لحسن عيساني*
كانت مفاجأة المغني الجزائري الشهير ““بعزيز”” في التاسع من مايو أيار الماضي كبيرة لدى وصوله مطار تونس،
لحسن عيساني*
كانت مفاجأة المغني الجزائري الشهير ““بعزيز”” في التاسع من مايو أيار الماضي كبيرة لدى وصوله مطار تونس، إذ وجد اسمه على لائحة الشرطة الخاصة بالأشخاص غير المرغوب فيهم…ولم تكن هذه المرة الأولى التي يحدث فيها مثل هذا الأمر مع نجم أغنية الاحتجاج “بعزيز” فقد سبق أن طلب منه عناصر من الشرطة غداة حفل ناجح جدا أحياه في المسرح الكبير في العاصمة التونسية ضمن خمسة عشر أخرى، مغادرة البلاد وهو ما عزاه “بعزيز” آنذاك إلى تزامن حفلاته مع زيارة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة إلى البلاد…
وقال “بعزيز” إنه كان يتوقع أن تواجهه مشكلات في بلاد زين العابدين بن علي لمعرفته لطريقة تفكير النظام التونسي، غير انه لم يتصور أن يصل الأمر إلى طرده من المطار كما لو كان مجرما خطيرا.. وأضاف الفنان المتمرد أنه فكر في طلب توضيحات عما حصل من السفارة التونسية بالجزائر كما نصحه بعض أصدقائه، لكنه عدل عن هذه الفكرة لعلمه أن ذلك لن يؤدي إلى أي نتيجة…
وأضاف صاحب أغنية” أنا لا أعبأ بكم” أن ما حز في نفسه أكثر هو غياب أي ردة فعل من السلطات الجزائرية وتساءل عن جدوى القنصليات والسفارات الجزائرية إذا هي لم تتحرك وهي ترى فنانا جزائريا أو حتى مواطنا بسيطا يتعرض للطرد والإهانة في الخارج..
ويبدو أن النظام التونسي يخشى أن تنتقل إلى بلاده عدوى الاحتجاج من خلال صوت هذا الفنان الجزائري الملتزم فعلا والذي يقاتل من أجل الحق في حرية التعبير, ولعل من أجمل أغنيات “بعزيز” رائعته “رغم كل ما فعلوه بك يا بلادي أحبك” في لمز صريح للأنظمة الفاسدة التي تعاقبت على الجزائر…
وله أيضا أغنية خالدة يسخر فيها من جنرالات الجيش ويقال أنه كان يقصد بها رئيس تلك الفترة الجنرال ليامين زروال ويقول فيها ما معناه” حين أسمع هذا الجنرال يتحدث أصاب بنوبة قهقهة ..لكنه في مجال الأعمال صار شخصية، فهو يملك السلطة والمال والجنسية المزدوجة وهو يحتقر الناس .. وحتى في مواجهة الموت يخرج رابحا,,,فلدينا الرئيس والاستقالة أو الموت وكل أسبوع هناك انتخابات”.
وقد أطلق “بعزيز” أغنية الجنرالات هذه على المباشر على التلفزيون الجزائري رغم تحذيرات مسؤولي “اليتيمة” كما يدعو الجزائريون تلفزيون حكومتهم التي مازالت ترفض فتح قطاع السمعي البصري .. وقد كلفه ذلك حظر ظهوره على التلفزيون وإلغاء جميع نشاطاته الفنية في تلك الفترة ولا يزال حتى اليوم
يتعرض لحملة تضييق كبيرة ولا يستطيع أن يغني في القاعات الكبرى..
وخلافا للكثير من الفنانين يؤيد “بعزيز” قرصنة أعماله لأنه يرى أن هذا يفك الحصار عن رسالته ويمكنه من إيصالها إلى جمهوره خاصة وأن نشاطه يواجه بمحاولات إفشاله من خلال إطلاق الإشاعات عن وفاته في حادث أو الإنذار الكاذب بوجود قنبلة في مكان الحفل كما حدث معه مؤخرا في وهران عاصمة الغرب الجزائري…
والمؤسف أننا لم نسمع عن أي موقف تضامني من نجوم تونس خاصة أولئك الذين يتشدقون على الفضائيات بالالتزام بالدفاع عن القضايا الوطنية والعربية وعلى رأسها حرية التعبير…
أما “بعزيز” فيقول إنه قد لا يعود إلى تونس حتى تتحرر٠ أما أن يذهب إلى هناك وترصد الشرطة كل تحركاته فلا… وإن كان يعز عليه فراق جمهوره التونسي التواق للحرية..
لحسن عيساني
- كاتب صحفي ومترجم