الشاعر السوداني/ حسن إبراهيم حسن الأفندي
وظلم ذوى القربى أشد مضاضة ** على النفس من وقع الحسام المهند
تجرى دمـــوعى إن ذكـرتك مالى
وكأنـنى طفـــل مـن الأطفـــال
ما زلتُ ذاك الغِـرَ ينبس بالهــوى
رغم العقود ورغـم قرب زوالى
أبكى إذا ما جاء ذكــرك مسّــــنى
وذكــرت أحـبابا لـــنا وعــيالى
أبـكى رجالا أودعـونا ذكـرهــــم
كانـوا لَخـيرَ الناس بيـن رجال
طافت بروحى فى ربوعك لحظة
زحمت لصدرى تستثير خيالى
جوّبتُ فى الأحياء أسكب مهجتى
حـينا وحـينا أســـتبيح وصـالى
ولـربما أسـر الهـوى من عاشـق
فأعـاد من سـِيَرٍ عـلى الأطلال
إنا بنــــوك فهـل حفظـت ودادنا
والأرض تعـرفـنا ملـوك مقـال
خطوا بأشعـارٍ لهــم موسوعـــة
وتناطحوا بالـرأي شــم جـــبال
ما بـدّلــتنى فـى هـواك مسـافــة
هيهات يا أم درمان صعـب محال
إن تسـألـي فـيـم الهوى وعـذابه
ولَــدي مـن دنيا ومـن آمــال
ولـَدي أصحاب هــنا ومحــــــبة
وجميل مأوى , بل كثير نوال
لأجـبت فـى غـير الـتردد إنـــمـا
روحى لـــذا ولذاك ليس تبالى
فلقــد ذكرت مع الشـــباب فتوتى
وذكرت عهدك باكــياً أحوالى
وذكرت حين الليل جنَّ وطاف بى
مـيل إلى طرب إلـــــى طبّال
يشـــدو طروبَ اللحن كلُ منـــمق
بالعـود حرّكــنى ودغدغ بالى
ولرب حســـــناء تمايــــل عطفها
تُبــدى أنوثتها فـــريـــد جمال
شغـلت فــــؤادى تارة وشغــــلتها
ونظمت فـــيها أروع الأقوال
خلّفتُ قلـــــبى خلْـــف كل جميلة
وسهرتُ فى شوقٍ لهــا بلـيالِ
اللهَ يا أم درمـان حـــرّك خاطرى
ما كان من عمر ولطــف دلال
وبرغم أن الكون يعرف من أنا
ونسيت من صلتى وحسن فعالى
ما زلت أشتاق الرجوع مودعا
ما كان من سُعــدى ومن أنكال
فإذا أتـى نعـــيى إلـيـــك تأســـــــفى
بعض الدقائق فى أسى وسـؤال
قــــولى لماذا ما حــــــفـظـت وداده
وبمثلما قــــد كان بـرَّ نـــــوال
حمـــل المآثر ناشــــرا لمحاســـنى
فى العالمــين منوِّها بخصالى
هـيهات لا عــتب علــــيك وإنــما
هي وقفـة تحكى أسى أجـيال
كم حـزَّ فى نفسى عنادلُ غـــرّدت
لـم يلتفت أحد إلى اســتقبالى
وكأننى بعد المشــــيب غدوت ما
أدرى عن المفعـول والأفعال
وكأن كل الناس حـين تضـمــنى
وتذيع أشــعارى وتُسعـد حالى
وطــنى تنكـر لى وذاك يغصـنى
ما كان أحرى لـو رعى أمثالى
لملـم جراحك ما تبـقى من مدى
حتى يعــود السـيفُ مـرَّ قــتال
http://hassanibrahimhassanelaffandi.maktoobblog.com/