وعن اوجه الاختلاف بين هذه التهدئة عن جهود كانت قبل حسم يونيو الماضي عن التهدئة التي كانت تطالب بها السلطة الفلسطينية من قبل، قال صيام في لقاء عبر الهاتف لـ «الراي» الكويتية من غزة: «في الحقيقة ان جهود التهدئة في المرات السابقة كانت بطلب من الرئاسة الفلسطينية والفصائل ولم تكن باعتراف اسرائيلي او الالتزام اسرائيلي، فهذه التهدئة جاءت بطلب اسرائيلي وبوساطة عربية، وبالتالي الاطراف فيها للمرة التي تستجيب فيها اسرائيل لمعظم شروط فصائل المقاومة وتحديدا حركة «حماس» وايضا لم تستطع اسرائيل ان تاخذ كل ما تريد من شروط».
واضاف: «لقد تمكنت حماس من الفصل بين التهدئة وصفقة تبادل الاسرى ولم يكن الفصل شرطا للتوصل الى اتفاق التهدئة، والراعي المصري وعد ان يكون في الايام القليلة المقبلة وربما بعد اسبوعين استضافة وفد من حماس ووفد يمثل الاحتلال للتفاوض في شأن تبادل الاسرى، لكن بصورة غير مباشرة بحيث تكون الحوارات مصرية – حمساوية(حماس) ومصرية – اسرائيلية بمعنى لن يكون هناك حديث مباشر».
وعما اذا كانت اسرائيل وافقت على قائمة اسماء الاسرى المطلوب تحريرهم، قال: «ستكون كل هذه التفاصيل مطروحة خلال الاتصالات بخصوص صفقة التبادل التي اطلع عليها اكثر من طرف في الفترة السابقة وكانت هناك موافقات متباينة في الاسماء وفي الاعداد، وبالتالي لا نستطيع الان ان نبني موقفا الا من خلال الحوار الذي سترعاه مصر».
وتابع: «اننا نصر على الافراج عن الاسرى ذوي الاحكام العالية لان العبرة بالكيف وليست بالكم، فنحن من حقنا ان نفرج عن اسرانا خصوصا الذين امضوا سنوات طويلة من احكامهم العالية في سجون ومعتقلات الاحتلال مقابل الافراج عن الجندي الاسرائيلي الاسير جلعاد شاليت».
قوات عربية
وعن اقتراح تسليم مقار الاجهزة الامنية في قطاع غزة الى قوات عربية والحوار بين حركتي «حماس» و«فتح» في هذا الشأن، اوضح صيام: «كل هذا الحديث سابق لاوانه وقطاع غزة ليس بحاجة الى قوات عربية، واذا كانت هناك قوات عربية فلتأت لحماية الشعب الفلسطيني والدفاع عنه في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي».
وتابع: «نحن بحاجة الى رعاية عربية لرعاية الحوار الفلسطيني والمقار الامنية هي احد عناوين الحوار وهناك قضايا اكبر من المقار الامنية يجب الاتفاق عليها، لكن هذا لا يمنع ان نستعين بخبرات من مستشارين وضباط وشخصيات اكاديمية لمساعدتنا في النهوض واعادة بناء ما خلفه الحصار والاحتلال على الصعيدين الاقتصادي والسياسي ونحن لسنا بحاجة الى قوات عربية بخصوص الامن».
وفي ما يتعلق باتهام إسرائيل وجهات معينة لـ «حماس» بتهريب الاسلحة الى قطاع غزة ومزاعم اسرائيلية انكم تهربون اسلحة احيانا برا واحيانا بحرا، اكد: «لقد كان التوقف عن احضار اسلحة الى غزة احد الشروط التي وضعها الاحتلال للتوصل الى اتفاق التهدئة، ورفضنا ذلك جملة وتفصيلا وتهريب السلاح كان يتم حتى عندما كان الاحتلال يسيطر على الشريط الحدودي بين قطاع غزة ومصر ونحن في حال حرب ومن حقنا ان ندافع عن انفسنا وهذه القضية اعتقد انها مطروحة على صعيد الاحتلال مع الجانب المصري».
وعن تقييمه للوضع الحالي في غزة بصفته وزيرا للداخلية وتقييمه لوضع الاجهزة الامنية، اوضح ان «القطاع يشهد حالاً من الامن غير مسبوقة والاجهزة الامنية تعمل ونسبتها 20 في المئة من الاجهزة الامنية التي كانت تعمل قبل حسم يونيو وهناك انجازات كبيرة يلمسها المواطن في غزة على صعيد محاربة الجريمة وعلى صعيد المحافظة على الامن الشخصي للمواطن، وهذا الامر ليس خافيا على كل من يزور غزة من الهيئات الاغاثية الاجنبية ومن الوفود الاوروبية وغيرها».
وعن مدى انفتاح «حماس» تجاه الوفود الديبلوماسية الاجنبية التي تزور غزة، نوه الى ان «الاتصالات واللقاءات مع كثير من الوفود الاوروبية لم تنقطع وهي ليست وليدة اللحظة وتحدث داخل القطاع وخارجه وهي مجدية بفضل الله وهذه الوفود تعرف الحقيقة كونها تستمع الينا مباشرة، ونحن نوفر اليها كل اسباب الراحة والامن وتخرج بانطباع جيد ونحن معنيون بالانفتاح على الاسرة الدولية».
وفي رده على محاولة الاميركيين التقليل من اهمية هذه الاتصالات وانها تجري مع موظفين سابقين من الاوروبيين انهوا صفتهم الرسمية او احيلوا الى التقاعد او مع اشخاص مثل الرئيس الاميركي السابق جيمي كارتر، قال: «حتى لو كان ذلك صحيحا، فاننا ننظر الى هذه الاتصالات بصورة ايجابية ونعتبرها تقدما في العلاقة معهم فضلا عن اتصالاتنا مع جهات رسمية ومبعوثين رسميين تجريها الحركة في الخارج وفي الداخل».
جدية اسرائيلية
وفي تعليقه على زيارة رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت ومبعوثه عوفر ديكل للقاهرة الثلاثاء المقبل ومدى جدية اسرائيل لعقد صفقة تبادل اسرى، قال ان «الاحتلال يعيش ازمة حقيقية وحدوث تقدم في ملف شاليت يعني اسناد موقف اولمرت المتهاوي، والجدية ستظهر اذا ما كان هناك تنازل واضح من الجانب الاسرائيلي في نوعية الاسرى الذين سيفرج عنهم، ونحن نصر على ان يكونوا من اصحاب الاحكام العالية والذين قضوا فترات طويلة في الاسر ودعنا ننتظر اين ستصل الامور».
وعن فحوى اللقاءات والمحادثات الاخيرة مع المصريين وعما اذا كان هناك ترتيبات واتصالات لاعادة فتح معبر رفح، اوضح صيام انه «في اللقاء الاخير الذي تم مع الاخوة المصريين تم الحديث ان تدعو مصر الاطراف ذات العلاقة والمقصود بذلك المراقبون الاوروبيون والرئاسة في رام الله وحماس في غزة لوضع الآليات، وما يتم الاتفاق عليه، ونحن من طرفنا طالبنا ان يتم ذلك وان يفتح المعبر للحالات الانسانية وعاد امس (أول من أمس) نحو 250 عالقا ومريضا وطالبا ونأمل ان تتكرر، والحقيقة هذا الامر بات واضحا ان الطرف الفلسطيني في رام الله هو صاحب القرار الاول ونحن نحمل الجانب الفلسطيني في رام الله مسؤولية تأخير فتح معبر رفح لحاجة شعبنا في غزة الى هذا المعبر».
الدعم الايراني
وفي ما يتعلق بدعم ايران لـ «حماس» وانها تطمع في ان يكون لها نفوذ في المنطقة وان تكون الحركة في غزة مثل «حزب الله» في جنوب لبنان، قال: «لم نعد نكترث لهذه الفزاعة، نحن شعب يعيش في ظل احتلال ونحن كحركة مقاومة لنا اعتبار في العمق العربي والاسلامي، ومن حقنا ان نستعين بكل اشقائنا العرب والمسلمين، ولا نبالي بكل هذه الاتهامات ونحن بحاجة الى مساعدات ودعم وهدفنا تعزيز صمودنا، ونحن لسنا دولة عظمى او اصحاب بترول، وفي ظل هذا الحصار نعم نحن مستعدون لان نأخذ المساعدات من اي دولة عربية او اسلامية، وهذا لا يعيبنا وافضل من الذين يأخذون مساعدات من اميركا والاحتلال، ومن يخفه هذا الامر فليتفضل ويقدم مساعدات للشعب الفلسطيني ونحن لسنا في جيب احد ولا نعمل لمصلحة احد وهذا بات واضحا للجميع لكننا في الوقت نفسه لا يعيبنا ان يكون لنا اتصالات مع كل اخوانا العرب والمسلمين».
وعن تقييمه لاداء «حماس» خلال عام مضى على توليها السلطة في غزة وكيف تتدبر الحركة ادارة شؤون الشعب في غزة ومصالحه، اوضح: «كان هناك مراهنة ان الحكومة ستنهار بعد شهر او شهرين، لكن نحن بفضل الله استطعنا ان نحسن ادارة القطاع وان نرشد الاستهلاك والمصاريف وان نعزز برنامج التطوع في العمل بدلا من الذين استنكفوا ويتقاضون رواتبهم من رام الله وتمكنا من ادارة الامور المالية وتأمين رواتب 20 الف موظف بعدما قطعت رواتبهم، والان يمضي عام والحكومة بخير والاداء جيد ولولا هذا الحصار الاقتصادي لاستطاعت الحكومة ان توفر ما تستطيع من مقومات الصمود وان تراعي كل شرائح المجتمع الفلسطيني بما يتوافر لها من الحد الادنى وهذا هو سر النجاح وما وصلنا اليه».
وردا على تهكم القيادي البارز في حركة «فتح» محمد دحلان، على اداء حكومة «حماس» وادعائه بانها تعمل تحت شعار «الله يستر» وان القطاع بحاجة الى عشر سنوات لاصلاح ما خربته «حماس»، قال: «اننا نعتز ونفتخر باننا جميعا نعمل تحت ستر الله، وهذا الامر ليس عيبا، لكن القطاع بحاجة الى عشر سنوات مقبلة لمسح العار الذي تركه هؤلاء ومسح الفساد الذي سببه هؤلاء ومسح الديون التي تراكمت على قطاع غزة وسرقة اموال الشعب الفلسطيني واحيانا يمكن ان يكون جهاز امني لديه موازنة تشغيلية على مدار 11 شهراً ربما لا تساوي نثريات مدير مكتب من هؤلاء مخازن فارغة».
اما ما يتعلق بالاسلحة التي كانت مرسلة لحركة «فتح» وغنمتها «حماس» وان السلطة الفلسطينية لم تتلق لاجهزتها الامنية اي مساعدات او اسلحة من اميركا، فقال: « بامكانم العودة الى لجنة التحقيق التي شكلها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس والتي شكلتها الرئاسة والتي نشرت لتعرف الحقيقة وانا لست بصدد الرد على س او ص».
اصحاب قرار
وحول الاستعدادات للحوار بين «فتح» و«حماس»، اكد: «نحن رحبنا بهذا الحوار منذ اللحظة الاولى، وذهبنا الى مكان من اجله ذهبنا الى اليمن وهناك فيتو اميركي – اسرائيلي على اجراء هذا الحوار، ونحن اصحاب قرار، وكان هناك وفد لحركة فتح في غزة رسميا وبالامس كان هناك موعد في الساعة التاسعة في الامانة العامة، وفي الربع الساعة الاخير قدموا اعتذارهم لانهم لا يملكون من امرهم شيئا وجاءتهم الاوامر بالغاء اللقاء ونحن لسنا في موقع الدفاع عن النفس في هذه القضية ومن يرد لقاءنا اهلا وسهلا به ومن لا يريد الحوار سيدرك انه مخطئ».
وعن حول حدوث تراجع في مواقف «حماس» ونيتها الاعتراف باسرائيل واللجنة الرباعية وشروطها، اوضح: «نحن لم نغير من مواقفنا وما زال موقفنا ثابتا ولا يعقل بعد هذا الحصار وهذه التضحيات ان تغير «حماس» من موقفها ونحن رفضنا ان نربط قضية شاليط بقضية التهدئة، ورفضنا ان نكون حراسا لمنع التهريب او لوقف التصنيع كما يريد الاحتلال وهذه قضايا تعتبر هامشية اذا ما قيست بالثوابت والمبادئ وهذا كلام مردود على اصحابه وزاد قدرة «حماس» على الصبر والثبات وان تفرض شروطها وقدرتها على ارغام اسرائيل على القبول بشروطها».
وردا على سؤال الى اين تسير الامور في ظل الحديث عن عدم قدرة اميركا على الضغط على الحكومة الاسرائيلية في وقت يتورط اولمرت بفضيحة الفساد ويعاني ضعفا، قال: «انني ارى ان مشروع التسوية يسير نحو الانهيار، والمستقبل هو لمشروع المقاومة، اما اجندة «حماس» فهي قيادة شعبنا الى اقامة دولته وتعزيز علاقتنا مع الدول العربية والاسلامية وإعادة المكانة للقضية الفلسطينية ولأولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين المسجد الأقصى المبارك».