في أكثر من رسالة وصلتني من أشخاص رفض القسم منهم ذكر اسمه تحمل الكثير من التأيد لما نذهب إليه في إن الثوابت الوطنية للمرء يجب أن تكون محددة وواضحة وفي أدنى الأحوال لا يجوز الوقوف معها
على الحياد أو تخضع للمساومة فالوطن وما يحمل هذا الاسم من مدلولات أولا ولا شيء قبل الوطن وهذا واجب وحق طبيعي للانتماء له ولا يترتب على ذلك أي معنى للتعصب العنصري , والوطن الذي نتحدث عنه هنا بالنسبة لنا نحن أبناءه امتداده من المحيط الأطلسي الى الخليج العربي بجميع أقطاره فلا فرق بين بغداد أو بيروت أو عمان أو الرياض أو القدس أو الخرطوم أو القاهرة أو مراكش أو أية مدينة عربية أخرى مع ملاحظة الخصوصية التي يتمتع بها كل واحد من تلك الأقطار , ويد الاحتلال التي تدنس بغداد عندنا يجب أن تقطع بنفس العزم والهمة التي يجب أن تقطع بها اليد التي تدنس الرباط أو غزة أو الاسكندرونة أو المحمرة أو عبادان والاحتلال بالنسبة لنا أكان أمريكيا أو فرنسيا أو فارسيا أو أثيوبيا هو عدوان يجب مكافحته بروح واحدة وأرضنا لنا وخيراتنا حقنا الطبيعي ومن غير المقبول أبدا أن يشاركنا في حقنا أو سيادتنا على أرضنا وثرواتنا احد ما أو يعلن نفسه وصيا علينا كائن من كان تحت أي مسوغ أو ذريعة في أي محفل أو مكان أو تجمع .
هذا الكلام تقدمنا به ردا على استفسارين كان الأول من احد الإخوان الأكراد العراقيين الأفيلية كما أراد أن يسمي نفسه وقد ضمنها موضوع لسمير عبيد الذي يحب أن ينعت نفسه بالكاتب والباحث والأخرى من أخ فاضل من محافظة كربلاء المقدسة يطلبان يهما الرد عليه وحيث إني قد أخذت على نفسي أن لا اقرأ مقالات هذا لما أجد فيها من تفاهة وتشويه للحقائق وخلط للأوراق وتسويغ للاحتلال الفارسي لقطرنا وحتى الموقع الذي ينشر له باستمرار كأحد كتابه , القوة الثالثة الذي لي معه مخاطبات تنم عن ازدواجيته في المعاير فإنهما يشتركان في خاصية واحدة هي الكيل بأكثر من مكيال والترويج لحالة معينة تبني لتنمية مصالحها على حساب تشويه سمعة نظام الحكم الوطني , وفي نقاش مع احد الأصدقاء ذات يوم اعتبر ذلك ربما طريقة ناجحة لاستقطاب اكبر عدد ممكن من القراء ثم التوجه بهم نحو الطريق الصحيح لمكافحة الاحتلال .
لذلك فان الانتماء للوطن والولاء المطلق له يجب أن يكون واضحا والمواقف الوطنية يجب أن تكون شفافة وحادة وقاطعة كالسيف لا تقبل التأويل ولا تسمح بسحبها الى غير ما هي عليه وما يطرحه في مقالته هنا سمير عبيد هو جواز لحالة الاحتلال الفارسي ورفض الاحتلال الأمريكي فهو يفعل كمن يصلي الفروض الخمسة ويجيز لنفسه الزنا أو السرقة أو الرشوة فالاحتلال من أي جهة ومهما كانت المسببات هو احتلال ولا يقبله احد مهما كانت أسبابه ونتائجه .
وبغض النظر عن الإحصائيات التي قدمها سمير عبيد فما من متابع لا يعرف حجم التزوير والتظليل الذي تمارسه الأجهزة الإعلامية الأمريكية والأجهزة الساندة لها العميلة أو المتطوعة لمختلف الأسباب وكما يعترف إن الفرس جزء من المشكلة في العراق ويتناسى إن هناك تحالف أمريكي – صهيوني – فارسي لا باستهداف العراق فحسب بل يستهدف المشروع النهضوي القومي العربي لتدميره في نفس الوقت الذي يستهدف الأمة الإسلامية بكاملها و الفتك بالمسلمين بالسلاح الإسلامي وإذا سلمنا جدلا بان الفرس على خلاف عقائدي مع نظام الحكم الوطني سابقا وتناسينا حكم الشاه المقبور وبداية حكم الملالي وما قبل عدوانهم على القطر ومحاولاتهم (( تصدير انقلابهم الشوفيني ألصفوي )) وإذا سلمنا جدلا إن العراق قد طرد دجالهم الكبير خميني لا رحمه الله اثر اتفاقية الجزائر , فما بالهم اليوم مع العراقيين والعرب ….!!! ولنفترض مع الباحث والكاتب وصاحب الضمير والقيم وناصر الحق الفارسي وداعيته بحسن نواياهم تجاهنا وإنهم يقتربون من أمريكا لمنعها من توجيه ضربة إليهم فهل إن أساطيل أمريكا البحرية بعيدة عنهم وهي تجوب الخليج طولا وعرضا وقواعدها البحرية شبه الثابتة قبالة مياههم الإقليمية ولا تبعد عن مدى أسلحتهم الخفيفة …. !!! ألا تحدهم أفغانستان من الشرق وقد غزتها أمريكا قبل أن تغزو قطرنا ألا يوجد مسلمون وبالتحديد شيعة في أواسط آسيا والجيوش الغربية منتشرة بينهم لكي ينتشر الفرس بينهم ايضا ويتركوننا لوحدنا نقاتل الامريكان لوحدهم ونحن اقدر على الدفاع عن بلادنا بأرواحنا وأموالنا كما دافعنا عنها عندما حاول الفرس تدنيسها لأكثر من ثماني سنوات وسنطردهم ونحطم حلفهم مع الامريكان مجتمعين بإذن الله , ولن نسمح بان تكون أرضنا ساحة للتناحر غير الموجود أصلا بين الامريكان والفرس أو لغيرهم ولن نسمح أن يكون شعبنا الذي جاهدنا لإسعاده وتطوره وقودا وحطبا لأي حرب بين أي طرفين في نفس الوقت الذي نقدم فيه أرواحنا طوعا دفاعا عنه كما سوف لن نسمح بتمرير اتفاقية إذلال لشعبنا وسنبطلها كعراقيين وكعرب بإذن الله كما أبطل آبائنا سابقاتها كمعاهدة بورتسموث وحلف بغداد وغيرها .
تعسا لك يا هذا القزم وخسئت تسوغ للفرس عدوانهم وتساوم بدلا عنهم فأنت لا تؤتمن على عرضك وأنت بهذا الحال , فمن جند لفرق الموت والإرهاب ومن دعم مليشيات مقتدى القذر وفيلق غدر وعصابات عزيز اللئيم طباطبائي ومن مولهم بالأموال والأسلحة ؟ من قتل الأبرياء ومن هجرهم ؟ من يتم أطفال العراق ومن رمل ماجداتنا وثكل أمهاتنا ؟ ومن عمل على تأجيج الفتنة الطائفية وروح الثأر العشائرية ؟ تعسا لك يا قبيح وأنت تعلم ومن موقعك الذي يروج لك القوة الثالثة الذي نشر خبر سرقة مليارات الدولارات من البنك المركزي العراقي وأين أودعت مسروقاته قبل حرق البنك فكيف تبرر لهم تدخلهم يسرحون ويمرحون في بلادنا إذا كنت عراقيا وتنكر على العالم أفعالهم العدوانية؟
إن كل عراقي يدرك إن أمريكا غزت العراق وقتلت أهله ودمرت فيه الكثير بعد أن حاصرت شعبنا أكثر من ثلاثة عشر عام وباعتراف الملالي الفرس أنفسهم حيث يتفاخرون أنهم ساهموا بدور كبير في هذا العدوان كما ساهم العملاء الأنجاس متعددي الولاء وقدمته على طبق من ذهب إليهم فأكملوا ما فات الامريكان من قتل وتهجير ودمار وتخريب أما بشكل مباشر أو عن طريق عملائهم وإذا كان هناك ثمة من يشك في ذلك فان رئيس حكومة المليشيات الذي جلس القرفصاء أمام سيده الدجال خامنئي لا ينكر دورهم وقريبة أحداث الناصرية والبصرة ومدينة صدام مدينة الثورة ومجرياتها ولازالت حاضرة لمن يريد الحقيقة , فهو كمن سبقه في الوزارة وإذا كنت لا تعلم فان أول قرار أصدره إبراهيم اشيقر هو إطلاق سراح الفرس الذين اعتقلتهم مليشيات أياد علاوي كمكافئة لهم على أدوارهم التخريبية في العراق , فكف أنت وأسيادك الفرس عنا أذاكم يا رقيع وساعة حساب العملاء قريبة إن شاء الله فلن يكون العراق ولاية أمريكية أو فارسية ولن يكون إلا في خانة نفسه وأمته العربية .