شهر يونيو من الشهور الحافلة بالذكريات الأليمة التي ارتكبها الكيان الصهيوني، ففي 4 يونيو عام 1982م شن سلاح الجو الإسرائيلي هجومًا على العاصمة اللبنانية بيروت قتل فيه 211 شخصًا؛
انتقامًا لمقتل سفير إسرائيل في فرنسا على أيدي فلسطينيين. وفي يوم 5 يونيو عام 1967م احتلت القوات الإسرائيلية الضفة الغربية والقطاع بفلسطين والجولان السورية وسيناء المصرية، وأصابت القوات العربية بكبرى الخسائر الحربية في العصر الحديث على يد القوات الإسرائيلية، وكانت هذه النكسة بداية مرحلة جديدة في التاريخ العربي، وفي يوم يونيو 6 من يونيو 1981م قصفت طائرات إف 16 الإسرائيلية المفاعل النووي العراقي الواقع بالقرب من بغداد، وحولته إلى ركام خلال ثوان معدودات، وبرر رئيس الوزراء الإسرائيلي “مناحيم بيجن” هذا الاعتداء بأن العراق كان يطور أسلحة نووية، وفي نفس التاريخ 6 يونيو ولكن عام 1982 غزت القوات الإسرائيلية بقيادة وزير الدفاع الإسرائيلي “شارون” لبنان، وارتكبت أكبر المجازر الوحشية في التاريخ ضد الفلسطينيين، ألا وهي مذبحة “صابرا وشاتيلا”، وكان من نتائج هذا الغزو تأسيس حزب الله اللبناني تحت زعامة الشيخ “محمد حسين فضل الله”؛ حيث قاد هذا الحزب المقاومة حتى تحرير أغلب الجنوب اللبناني، وخسرت إسرائيل في هذا الغزو أكثر من 900 جندي قتيل. وفي يوم 7 من يونيو 1967م احتلت القوات الصهيونية القدس الشرقية بعد يومين من حرب الخامس من يونيو/ حزيران 1967. أما في يوم 12/6/2006 فقد اندلعت الحرب بين إسرائيل وحزب الله على إثر اختطاف الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط من قِبل حزب الله، وقد استمرت تلك الحرب 33 يومًا وارتكب فيها الكيان الصهيوني مجازر وحشية راح ضحيتها الكثير؛ وإن كانت إسرائيل لم تخرج من هذه المعركة رابحة، وكان لهذه الحرب العديد من التداعيات على زعزعة الكيان الصهيوني وحكومته من الداخل، وفي يوم 15/6/1994 أقام الفاتيكان وإسرائيل علاقات دبلوماسية بينهما، وفي يوم 19/6/1975 كانت هناك محاولة اعتداء قام بها الإسرائيليون على المسجد الأقصى، وفي يوم 20 من يونيو 1922م قرر الكونجرس الأمريكي بالإجماع إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، ثم بدأت القوة الصهيونية حركتها الفعلية تجاه تحيق الهدف؛ ألا وهو إنشاء وطن قومي لهم بمساعدة القوى العظمى وهي الولايات المتحدة الأمريكية، وفي يوم 25 يونيو 1994 حدثت مجزرة في الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل الفلسطينية نفذها مستوطن يهودي من أصل أمريكي يدعى باروخ جولدستين (طبيب)، حيث أطلق النار على المصلين المسلمين في المسجد الإبراهيمي أثناء أدائهم الصلاة فجر يوم الجمعة في شهر رمضان، وقد قتل 29 مصليًّا وجرح 150 آخرين قبل أن ينقض عليه مصلون آخرون ويقتلوه.
فهل يمكن أن تكون مصادفة أن إسرائيل فعلت كل هذه الجرائم والمذابح في تواريخ متقاربة وفي شهر واحد؟ أم أنها أرادت أن تجعل من شهر يونيو شهر انتصاراتها وشهرًا لنكبات العرب؟
الجدير بالذكر أنه في يوم 3/6/1957 وافق المجلس الاقتصادي لجامعة الدول العربية على إنشاء الوحدة الاقتصادية بين دول الجامعة. فأين الوحدة الاقتصادية؟ وأين الوحدة العربية؛ بل وأين الجامعة؟ أليست كيان يشغل حيزًا ماديًّا فقط ولا يشغل حيزًا في التأثير الإقيلمي والدولي؟ إلى أي مدى يخطط العرب وينفذون ويحققون أهدافهم؟ إلى أي مدى يكون ما يقررونه ويفعلنه بناءً على دراسة ورؤية صائبة؟
في هذا الشهر نتذكر العديد من النكسات والنكبات والجرائم للكيان الإرهابي الغاصب والعديد من الأمنيات العربية، ونأمل أن يتحول شهر يونيو إلى شهر الانتصارات العربية.
كاتبة متخصصة في الشئون الإسرائيلية