من العجائب الجديدة في عالمنا المعاصر أن تكون هناك دولة منقوصة السيادة شعبها في وادي وحكومتها في وادي آخر وهذا الشعب يلعب في مقدراته الغرباء يتدخل في شؤونه الداخلية ويسرق خيراته ويحرمه منها ويقتل ويهجر أبنائه بل ويرفع أعلام عدة ترمز إلى تعدد القيادات والمعروف أن السفينة يقودها ربان واحد وإلا غرقت!
ويحتاج العراقيون الذي يعيشون في ارض خير استباحت وانتهكت إلى من يقودهم إلى بر الأمان يحميهم يطعمهم الغذاء الصالح والماء النقية والكهرباء الذي صار حلما وهو حقهم المشروع!!!!!!!! ولا ادري كم يصبر هذا الشعب البطل الذي ضرب رقما قياسيا في التحمل على البلاء وحكومته وبرلمانه يزدادون تخمة وثراء ويشترون القصور في البلاد الأوربية وهم من جاءؤا حسب مايدعون لمظلومية هذا الشعب واتسائل هل رفعوا عنهم المظلومية أم زادوهم ظلما وقهرا؟
لايخلو بيت عراقي من العزاء في فقدان احد أبنائه في خطف أو سيارة مفخخة أو هجرة وهروب بل وفقد الكثير منازلهم بسبب القصف العشوائي أو التهجيراو قذيفة هاون حاقدة ووووووولايعلم أذا سكن إلى النوم في ذلك الحر القاسي وبلا ماء هل سيصحو ثانية ؟
لاادري مالذنب الذي اقترفه هذا الشعب المكابر المظلوم الذي يملك خيرات منحها له الله لكنها لغيره لايتمتع بها بل ويحلم بها أهذا عدل؟
لماذا لايعيش العراقيون كغيرهم من الناس في رغيد ورفاهية ويحرم من حقه المشروع في وطن ذا سيادة وقيادة حكيمة تحميه وتخاف عليه وتسهر لراحته؟
ترى الحزن في عيون الأطفال الذين حرموا من طفولتهم السعيدة كباقي الأطفال في العالم والنساء اللواتي ترملن مبكرا وبعضهن جاريات في سوق النخاسة وهن الماجدات ولأعزاء للرجال الذين بكوا بمرارة فقدان الكرامة؟
الكل يتوق إلى الوطن والى( لمةالاهل) الذين تفرقوا في بقاع الأرض يعاني الألم والحسرة فواحدهم بعيد عن أمه والأخر عن زوجته لظروف قاهرة جعلت منه لاجئ في بلاد الغربة التي لاترحمه.
الحديث طويل عن معاناة هذا الشعب المكابر الذي عندما تسأله كيف حالك يجيب الحمد لله تعودنا على المرارة!
ورغم تلك المرارة التي تكيف عليها يواصل الحياة ويبحث دوما عن السعادة المفقودة ويبحث بإصرار عن الفرحة اليتيمة .
الفرحة الوحيدة التي تحققت ويتفق معي الجميع تلك التي يجلبها لهم المنتخب العراقي لكرة القدم عندما يحقق الفوز والانتصارات الرياضية وتراهم يتجمعون حول التلفزيون في كل بقاع الأرض لمشاهدة أي مباريات يخوضها ويناصروه وقد حقق حلمهم الوطني وجمع بين كل العراقيين بمختلف مذاهبهم ومنحهم وحدتهم الوطنية يرقصون طربا في الشوارع لايبالون لسيارة مفخخة ولا قذيفة هاون.ففوز اسود الرافدين هو فوز لكل العراقيين النجباء أحفاد حمو رابي والقعقاع.
ويعجبني ذلك الالتفاف الجماهيري لمشجعي اسود الرافدين وهم يحملون العلم العراقي الشامخ بنجومه الثلاثة ولا يقبلون رفع العلم الجديد الذي فرض عليهم ويعبرون عن عراقيتهم الشجاعة الرافضة لما هو غريب وعجيب من الغرباء الذين قدموا على الدبابات المحتلة والعملاء…. هلهولة للشعب الصامد هلهولة .