((مابين السطور))
إنها كحركة تحرير وطني فلسطيني, مستودع الدم كمهر يبذله الأوفياء فداء فلسطين, وعرين الفهود السود, وفضاء البواشق,ومحفل الشهداء,وميادين حماة الأقصى, ومعبد وثيقة العزة الوثقى, وملحمة القسم
لصناعة النصر من رحم النكبة والنكسة, وجزيرة أسطورة الفينيق رمز الانبعاث, حركة فتح تعني بحروفها المعمدة بدماء الشهداء, وعطاء الأسرى, تحوي بطلاسمها, مفاتيح النصر, وسر التحرير, إنها أول الرصاص وأول الحجارة وأول الاستشهاد,إنها الخندق الأمامي في مواجهة الصهاينة الأوغاد, حركة ولدت من رحم الهزيمة لتبعث النصر, تدفقت من بين صلب الاغتراب داخل الوطن, وترائب الغربة المحيطة بهواء فلسطين, حركة بعظمتها ما تأخرت يوما عن تلبية نداء الدم والعطاء, ولا ترددت في الإقدام على امتلاك زمام المبادرة والانتماء, تاريخها الممتد من سن بدايات اليأس العربية وعلى مدار نصف قرن, وصولا إلى عمر الانطلاق المتجدد, والمفعم بروح شباب الأمل بان التحرير على مرمى حجر, سموها بالمارد والديمومة والأم الولادة الفدائيون,سموها براع الوحدة الوطنية وتولت المسئولية منذ مهدها, سموها بأم الجماهير وراعية الحلم, سموها بينبوع الأشبال المتدفق, وما سموها بما ينصف سموها وصمودها الأسطوري, كسفينة حملت الهم والأمل ووصايا الآباء والأجداد والشهداء, لتبحر بجسدها المفولذ, وسط العواصف العاتية, والبراكين الهادرة, وأمواج المحيطات العالية, فما وهن قبطانها, ولا كلت عزائم رجالها, فكانت علامة فارقة في معترك التحدي ,حاضرة في كل الميادين, فكم كانت مصدا للرياح, وكابحا للأمواج, وصخرة تتكسر عليها كل مؤامرات الكون, هي حركة عظيمة بامتياز, لم يوقف زحفها سوط الجلاد, ولم يعيق تقدمها نهش الوحوش,ولا تربص الصياد,هي عصية على الاندثار, صدق بها الرجال الرجال الأوفياء ماعاهدوا الله عليه, فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر, وما بدلوا تبديلا, وسيبقى الأوفياء على العهد مابقي بصدورهم أنفاس , إلى أن يرفع شبل أو زهرة فلسطينية, علم فلسطين خفاقا على مآذن وكنائس وأسوار القدس بإذن الله, يرونها بعيدة ونراها قريبة, علمتنا الفتح كيف تجري فلسطين منا مجرى الدماء في أوردتنا,علمتنا الديمومة أننا مشروع شهادة, وجسر صلب للأجيال كي تخوض ملحمة العبور إلى قدس الأقداس, فمهما تجبر وتكبر الغاصب فمصيره المنهزم الذليل.
فكم تعرضت هذه الحركة العملاقة, والتي انضوى تحت سقفها ملايين من امتنا العربية والإسلامية , ولم تقفل أبوابها لمناضلي الحرية من شتى أنواع الطوائف والديانات, حركة يمينية ويسارية, حركة جمعت تحت شعارها التحرري والثوري مناضلي الديانات السماوية جمعاء, حركة انصهرت بداخلها كل أطياف الفكر التحرري فسحقت حدود القارات والجنسيات, إنها حركة التحرير الوطني الفلسطيني”فتح” فكم تعرضت منذ انطلاقتها وإعلان دعوتها للتحرر بالكلمة والبندقية والسكين,إلى مئات المؤامرات من القريب والغريب فصمدت, وكم تعرضت إلى التخريب من داخل بيتها فما انهارت ولا خبا تدفقها وصمدت, وكم تعرضت إلى تصفية دموية لرعيلها القيادي الأول وما توقفت كولادة ورحم خصيب لصناعة القادة والزعماء, فما كانت يوما عاقرا, لقد رفعت بيارق فلسطين صعودا على أجساد الشهداء, لتعلنها للعالم في كل مكان وفي كل زمان, إنها ثورة غلابة وإنها النور الحارق للأعداء, الذي ينير عتمة نفق التحرر, فحررت الإرادات المحبطة بفعل الهزائم العربية, وحررت العقول من الثقافة الانهزامية, فشكلت نهجا يحتذ به, ونبراسا يهتد به, وخير زاد وزواد, انطلاقا من الإيمان بوعد الله بالعزة والنصر.
هكذا هي”فتح” وأكثر عظمة, إذا ما تعرضت لطوفان وإعصار,تصمت,تهدأ, تتقوقع, تنكمش, حتى يخال للجاهل بالديمومة,أنها وهنت, وضعفت, وآخذة بالانقراض, ولا يعلم الجاهلون أنها من بعد صدمة العواصف البائدة, طوفان وبركان وأم العواصف, تلك هي العاصفة الكبرى”فتح” التي اتخذت لنفسها من واقع الفعل شعار “العاصفة”, وما انكماشها في وجه العواصف سوى سر وجودها وديمومتها, لكنها توأم أسطورة الفينيق, الذي ينطلق هادرا من وسط غبار العاصفة, لتجلجل بصوت جماهيرها”وهي أم الجماهير” لتقول ها اناذا ,رغم المحن والعواصف والطوفان, ها أنا ذا العاصفة والطوفان والديمومة التي لا تكسرها الرياح العابرة, ولا البراكين الهائجة, إنها “الفتح” لمن يجهلها, كالإسفنج إذا ما انكمشت تنتشر وتزداد جماهيرها, وإذا ما تمددت فإنها تمتص كل نتوءات العواصف والبراكين, ولا يبقى إلا عاصفة العواصف, وبركان البراكين, ومن هنا انتزعت شعار ديمومتها, أسفنجية التكتيك, صخرية الإستراتيجية,فولاذية في مواجهة الأعداء, لكن نقطة ضعف “الفتح” لأنها رحيمة بأبناء شعبها, وواثقة بوفاء أبنائها, فلا يوجعها إلا الضرب في أحشائها من سدنة معبدها, من حيث لا تحتسب ولا تتوقع, فضربة الغدر في الخاصرة تحني ظهرها, لكنها فينيق سرعان ما تنتصب قامتها, ومن لم يعاصر عظمة الفتح معذور بتسرعه لإطلاق الأحكام, فلينتظر وليرقب عنفوانها الثوري, وتجددها وانطلاقها, لكنها يجب أن تلفظ الدنس الساكن في أحشائها, وتطهر سبب هيناتها وكبواتها,في محفلها السادس المغتصب, فالفتح وان استكانت وهدأت حراكها, فليعلم القاصي والداني انه الهدوء الذي يسبق العاصفة, تلك العاصفة كالنسائم الحانية على الأوفياء الشرفاء المخلصين لفلسطين, وكالنسور الجارحة على الأعداء والمتسلقين والغادرين, غدا ترون أن الفتح((ربيع الفصول وثمر المواسم)), ما غابت إلا لتعود أقوى وفي ركبها الفرسان الميامين,,, وان غدا لناظره قريب,, فلترقبوا صرخة العاصفة تأتي هادرة لتقول,,, ها أنا الفتح,, وللمسيء تقول,,اغربوا فانتم الطلقاء,,باختصار الاختصار فان الفتح هي عرين الوحدة الوطنية والمحبة والإخاء, على عتباتها قسم الشراكة في الدم الشراكة في القرار,,فما لها غير الصهاينة أعداء.