بمثلما ابتليت به امتنا العربية بأبنائها وناسها وصحفييها وجماعاتها ومنظريها ومحبيها ومثقفيها، لو نظرنا مرة واحدة إلي حجم أنفسنا ومن يسمع صوتنا وكيف نبدي رأينا ووجهة نظرنا وأفكارنا لما حدث من فرقة بين أبناءالشعب العربي الأصيل ، بينما العالم يزحف نحو التوحيد . . ونحن نعاني فتنة ومشاكل وحروباً داخلية و طائفية وعرقية وعقائدية وعشائرية قديمة أصبحت اليوم في جميع دول العالم ارشيفاً اصفر يعلوه التراب ..العالم يطلق الصواريخ الي الفضاء ونحن نطلق الصواريخ علي دورنا ..العالم ينزل علي المريخ والمشتري وعطارد وزحل ونحن نحاول قتل بعضنا بعضاً! وإذا كان العالم يجمع وبلا تردد علي إدانة الكذب والخداع والتغلب والإيقاع بالأقربين لكونها قيماً بدائية همجية هي من صفات المراحل المتخلفة للإنسان فمن باب أولي أن ينحو بهذا المنحي نفسه ويجمع علي إدانة السياسات التي تتصف بهذه الصفات بلا أخلاقية وبخاصة إذا كانت علي صعيد دول وأمة لها حضارة وتاريخ مشرف وذلك لان هذا النمط من السياسات ينبع من أنانية بدائية عدوانية وحشية وقد جر علي المجتمع الدولي في ما مضي .. والفواجع التي حلت بشعوب العالم بلا استثناء..ولو سألنا المواطن ا لعربي المسجون في جمهوريات الخوف والبطالة والعطل الإجبارية والتفجير والقتل والتشريد والخوف فقلنا له أين أنت الآن لنظر إلينا ببلاهة ولم يفهم الكلمات وكأننا نتحدث باللغة الصربية .. واذا حاولنا ان نشرح له لم نزد شرح المتعة الجنسية لطفل في الرابعة من عمره أو عرض مسألة معقدة في الرياضيات التفاضل والتكامل لأمي مسن لا يفك الخط فإذا صدمناه بعبارات نارية وقلنا له أيها المواطن العزيز ان كارثة قد حلت علينا مع انتشار الفضائيات فها هي أهم واخطر وأعظم القنوات الفضائية العربية أقامت الدنيا ولم تقعدها وفتحت أبوابها وشبابيكها واستنفرت مذيعيها وكوادرها ومراسليها ومحرريها وأصدقائها لبث الخراب والدمار في بلاد كانت بلدان العرب ..وان هذه البلادان اليوم أصبحت سفينة غارقة فوق بركان ظالم .. وحماماً من الدم بفضل السياسات الجديدة التي دخلت علينا حديثاُ عند دخول هذه الفضائيات وبالعكس اتخذت تلك القنوات قاسماً مشتركاً واتفاقاً غير معلن لطمس الحقائق وتغييب أخلاقيات المهنة الإعلامية والصحفية بتعمد لأننا الآن في العراق أصبحت أرضنا ارض موت وانقطاع الامل في سراب الخديعة ولكن لا الديمقراطية منحة ملكية ولا الغاء عمل هذه الفضائيات يتم بالمطالبة فهنالك قوانين للحرية الجديدة لتدفق الاحداث الجارية في عراقنا الجريح ومن ركب مستريحاً علي ظهر العباد لن تهمه شكوي الدابة .
وفي الوقت الذي يتعرض فيه خطر تقسيم البلدان العربية والخراب والدمار والتدويل والتفكير بصوت عال له مساوئه مثلما له مزاياه فليس من الضروري ان يؤيدني الناس علي ما أنا مؤمن به والعكس صحيح . نقول لقنواتنا الفضائية العربيةاولا والأجنبية ثانياً التي تتفاخر بالرسالة التي تؤديها .. الخ بضرورة الابتعاد عن بث السجالات الطائفية والتحريض ونزع رداء الشقاق والتملق من علي أجسادها وان تثقف وتروج لجهة علي حساب جهة أخري ، وتفتح أبوابها لإعلاء كلمة الحق ولا تميز بين أفراد الشعب العربي سواء كان شيعياً أو سنياً أو ينتمي الي الأقليات الأخري والعمل بشرف وكبرياء لوحدة الصف ووحدة المصير الابناء الشعب العربي لأن عمل الفضائيات الآن اوقعنا في مستنقع كبير لم يخرج منة احد ….
خالد القره غولي ..كاتب وصحافي عراقي