مرهف مينو
لم استطع وانا اطفئ سيجارتي الثالثة ان اكتب ولا حرف كنت انظر الى الورقة البيضاء التي امامي وافكر
..
ياترى هل انتهت الأفكار؟
اتصل مدير التحرير وطلب مني قصة للصفحة الثقافية…
احتفظ أحيانا ببعض الأفكار لمثل هذه المواقف . راجعتها في الصباح كانت هزيلة بدون معنى
صوت الراديو مثل صوت الصوص كان احدهم يتلو بيان شجب او بيان لحزب ما ؟؟؟
دخلت زوجتي تسبقها رائحة عطرها,تحمل القهوة اطفئت الراديو سألتها :
– اليس من الأفضل لو وضعوا اغنية لفيروز
رشفت القهوة وهي تدندن اغنية لفيروز:
– ها …. الم تكتب شيئا؟
نظرت اليها كانت بثوبها الأبيض الشفاف تشبه الورقة التي امامي والتي تعاندني منذ ساعات الصباح الأولى
– حتى الأن لم استطع ان اكتب شيئا .
خرجت من الغرفة وهي تقول :
– انا اعرفك انت عنيد لابد ان تجد شيئا.
لم تدرك ان المسألة ليست مسألة عند . دائما تقول اني عنيد (انا تزوجتك لعنادك وصلعتك)
كانت تحب تللك الشعيرات القليلة التي تغطي رأسي وتقول ان جبينك العريض وصلعتك دليل ذكاء
اخذت اتلمس رأسي وابتسم
صوت فيروز قادم من المطبخ ممزوج برائحة القهوة وضجيج الشارع
تذكرت الورقة التي لا تزال بيضاء ,حتى الآن لم اكتب حرفا واحدا
لمعت الفكرة في رأسي سأكتب عن الحب منذ فترة لم اكتب قصة رومانسية…. عدلت عن الفكرة
وتذكرت اني منذ ان تزوجت اصبح للحب معنى مختلف عندي , دائما اضحك من نفسي عندما اعتزم
كتابة قصة حب وانا اجادل صاحب البيت على فاتورةالكهرباء والماء الذي يتسرب من السطح ….
الورقة البيضاء تبتسم ربما تهزء بي ربما قررت اليوم ان تتحداني وتتحدى الصلعة التي كنت دائما افخر
بها .
– انا ذاهبة للسوق… الا تريد الذهاب للجريدة اليوم
نظرت زوجتي الى الورقة التي مازالت امامي بيضاء
– الم تكتب شيئا حتى الآن؟
– اليوم .. لا اعرف حتى الأن لا شيء
احسست بأن دماغي قد مسحت تماما … شل تفكيري
لا رغبة في التفكير والكتابة اليوم… سأقول لهم في الجريدة اني مريض , سأذهب للحديقة
اتجهت صوب خزانتي ,اخرجت منها الثياب صورة غيفارا المعلقة على الحائط تذكرت امي كانت دائما
تقول لي
– (شو عاجبك بها الصورة يا أبني حطلك شي صورة توحد فيها ربك شوف حتى دقنوا مو حالقا)
كنت اضحك من كل قلبي ..امي دائما رغم كرهها للصورة لا تنزعها من الجدار لأنها تحبني ,لم اكن
ارد فقط اضحك تقول لي وهي تضرب كفا بكف (لك ياأبني شو بدك بها العالم هدول جماعة كفار
مابيعرفوا الله)
اه …قررت عدم كتابةاي شيء اليوم ولكن الصلعة مصرةعلى العمل ارتديت ثيابي بسرعة وشربت
ماتبقى من قهوتي وهرولت الى الشارع مسرعا علي اجد احدا يروي لي حكايته لأرسلها غدا للجريدة .