بعد نحو شهر من اعتقال شاذ جنسيا بأحد فنادق الرياض إثر نشره إعلانا يعرض فيه نفسه للرجال مقابل 1500 ريال، ألقت هيئة الأمر
بالمعروف والنهي عن المنكر القبض على 21 شاذًّا في استراحة بمدينة سيهات شرق المملكة.
يأتي هذا تزامنا مع حملة تشنها كل من وزارة الشئون الإسلامية والهيئة على بناطيل يرتديها الشباب تبرز أجزاء من أردافهم تعرف باسم “اللوست”.
وأوضح الشيخ محمد الصافي مدير هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالقطيف أنه تم القبض على 21 شاذًّا في استراحة في مدينة سيهات بالمنطقة الشرقية أمس وتم تسليمهم للشرطة. بحسب جريدة “المدينة” اليوم السبت.
وأشار إلى أنهم حضروا لإحياء حفلة عيد ميلاد لأحدهم، والذي فر من الاستراحة ساعة المداهمة.
وبين الصافي أنه كان هناك آخرون –بخلاف الـ21 شابًّا- ولكن تم الإفراج عنهم ولم يوجه إليهم أي اتهام، لأنهم كانوا في عداد المتفرجين.
كما تمت مداهمة الاستراحة برفقة رجال البحث والتحري ورجال الشرطة والدوريات الأمنية، حيث تم العثور على ملابس نسائية داخلية بكميات كبيرة وعدد كبير من مساحيق المكياج والخمور المسكرة، بحسب الهيئة.
ولا توجد دراسات دقيقة توضح مدى انتشار الشذوذ بالمملكة، فهناك صعوبة في مثل هذه الدراسات، حيث تؤدي الوصمة الاجتماعية والموقف الأخلاقي والديني إلى ميل الناس لإخفاء هذا الأمر.
وتم مؤخرا الكشف عن حفلات عدة أقامها الشواذ، كان أبرزها القبض على نحو 30 شابا في أوضاع “مريبة” خلال حفلة أحيوها في استراحة بمكة المكرمة في مارس 2008.
وفي مايو الماضي ألقت الهيئة القبض على “شاذ جنسيًّا” في أحد الفنادق الشهيرة بمدينة الرياض بملابس نسائية، بعد نشره إعلانات على الإنترنت يعرض فيها نفسه للرجال مقابل (1500) ريال.
ويعد الشذوذ جريمة في المملكة، ولكن عقوبتها تعزيرية، بمعنى أنه لا يوجد نص محدد بشأنها، وتحدد العقوبة بحسب اجتهاد القاضي وفقا لظروف كل حالة، وغالبا ما يكون السجن والجلد، وقد يصل لحكم الإعدام في حال اعتداء الشواذ على أحداث والتشهير بهم.
حرب على اللوست
وبالتزامن مع هذا أعلنت وزارة الشئون الإسلامية «حربًا» على بناطيل، تُظهر أطرافًا من الملابس الداخلية، يرتديها الشبان، وأخرى تبرز أجزاء من أردافهم يطلق عليه “اللوست”.
وكشف مدير فرع الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في المنطقة الشرقية الشيخ عبدالله اللحيدان أنه «تم توجيه الأئمة والخطباء للتطرق إلى تلك الملابس، بالإرشاد والتوعية والتوجيه السليم»، بحسب جريدة “الحياة” في عددها اليوم السبت.
وأوضح أن «هناك نذرًا يسيرًا من شبابنا، ينساقون وراء تقليد شاذ، يوقعهم في الحرج، كلبس ألبسة مخالفة، مثل البنطال القصير من الأعلى، ويلبس تحته لباسًا داخلياً يُظهر جزءًا منه بألوان مختلفة».
وفي السياق نفسه أكدت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أنها تسعى إلى إلقاء القبض على أي شاب يرتدي بنطالا يظهر أجزاء جسده بصورة تخل بالآداب العامة، ولا سيما السراويل التي تعرف باسم (اللوست).
وقالت إنه سيتم تسليمه إلى الشرطة في حال إذا ما كابر ورفض ما يوجه إليه من نصح بعدم ارتداء هذه الملابس مرة أخرى، لتتولى الشرطة بعد ذلك اتخاذ اللازم حياله.
وأوضح المتحدث الرسمي باسم الهيئة الشيخ أحمد الجردان أن هذه البنطالات تظهر العورة، وهو ما “ينافي عقيدتنا الإسلامية وعاداتنا الإسلامية وعاداتنا الاجتماعية”، وذلك وفقا لجريدة “شمس” السعودية الجمعة 21-5-2008.
وعلى الرغم من أن السعوديين معروفون بشدة تمسّكهم بزيهم الوطني (الثوب والعقال والشماغ)، فإن بعض الشباب بدأ يتمرد مؤخرا عليه.
وبدأ البعض في لبس البنطال على الخصر، ويكون نازلا من الخلف بقدر المستطاع، ليبقى متدليًا مع ضرورة إظهار الملابس الداخلية، أما آخرون فاعتمدوا لبس سحاب إضافي في الخلف، بملابس داخلية ذات ماركات عالمية، أحيانًا، وصارخة الألوان، ويحمل بعضها أسماء أصحابها.
وغالبية هؤلاء الشبان يرتدونها من أجل “مواكبة الموضة”، كما يرددون.
الشذوذ.. والموضة
وحذر الكاتب الصحفي بجريدة الحياة ثامر الصيخان في تصريحات سابقة لشبكة “إسلام أون لاين.نت” من أن وسائل التعبير الجديدة عن الشذوذ باتت تصنف تحت بند “الموضة”.
وأشار إلى أن الشاذ في الماضي كان يخشى أن يبدي شذوذه خشية سطوة المجتمع، وحيث إن المجتمع في تلك الأيام يرفض اللباس الناعم للرجل والخشن للمرأة فتجد أن الشاذين أعدادهم قليلة وتجمعاتهم أقل.. الآن وبفضل الموضة أصبحنا لا نفرق بين الشاذ والأنيق.
وأعرب الصيخان عن رفضه للرأي القائل بأن الشذوذ يكثر في المجتمعات الخليجية بسبب انعدام الاختلاط بالجنس الآخر، مشيرا إلى أن أكثر نسبة شذوذ في العالم تقع في دول يتعدى الأمر عندها من الاختلاط إلى “افعل ما يحلو لك” مع الجنس الآخر ومع ذلك فالشذوذ لديهم أكثر.
ويرى “الصيخان” أن أهم علاج لهذه المشكلة هو أن يكون المجتمع في هذه المرحلة صريحا مع نفسه ويعترف بوجود المشكلة، ثم يناقشها بصوت مسموع ويصل إلى هؤلاء الشواذ، ويبحث عن أسباب تحولهم هذا، فالتجربة أثبتت أن ما يصلح لغيرنا لا يصلح لنا بالضرورة، خصوصا في المجال النفسي.