ذكرت مصادر في وزارة الخارجية العراقية أن القائمة التي تضم 45 مرشحًا لشغل منصب سفير ستقدم إلى البرلمان العراقي للتصويت عليها في غضون وقت قريب. وكشفت هذه المصادر لصحيفة “أخبار الخليج” عن أن غالبية المرشحين لمنصب سفير قد اختيروا على أساس معيار “المحاصصة” فقط وأن غالبيتهم لا علاقة لهم بالعمل السياسي أو الدبلوماسي.
وأكدت المصادر أن أكثر من في القائمة لا يحسنون الحديث باللغة العربية ولديهم جهل مطبق باللغات الأجنبية.
وأوضحت تلك المصادر أن بعض المسئولين في وزارة الخارجية ممن لهم تاريخ طويل في العمل الدبلوماسي أصيبوا بالذهول والإحباط حين علموا ببعض الأسماء الواردة في القائمة والتي ستقدم إلى البرلمان، لاسيما وأن بعض المرشحين لا يحملون شهادة الدراسة المتوسطة ورغم ذلك فقد رشحوا كسفراء في دول أوربية وآسيوية.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا التحرك العشوائي المتخبط سببه أن الكتل السياسية مصرة على أن تكون لها حصة في السفارات تتناسب مع تمثيلها في البرلمان العراقي.
تجاهل المعايير المتبعة في اختيار المرشح لمنصب السفير
وقالت المصادر الدبلوماسية العراقية: إن العرف السائد في الخارجية العراقية أن يتم اختيار السفير من الذين لهم معرفة وإلمام أو يكون قد قدم بحثًا أو أطروحة أو عمل في ساحة الدولة التي يرشح للعمل فيها سفيرًا.
وأضافت المصادر أن هذه الأعراف قد غابت تمامًا وتم تجاهلها عند إعداد القائمة سالفة الذكر، وكان المعيار الأساسي في اختيار السفراء هو انتماؤهم إلى الأحزاب والكتل بصرف النظر عن كفاءتهم.
ويمر العراق في ظل الاحتلال الأجنبي بحالة من التخبط السياسي الكامل تظهر آثارها على أكثر من صعيد، ويرجع بعض المراقبون هذا الوضع إلى عجز الحكومة الحالية.
وقال وكيل وزارة الخارجية العراقية محمد الحاج حمود إن حصة الكتل السياسية من السفراء الجدد تتراوح بين 3 و7 سفراء بحسب تمثيل الكتلة في البرلمان العراقي.
وأضاف الحاج حمود: “معظم المرشحين يفتقرون إلى الخبرة وسينعكس ذلك على أدائهم المهني وعلى سمعة الدبلوماسية العراقية التي عرفت بكفاءتها خلال العقود الماضية بل وفي ظل جميع الحكومات التي سبقت الاحتلال”.