوحشي على غزة وبناء المستوطنات والاستفراد بطرفي الصراع الفلسطيني الداخلي سواء بمفاوضات عبثية مع سلطة رام الله أو بمفاوضات دموية مع حماس في غزة وإلحاق خسائر فادحة بنا على غير صعيد .
إننا معنيون وبسرعة بوضع جدول أعمال مكثف لإنجاز جملة من الاستحقاقات الوطنية في هذه الفترة جوهرها استعادة وحدتنا والاتفاق على غرفة عمليات مشتركة بالمعنى السياسي والعسكري بعد أن ثبت فشل مشروعي فتح وحماس على حد سواء وضرورة العودة للمشروع المشترك. والاهم بدء حوار وطني شامل بمرجعيات البرنامج المتفق عليه والمبادرة اليمنية كأساس للمصالحة الوطنية . كما أن هذه الفترة يجب أن تستغل للبحث في تطوير أساليبنا القتالية وتكتيكاتنا بالخصوص ، وبتطوير صواريخنا ونقل تقنياتها للضفة الغربية وذلك أن اتفاق التهدئة مع العدو سرعان ما ينتهي أو تخرقه اسرائيل كعادتها ويعلم الجميع أن عدونا لم يحترم طوال تاريخه أي هدنة أو اتفاق تهدئة مع العرب .
وفي جانب الممارسة السياسية اللاحقة وعلاقاتنا الخارجية لابد أن نعمل على عدة خطوط تعزز في المقام الأول صورتنا كدعاة حق ووطن محتل يقبل التهدئة من أجل إعطاء فرصة للسلام ويدرك الأبعاد الإنسانية لوقف القتال ولو لمدة محدودة تقدم للناس أياً تكن خصومتهم فرصة لتضميد الجراح وشعبنا الفلسطيني أحوج ما يكون لذلك بعد المجازر الدموية التي ارتكبها الاحتلال بحق أبنائه .
وفي الختام فان تحفزاً واستعداداً دائماً للمقاومة ورد العدوان يجب أن يبقى ديدننا وكما يقال فان الاستعداد للقتال هو الذي يهيئ للسلام مع عدو لا يعرف معنى السلام ولا يحترم سوى لغة القوة .
زياد ابوشاويش