وكأن تصريحات وتصرفات كل من الرئيس بوش ورايس ما هي سوى تلميحات للرئيس محمود عباس معناها: بأن عليه أن ينسى ويتناسى كل ما قطعوه له من عهود ووعود. وأنه لم يكن بالرجل الذي يمكن الاعتماد عليه, وأن سلطته الواهنة لا تليق بمن يتفاوض معها من الإسرائيليين.وأن من حق إسرائيل بناء المستوطنات, وممارسة كل ما تريد بما فيه الإرهاب. وأن الطريق في خارطة الطريق وعر,وغير سالك بسبب أعمال الحفريات,و تحويله مكب للنفايات والردميات. وما من أحد آسف على مصير أبو مازن وسلطته, حين تخلوا عن المقاومة, وراحوا يثقون بجورج بوش الكذاب. و لا يسعنا إلا أن نقول,على نفسها جنت براقش يا أبو مازن .ولو أنك حر ووطني كما تدعي,لسارعت إلى تقديم استقالتك ,واعتزلت السياسة إلى الأبد حفاظا على ماء الوجه.لهذه الأسباب:
- حين سعيت لتقليص صلاحيات الرئيس ياسر عرفات, وتحالفات مع الإدارة الأميركية بهذا المجال.
- حين انتهكت الشرعية وأقلت رئيس الوزراء الشرعي إسماعيل هنية, وعينت حبيب الإدارة الأميركية,وعميل CIA وأحد الليبراليين الجدد سلام فياض ليكون رئيسا للوزراء. وهو من الذين يقفون مع إسرائيل في السراء والضراء. والذي قال أن بوش هو من أملى على أبوما زن تعينه. وهذا معناه أنك أنت من قمت بالانقلاب تنفيذا لتعليمات بوش, وتكذب علينا بأن حماس هي من قامت بالانقلاب.
- حين راحت الإدارة الأمريكية تقر وتعترف بأنها هي من أمرتك أن تضع العصي في طريق كل من حكومة إسماعيل هنية,والمجلس التشريعي. وكأنها تريد النيل منك لفشلك بإشعال نار الحرب الأهلية.
- حين رحت تفرط بحقوق شعبك وتهدرها مجانا, لتحافظ على صداقتك الوطيدة بالإرهابي جورج بوش.
- حين اعتبرت أن صواريخ المقاومة صواريخ عبثية. ولكن أولمرت وجيمي كارتر هما من كذبوك, ويؤكدون أن هذه الصواريخ تلحق بالغ الضرر والأذى والتدمير بالمستوطنين والمستوطنات. وحتى أن حكومة إسرائيل تسعى للاتفاق على هدنة مع حماس لوقف إطلاق صورايخ القسام على المستوطنات.
- حين لم تجرأ على دعم حق فصائل المقاومة الوطنية في العراق وفلسطين ولبنان ولو بالكلام. بل كان صمتك عن جرائم العدوان والاحتلال هو ما جعلك في دائرة الشبهات والتي بررت لنا إتهامك بالعمالة.
- حين تحولت إلى ممثل تؤدي دور مهرج, تحذر من خطر حلف إيراني, وتنفيذ حماس لأجندة إيرانية.
- حين لم تقم الدنيا على رأس جورج بوش حين قال في الكنيست مخاطبا الإسرائيليين: إن 300مليون أمريكي هم مع 7 ملايين إسرائيلي يشكلون شعبا واحدا في مواجهة الإرهاب, وإنكم ستنعمون بدولتكم وستنتهي حماس وسينتهي حزب الله. وكذلك حين قال في شرم الشيخ وبحضورك: لحظة مصيرية تتطلب أن نقف بحزم إلى جانب حكومة السنيورة وأن ندعمها, وأن محمود عباس قلق جدا بشان لبنان ومصير حكومة السنيورة وأنا كذلك. وأليس هذا انتهاك فظ لكرامتك يا محمود عباس؟أم أن كل أمر يهون أمام وعود الإدارة الأميركية لك بأن الرئاسة ستبقى حكرا عليك وعلى أبنائك وأحفادك من بعدك؟
- حين لم تعامل الإسرائيليين بالمثل على اغتيال وتصفية وقتل واعتقال كل وطني وحر وشريف. في نفس الوقت الذي تمتدحك و دحلان والسنيورة وعملاء العراق. حتى أن اغتيالها للشقاقي والشيخ محمود ياسين وعرفات وغيرهم الكثير, ومحاولة اغتيالها لخالد مشعل واعتقالها لسعدات والبرغوثي,وحصارها لقطاع غزة أثار حنق وغضب العالم, بينما رحت تنصب نفسك خصما وعدوا لكل من نجا من محاولة أغنيال أو أعتقال من قبل قوات العدوان والاحتلال والإرهاب الإسرائيلية.
- حين أدلى مستشارك السابق لشؤون الأمن القومي محمد دحلان, لصحيفة الرأي بجملة أقوال أهمها:
- أن عملية السلام وصلت إلى نهايتها والى طريق مسدود في العام 2000م, وفقدت قيمتها الجدية عندما فقدنا الرئيس الراحل ياسر عرفات. وهذا معناه أن ما تقوم به مضيعة للوقت.
- إسرائيل لا تبحث عن مفاوضات، بل عن تعميق الاستيطان ومن يكون رئيس الحكومة فيها. وهذا أكبر دليل على أن مفاوضاتك ومباحثاتك ولقاءاتك مع إسرائيل عبث في عبث.
- نأمل أن يتخذ أبو مازن خطوات أكثر واكبر في اتجاه عملية السلام، لأنه لا يجوز أن نستمر مترددين في اتخاذ مواقف أكثر جدية بتعليق المفاوضات لمدة معينة، مثلا إلى حين الحصول على ضمانات بوقف الاستيطان. وبهذا الكلام يناقض دحلان قوله السابق, ويتهمك بالتردد.
- أنا لا أرى جدوى من استمرار المفاوضات مادام الاستيطان يوما بعد يوم يزداد ويعلن عن بناء مستوطنات جديدة، ففي الماضي كان الإسرائيليون يقيمون المستوطنات على خجل وسرا، أما اليوم فإنهم يطرحون عطاء اتهم علنا وهناك من يقول هل تريدون أن نوقف المفاوضات ونثير شماتة حماس، فنحن نمشي وفقا لمصالح الشعب الفلسطيني وأبو عمار كان يوقف ويعلق ويتقدم بالمفاوضات.وبهذا الكلام المتناقض والمرتبك يفضح دحلان المستور.
- أوغلت حماس في الدم الفلسطيني وتحولت إلى مجموعة من المهربين المختصين بتهريب البنزين والديزل والأدوية، والمقاومة أصبحت في الثلاجة. وليتصور المرء دحلان وهو المتهم بتهريب مواد البناء لإسرائيل لبناء جدار الفصل العنصري, ويملك أبراج في خارج فلسطين تكتنز بالرقيق الأبيض للدعارة, يدين من يهرب لجماهيره الوقود والدواء والغذاء.
- المؤسسة الأمنية كانت مدمرة منذ العام 2002م، فقد كانت حماس تنفذ عملية, وترد إسرائيل بتدمير مقار السلطة. ومع كل هذه الجرائم حافظت ودحلان على صداقة وطيدة مع إسرائيل.
- غير صحيح أن الأميركيين دفعوا 90 مليون دولار، والولايات المتحدة لم تقدم دولارا واحدا للأجهزة الأمنية منذ جاء أبو مازن إلى السلطة وحتى تقديم استقالتي، وأنا عملت مستشارا للأمن القومي نحو ستة أشهر وسمعنا عن أرقام عدة لمساعدات أميركية وكانت مجرد وعود ثم عرضت على الكونغرس مساعدة لنا بمبلغ 90 مليون دولار ثم لم نتلق شيئا، والولايات المتحدة تتحمل مسؤولية إثارة الناس وهي قاصدة ذلك. وبالمناسبة نحن لسنا ضد اخذ نقود من الأميركيين، فهذا واجبهم تجاه السلطة وعملية السلام، لكنهم لم يدفعوا مال ولم يقدموا مساعدات عسكرية أو أسلحة. وبذلك يكذب الإدارة الأميركية والجنرال كيت دايتون الذي كلف بتنظيم وتدريب الأجهزة الأمنية.
- حين سأل دحلان أن أبو مازن بطرحه لمبادرته بحل الخلاف مع حماس إنما هذا معناه أنه تنازل عن بعض الشروط. أجاب: إذا كان هناك تنازل، فهو تنازل للشعب الفلسطيني، وأنا أكثر شخص لا يحب حماس ولا عناصرها، لكن الرئيس حينما يتنازل للشعب يزداد شرفا، المهم كيف نصمد أمام عدم التنازلات لإسرائيل. وبهذا الجواب المتناقض يثبت أنك ودحلان حاقدين على المقاومة.
- عندما تسمع أن المفاوضات كانت عميقة وصعبة، فيجب أن تدرك انه لم تكن هناك نتائج, ولا توجد لا مفاوضات جدية ولا عميقة، لكن لا الإدارة الأميركية تمتلك الإرادة السياسية للضغط على إسرائيل لإعطاء مصداقية لعملية السلام، ولا الوضع الإسرائيلي الداخلي يبشر بأن هناك أفقا لحل الصراع في نهاية العام، كما أن الإدارة الأميركية التي أجلت المفاوضات سبع سنوات لا يمكنها أن تنهي كل البنود في اقل من سبعة أشهر. واعتقد أن هذا الاشتباك التفاوضي الذي جرى خلال الفترة الماضية لم ينتج صفقة سياسية ولن ينتجها قبل نهاية هذا العام او حتى نهاية العام المقبل، لان إسرائيل لا تبحث مفاوضات مع الفلسطينيين، بل تبحث في تعميق الاستيطان وتبحث من يكون رئيس الحكومة فيها. فالملف الفلسطيني ليس ملفا سياسيا ملحا بالوعي السياسي الإسرائيلي. ودحلان أدانك وأدان نفسه بهذا الكلام, حين رحت تضغط لإجبار حماس على الاعتراف بإسرائيل, والانخراط في لعبتك التفاوضية العقيمة.
- يجب أن نتوجه إلى مجلس الأمن وان نفعل مخزن الأفكار القديمة التي كانت لدى الرئيس أبو عمار، ابتداء من إعلان دولة من طرف واحد, ونقول لمجلس الأمن نحن دولة تحت الاحتلال من طرف واحد، وأتذكر انه عندما كان أبو عمار يهدد, كانت الدنيا تقوم ولا تقعد, يهدد ولا ينفذ. او الخيار الآخر دولة ديمقراطية واحدة. وبهذا الكلام يشكك دحلان بكل جهود أبو مازن.
- ثم أن دحلان لم يجرؤ أن يكذب إتهام المستشار السابق لديك تشيني لشؤون الشرق الأوسط ديفيد وارمسر, بأن الإدارة الأمريكية كانت تنخرط في حرب قذرة في إطار جهودها لتأمين النصر لديكتاتورية محمود عباس. ولا على أن يرد على ما نشرته مجلة فانيتي فير بأن إدارة الرئيس جورج بوش سعت لتمويل حرب أهلية في غزة بواسطة محمد دحلان بتسليفه 20 مليون دولار. ولكن حين سألت رايس عن صحة ما نشر,لم تنفيه وإنما قالت: أنها لم تطلع على هذه التقارير.
- أن عملية السلام وصلت إلى نهايتها والى طريق مسدود في العام 2000م, وفقدت قيمتها الجدية عندما فقدنا الرئيس الراحل ياسر عرفات. وهذا معناه أن ما تقوم به مضيعة للوقت.
نقول للسيد محمود عباس أن وجودك بات وضع شاذ وخطأ, فنحن نريد قادة ورؤساء حقيقيين لا هيكليين, أو دمى تعبث بها الإدارة الأمريكية.فأنت النقيض لياسر عرفات. وأنت من بت تؤمن أن لا قوة فوق قوة الإدارة الأميركية, وأنت من ناصبت فصائل المقاومة العداء خدمة لإسرائيل والادارة الأمريكية. ووله الإدارة الأمريكية فيك. إنما مرده لكونك أحد الليبراليين الجدد المتصهينيين , التي تطمح الإدارة الأميركية لتنصيبهم حكاما في شتى بقاع الأرض. والذين يتمر جلون على الوطنيين والأحرار والشرفاء وفصائل المقاومة والفلسطينيين والعرب والمسلمين بلسان سليط وفعل منكر وقبيح. والمضحك أن من فاوضتهم وتفاوضهم من الإسرائيليين على اختلاف انتماءاتهم الحزبية رغم تباين مواقفهم وتشددهم كانوا يواجهونك بموقف واحد وموحد لأكثرهم تشددا. بينما أنت تشق الصف الفلسطيني وتفاوضهم بمنطق واهن وبموقف فحواه الاستسلام, وبرموز فاسدة لا تحظى بالاحترام والتقدير (مع أن المفروض أن تتمسك بموقف الأكثر تشددا من الفلسطينيين ,لتترك لنفسك حرية المناورة, وهامشا فسيحا يعطيك القوة والمنعة). فيجد المفاوض الإسرائيلي والأمريكي نفسه أمام من هو مستعد ليبيع كل شيء ولو بثمن زهيد وبخس. فيسارعون لتحويل المفاوضات إلى سوق للحرامية,أو مشرحة لتشريح الواقع الفلسطيني والعربي والإسلامي,ويتدخلون لدعم سلطتك, ومحاربة وتصفية معارضيك. بدلا من إنجاح المفاوضات,والاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني,وتحقيق السلام العادل.
الخميس :19/ 6/2008م العميد المتقاعد برهان إبراهيم كريم
بريد الإلكتروني: [email protected]