إن الحاصل اليوم على الساحة الفلسطينية من مشاريع للحوار مع بعضنا البعض أو مشروع التهدئة مع الكيان الصهيوني لا بد لنا من وقفة عنده كي نستطيع أن نفهم ما يدور حولنا وما يخطط للمنطقة على كافة المستويات الإقليمية والدولية .
لذلك نعاود طرح السؤال ما المانع من حصول تهدئة شاملة ومتبادلة على الأقل في قطاع غزة ؟؟؟
وهنا تبرز عشرات الإجابات الواضحة حينا والغامضة أحيانا وهي أن الكيان الصهيوني لا يريد أن يقبل التهدئة إلا بعد إذلال حركات المقاومة في غزة وبالتحديد جعل حماس تقبل بكل ما يريده الاحتلال حتى ينفس لها بعض المعابر المغلقة منذ أكثر من عام , الحقيقة أن التهدئة اليوم أصبحت مطلب في سلم الأولويات لحماس في غزة لان الحصار قد ذهب بعيدا أكثر مما كان يتخيل أي متوقع للسياسة الصهيونية في المنطقة وقد جاء بنتائج واضحة أضعفت من قدرة حماس الجماهيرية والأكثر من ذلك أن أي انتخابات مبكرة يمكن أن تحصل أصبحت نتائجها غير مضمونة والمؤشر كان في جامعة الخليل التي ظلت تحت سيطرة الإسلاميين أكثر من 22 عام وخسروها متحدين بعد الانقلاب في غزة إذا على الصعيد الفلسطيني فالتهدئة مطلب مهم كي تأخذ الحركة الحاكمة بعض الوقت في أجواء من الراحة لترتيب أوراقها استعدادا للذهاب نحو انتخابات مبكرة والتي لا مفر منها إذا تم التوصل لاتفاق بين الفرقاء الفلسطينيين .
أما على الصعيد الصهيوني فإن التهدئة ليست مناسبة لهم كثيرا وبالذات بعد عشرات التهديدات التي أصدرها الجيش باجتياح غزة ولم يقم بذلك على الرغم من الأضرار الواضحة التي ألحقتها المقاومة بالجبهة الداخلية للاحتلال , التهدئة غير مناسبة لان الأحزاب الصهيونية مقبلة على انتخابات مبكرة وهذه الانتخابات لابد من دفع الفاتورة مسبقا من دم أبناء الشعب الفلسطيني كي يسوق باراك نفسه جيدا في تلك الانتخابات , ولا يوجد انتخابات نيابية صهيونية إلا وكنا نحن الفاتورة من اجل إقناع الجمهور الصهيوني بقوة المرشح ,كما أن الجيش الإسرائيلي الذي فقد القدرة على الردع بعد انتكاسة تموز وخاض بعدها عشرات المناورات الكبيرة يحتاج إلى خوض أي معركة وحتى ولو كانت غير متكافئة مع المقاومة في غزة من اجل استعادة بعض معنوياته التي ضاعت في بنت جبيل ومارون الراس وعيتا الشعب .
التهدئة التي نريد ليست التهدئة التي يريدها المحتل نريد التقاط الأنفاس والقبض على البندقية وهو يريد أن يجردنا من سلاحنا وكل مكونات القوة لدينا , نريد فك الحصار وفتح المعابر وهو يمارس مزيد من الإغلاق تجريف الأراضي , نريد أن تكون التهدئة من مصدر قوة وهو كل يوم يغير شروطه كي نأتي مرغمين للتهدئة موافقين على كل شروطهم .
التهدئة التي يريدها المحتل هي عبارة عن تركيع للمقاومة إن قبلت بها لا يجوز أن يخدعونا بأنهم قبلوا بها من اجل الناس لان التوقف عن خوض المغامرة من اجل الناس كان أولى من ذل التهدئة
الاستحقاق الانتخابي الصهيوني لم يحدث عبر التاريخ إلا بعد أن يتنافس المرشحون على إراقة دمنا لذلك فالتهدئة التي تريدها إسرائيل إن حصلت عليها من غزة فبالتأكيد ثمنها أعلى بكثير من الدم الفلسطيني لأنها باختصار إنهاء المقاومة تحت مسميات وحاجات لم نكن نريدها لولم نصنعها بأيدينا