وقالت صحف مصرية صادرة السبت، وكذلك موقع “اتحاد الأقباط” المصري إنّ قرية “النزلة” الواقعة جنوب غرب العاصمة المصرية، شهدت أعمال شغب على خلفية هروب الزوجة قبطية من زوجها المسلم وبصحبتها طفلها.
وقال موقع “اتحاد الأقباط” إنّه تمّت مهاجمة منازل ومحلات الأقباط بسبب هروب دميانة مكرم التي سبقت أن أشهرت إسلامها من عامين والتي تسببت في أحداث المقطم.
وقال الموقع إنّ عشرات المسلمين الذين يحملون عصيًّا هاجموا منازلهم ومتاجرهم وحطموا متجرا لبيع الزجاج وصيدلية ومتجرا للأدوات المدرسية ومحلا للبقالة ومتجرين لبيع الأخشاب وواجهات منازل وثلاث سيارات.
لكنّ صحفا مصرية نسبت لمسلمين قولهم إن أقارب المرأة خطفوها من منزل زوجها في القاهرة وأن أقارب الزوج ذهبوا لاستعادتها واشتبكوا مع المسيحيين.
ومن جهته، قال موقع “اتحاد الأقباط” إنّ زوج دميانة محمد أبو زكي هو من قاد الهجوم على الأقباط لاتهامهم بالمسئولية عن اختفاء دميانة وطفلها.
ونسب الموقع لعائلة دميانة، قولها إنها لا تعلم أي شيء عن ابنتها وأنها غير مسؤولة عن اختفائها.
وعلى الفور نشرت السلطات المصرية تعزيزات أمنية في القرية وفرضت حراسة على محلات ومنازل الأقباط.
وقالت مصادر إنّ الشرطة أعادت الزوجة وطفلها في وقت لاحق، في الوقت الذي تحدث فيه أقباط عن “جحيم” تعيشه دميانة دميانة مكرم حنا، 23 عاما، التي غيرت ديانتها واسمها إلى داليا مكرم محمد وتزوجت مسلما عام 2006.
وفي نفس اليوم، قالت عدة صحف مصرية إنّ شابا مصريا ذبح شقيقته، بعد أن علم أنها حملت من شاب مسيحي خارج إطار الزواج، في قرية بمحافظة المنيا.
وأضافت أنّ الشاب، وبدعى محمد عبد الله، 35 عاما، قتل أيضا والدة الشاب المسيحي وحاول قتل شقيقته، عندما لم يجده في المنزل.
وتبلغ الفتاة القتيلة 18 عاما، وهي من قرية شرارة وكانت صديقة للمسيحي مينا عجيان وليم وهو في الثامنة عشرة من عمره أيضا، وفق الصحف المصرية.
لكن مصادر استبعدت أن يكون دافع القتل “طائفيا” مؤكدة أنّ الأمر يتعلق بعملية “ثأر للشرف” حيث كان الأمر سيتكرر لو كان للقتيلة علاقة بمسلم.
وقال الصحفي المصري كمال حافظ، المقيم في دبي، لـCNNبالعربية “أعتقد أنّ الإعلام الغربي خاصة يهول من هذه الأمور، فهي فقط مشاكل بين جيران مصريين وليست أعمال عنف بين مسيحيين ومسلمين.”
وأضاف “إنّها مشاكل عادية تقع بين الجيران بغضّ الطرف عن الديانة، وكما تلاحظون فإنّ ما حدث في هاتين الحالتين، أمر دارج بين المسلمين أنفسهم أو بين المسيحيين أنفسهم.”
وأوضح أنّ طبيعة المجتمع المصري “مختلفة عن مجتمعات أخرى مثلما هو الأمر في لبنان مثلا أين تعيش الطوائف في غيتوهات لا علاقة لها بالطائفة الأخرى. ففي مصر يعيش المسلم إلى جانب المسيحي فعلا.”
وقال “مشاكل مصر اليوم ليست في هذه الأحداث المعزولة وإنما في غرق العبارات ومراكب الموت التي تحمل مهاجرين مسلمين، سنة وشيعة، ومسيحيين.”
لكنّ مصادر أخرى نبّهت إلى تزايد مثل هذه الأحداث في مصر في الأسابيع الأخيرة، حيث قال الكاتب أحمد أسواني على موقع “آفاق” الإلكتروني إنّ الفترة الفاصلة بين 26 مايو/أيار والسادس من يونيو/حزيران، شهدت عدة أحداث كان الأقباط هدفا لها.
وتوافق “جمعية الأقباط” في فرنسا على ذلك، مشيرة إلى أنّ ما لا يقلّ عن 16 قبطيا لقوا مصرعهم في تلك الفترة.
وقالت إنّ من ضمن الأحداث الدموية، “اصطدام سيارة من دون سائق بحافلة كانت تقلّ مسيحيين من قرية بني يوسف” جنوب القاهرة.
وفي مقاله عدّد الأسواني ما يقول إنها هجمات ضدّ الأقباط خلال تلك الفترة من ضمنها “مقتل صاحب مصاغة وثلاثة موظفين، وجميعهم مسيحيون، في القاهرة، وكذلك اختطاف ثلاثة أقباط من كنيسة أبوفناء في المنيا ومحاولة إجبارهم على اعتناق الإسلام قبل إطلاق سراحهم لاحقا.”
وقالت “جمعية الأقباط” في فرنسا إنها ستتظاهر الأحد أمام مقر السفارة المصرية في باريس من أجل التنديد بالاعتداءات اليومية على المواطنين الأقباط في مصر” وفق موقعها على الانترنت.